أيام ذهبية لمهن كاسدة.. وشبان عاطلون بسبب الانتخابات

تعيش بعض المهن أياما ذهبية، في العراق، بسبب الحملات الانتخابية التي حركت بعض القطاعات الكاسدة وساهمت في تشغيل اعداد من العاطلين الذين تعج بهم البلاد.

وانتفع من الحملات الانتخابية، أصحاب المطاعم وورش الحدادة والمطابع وقاعات تأجير الحفلات والمؤتمرات والنوادي الاجتماعية وسائقو سيارات الأجرة والحافلات، إذ انتعشت صناعة اللافتات وطباعة المنشورات وتنظيم وإقامة الولائم والحملات التطوعية.

ويكشف عدد من اصحاب هذه المهن، ان الدعاية الانتخابية تخفي خلفها إنفاقاً هائلًا غير متوقع، ويقول علي المرسومي، مدير أحد المطابع في بغداد، إن “مهنة الطباعة انتعشت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، لدرجة أن العمل في المطبعة مستمر وبدون توقف لمدة 24 ساعة يومياً، ما دفعنا إلى زيادة عدد الأيدي العاملة وشراء مطابع أخرى من أجل الالتزام بتسليم الطلبات في موعدها المحدد”.

وأضاف المرسومي أن “أسعار المواد المستخدمة في الطباعة ارتفعت أيضا بشكل كبير، وصل إلى الضعف تقريبا في بعض الخامات، نتيجة زيادة الطلب عليها من قبل أصحاب المطابع”، مشيرا إلى أن “بعض المطابع تم حجزها والتعاقد معها من قبل أحزاب معينة لتتكفل بكامل الحملات الانتخابية لمرشحيها، وبعض الحملات تتجاوز قيمتها المليون دولار”.

ومن جهته، قال أحمد العلياوي، الذي يعمل مصمماً في مطبعة الشروق ببغداد إنه “بالرغم من العمل المتواصل على مدار 24 ساعة في المطابع إلا أنها لم تتمكن من إنجاز بوسترات الدعاية للمرشحين في وقتها المحدد، بسبب كثرة الطلبات من قبل الأحزاب والمرشحين”.

وأضاف العلياوي: “كثير من المطابع في بغداد ومناطق أخرى أوقفت طباعة الصحف اليومية والإعلانات الخاصة بالمحلات التجارية والشركات، ولجأت إلى طباعة البوسترات (الصور) الخاصة بالمرشحين، وذلك لما تدرّه من أموال طائلة لأصحاب هذه المطابع والعاملين فيها”.

وأشار إلى أن “الأيام التي تسبق الانتخابات تُعد فترة ذهبية لأصحاب المطابع، لذلك يبذل أصحابها والعاملون فيها جهوداً جبارة لكسب مزيد من الأرباح التي لم يحصلوا عليها لأكثر من 4 سنوات”، لافتاً إلى أن الانتخابات تُعد الفرصة الأمثل لكسب الأموال في هذه الفترة.

بدوره، قال طه الزيدي، الذي يعمل في مجال الحدادة، إن “الانتخابات البرلمانية ساهمت بشكل كبير في إنعاش مهنة الحدادة، من خلال صنع الإطارات الحديدية للبوسترات وتثبيتها على الأعمدة والجسور”، منوهاً إلى أن “معظم الحدادين أوقفوا أعمال الحدادة الأخرى كالشبابيك والأبواب وغيرها ولجأوا إلى تأطير الإعلانات الضوئية والدعاية للمرشحين”.

وأشار الزيدي إلى أن “ما يميز هذه الانتخابات عن سابقاتها من الدورات السابقة هي شراهة المرشحين في السباق الانتخابي التي بدت واضحة، من خلال أحجام وكثرة البوسترات التي أقدمت الأحزاب السياسية والمرشحون على طبعها ونشرها في الشوارع”.

كما يقول جاسم العكيدي، العامل في ورشة للحدادة شمالي بغداد، إنه والكثير من زملائه ممن يعملون في مهنة الحدادة يُرزقون كثيراً في مثل هذه الأيام قبيل كل انتخابات، لدرجة أنهم يُمنّون النفس بأن تستمر الحملات الانتخابية لفترة طويلة.

وأضاف العكيدي أن “صاحب الورشة له علاقة قوية بالكثير من الأحزاب السياسية، ولذلك تُحال إليه الكثير من الحملات الانتخابية”، منوهاً إلى أن الورشة التي يعمل فيها أنجزت خلال الـ 10 أيام الماضية أكثر من 3 آلاف إطار حديدي بأحجام متنوعة.

وتابع أن “الحملات مستمرة والعمل متواصل بشكل كثيف، كما أن العائدات المالية كبيرة، فضلا عن أجور أخرى تتعلق بنصب وتثبيت الإطارات في المواقع المطلوبة”.

وتظهر البيانات الرسمية، تجاوز نسبة البطالة 20%، بينما تؤكد تقارير مستقلة تخطيها بكثير الأرقام الحكومية، خاصة في المدن الشمالية والغربية التي ما زالت تعاني من آثار الحرب الأخيرة على تنظيم “داعش”. ويكشف نورس المشهداني، سائق شاحنة صغيرة، أن الانتخابات أتاحت له فرصة عمل جيدة، وهي حمل ونقل بوسترات المرشحين طيلة فترة الحملة الانتخابية، وكذلك متابعة وصيانة البوسترات التي تحتاج إلى صيانة أو استبدالها، لا سيما وأن أغلب الصور التي يتم تنصيبها في بداية الحملة يتم تمزيقها أو تتأثر نتيجة لسوء الأحوال الجوية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here