أربع سنوات عجاف أخرى مع مخاطر زوال

أربع سنوات عجاف أخرى مع مخاطر زوال

بقلم مهدي قاسم

بالرغم من عملية احتلالات كثيرة التي تعرض لها العراق في العصور الغابرة ، من ضمنها الاحتلال المغولي الرهيب وكذلك التركي الانكشاري والبريطاني الخبيث وغيره الكثير ، فقد تمكّن العراق دوما النجاة من مخاطر اضمحلال وزوال لوجوده الرافداني التاريخي ، ليبقى على قيد الحياة محتفظا بوجوده وكيانه على مر الأزمنة وحركة التاريخ الدائبة ، دون أن تُطرح فكرة تقسيمه أو إزالة وجوده ، مثلما الآن أوفي السنوات القريبة ..

فمن من شبه مؤكد أن أحزاب اللصوصية والمحاصصة الطائفية ستفوز بالانتخابات بنسب معينة بفضل الجماهير المؤمنة و العريضة !!ــ مثلما أسلفنا في مقالاتنا السابقة ــ وهو الأمر الذي يعني اربع سنوات عجاف أخرى من معاناة و فقر وسوء خدمات و شحة مياه و أزمات اقتصادية ومالية وانفلات أمني يتجسد بتشديد هيمنة وسطوة مليشيات بلطجية ، فضلا عن مجموعات إرهابية مسلحة أخرى ( داعش حزب العمال الكوردي التركي ) على مقدرات الدولة ، و التي بدون ذلك هي ضعيفة وهزيلة أصلا ، لتنضج الظروف والترتيبات من خلال ذلك ، تمهيدا وسعيا لاحتمالات تقسيم العراق إلى كانتونات مكوانتية رئيسية ، إذا تطالب الأمر و المصالح والإدارات المسيّطرِة ..

بالطبع بموافقة ومباركة النظام الإيراني ، تلك الموافقة التي ستتوقف على مدى توافق وانسجام ذلك مع متطلبات مصالح إيران الإقليمية والدولية وإذا رأت إيران أن عملية التقسيم قد تضر بمصالحها وأمنها القومي راهنا أوفي المستقبل المنظور ، فأنها سوف لن توافق على عملية التقسيم وتستعين بأدواتها المحلية الموالية لعرقلة ذلك ردحا من الزمن ..

فربما هذه الانتخابات سيكون لها دورا حاسما لقيادة العراق نحو المجهول والضياع ـ فمن هنا تأتي حيرة وورطة الاشتراك في الانتخابات أو عدمها بالنسبة للقوى الوطنية التي ــ للأسف ــ قاعدتها الجماهيرية التصويتية ضعيفة جدا بالمقارنة مع هيمنة الوعي العشائري والقبلي والديني والمذهبي للقاعدة التصويتية الواسعة التي تتمتع بها أحزاب التخريب والفساد واللصوصية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here