المازوت الإيراني في لبنان

وصلت صهاريجٌ كبيرةٌ تقدر بالعشرات محملةً بمادة “المازوت” الإيراني الى الداخل اللبناني قادمةً من ميناء بانياس السوري وسط إجراءاتٍ أمنيةٍ جرَت على الوجه الصحيح، ووسطَ حفاوةِ وفرحِ أهالي المناطق التي تمر عليها المركبات.

المراقبون من الجانبين، الصديقِ والعدو يَعدُّها انتصارا حقيقيا واستثنائيا لمحور المقاومة المتمثل بحزب الله اللبناني وقائدِه سماحة السيد حسن نصر الله لما له من خصوصيةٍ تترجم وفاءَ المقاومة لجمهورها أولا وللشعب اللبناني عموما حين وعَد قائدُها برفع الضيم عنهم، وقد أنجزَ وعدَه رغمَ كلِّ التحدياتِ والتهديداتِ التي أطلقها أعداءُ لبنان في الداخل والخارج.

الإنجازُ الكبير لم يكن سهلا على طرفٍ واحدٍ، إنما يستحيلُ تحقيقة دون تصميم وإرادة حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران بتفيذ المهمة الصعبة من أجل رفع معاناة الشعب اللبناني بكل طوائفه وسد حاجته من مادة النفط ومشتقاته. لقد استوعب المجتمع الدولي أهمية هذه الخطوة التي حسبها الفكرُ الإمبريالي رصاصةً في صميم مخططاتِه الشريرة على مستوى لبنان والمنطقة، وكانت أمريكا وجمهورَها وحلفائَها هم من وقفوا حاجزا لصد يدَ العون الإيراني دون أن يحققوا شيئا يُذكر على صعيدِ الدَعم ورفعِ المُعاناة بهدف إذلال اللبنانيين واحتوائهم بعد تجويعهم، لكن نجاح مهمة دخول مادة المازوت التي ستسد حاجة الإنسان اللبناني وتحفظ كرامتة إنعكست سلبا على تمنيات ومحاولات الإدارة الأمريكية لتصبح تلك المهمة حالة إذلال على أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات، وبعضِ المتآمرين من الذين شاركوا في ضرب لبنان وجمهور المقاومة.

لقد عبَّرت إيران عن حسن نيتِها ومصداقيتِها حين نجحَت بإيصالِ سفينتَها المُحملةَ بالمازوت الى بانياس السورية ليتم توزيعَه بجهود لبنانية على جميع المستشفياتِ والمؤسسات الضرورية الأساسية الأخرى، الإسلامية منها والمسيحية، السنية والشيعية، وكذلك مشافي الدروز وكافة الأقليات اللبنانية. فليس هناك إسثناءً في عملية التوزيع ولا إستغلالا في الأسعار. هذه الصفة وهذا الموقف جعل من “حزبُ الله” نموذجا صادقا عند جمهوره وعموم الشعب كما عهدَهُ من قبل، وسيتابع المعنيون عملية التوزيع أمام كل اللبنانيين وأكمالها على أحسن وجه لسد الثغرات وتعطيل الأبواق التي تعمل على تثبيطِ عزائم عموم الناس. أمام هذا المشهد الإيراني الإنساني وقف عدوُ لبنان وشعبِه المتمثل بأمريكا وحلفائِها الرجعيين مذهولا، عاجزا عن طرح أيَّ توصيف ولا حتى الإستهجان. لقد أوصدَ محورُ المقاومة كلَّ أبواب المغرضين الذين أرادوا للبنان أن يبقى تحت الهيمنة،

والتطرف الطائفي، والسياسي، وبكل تأكيد هو انتصارٌ جديدٌ للبنان أولا انعكس على اليمن والعراق وسورية وفلسطين وكلِّ شعوبِ المنطقة، وأحرارِ العالم.

لسورية الحكومة والدولة الدورُ الكبير ذات الأهمية العظيمة في إنجاز مهمة وصول المازوت الإيراني الى لبنان دون مقابل مادي سوى أن موقفَها كما وصفه المراقبون بأنه إنساني، وموقفا قوميّا من شأنه رفع المعاناة التي تعرَّض لها اللبنانيون وهو يعبر عن عمق العلاقة المصيرية والتاريخية ما بين الشعبين اللبناني والسوري. على الصعيد السياسي فإنه موقفٌ يترجمُ الوقوفَ الى جانب محور المقاومة من أجل صدِّ كلِّ النوايا الشريرة التي تعرَّض لها لبنان وتعرَّض لها اللببنانيون، فعملية التجويع، وشحة المواد الأساسية الضرورية ، وإفلاس البنوك ممنهجةً ومقننةً تستهدفُ إبتلاعَ لبنان لصالح المعسكر الصهيوني.

اللبنانيون بجميع طوائفِهم سيحصلون على حقهم الطبيعي من مادة المازوت ومادة البنزين القادمة تباعا

على سفن الشحن الإيرانية وستصل الى حيث تتوجه أمام عجز كلِّ القوى الإمبريالية التي حسبِها معسكرُ الإذلال الرجعي أنها قوى ذات نفوذ ما بعده نفوذ.

لبنان بخير، ومحور المقاومة بخير، وسورية بألف خير. شكرا إيران.

قاسم محمد الكفائي Twitter………Qasim.ALkefaee.canada

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here