الوكالة التركية: أجواء عدم اليقين تسيطر على انتخابات العراق

شككت وكالة الانباء الرسمية التركية في قدرة العراق على إجراء الانتخابات في أجواء آمنة ونزيهة، ووصفت الوضع العراقي بـ”الحذر والقلق” رغم التصريحات المطمئنة التي ادلى بها المسؤولون العراقيون للوكالة.

وقال تقرير نشرته وكالة الاناضول الرسمية تابعته (المدى) ان “الحكومة العراقية تعهدت مراراً، بإجراء انتخابات يسودها الأمن والنزاهة، إلا أن أجواء من عدم اليقين تعتري الكثيرين في البلاد، لتخوفهم من هجمات لتنظيم “داعش” قد تشن خلالها، إضافة لانتشار السلاح غير المرخص”، بحسب الوكالة.

وكانت وزارة الدفاع العراقية اعلنت في وقت سابق أن “اللجنة الأمنية العليا لانتخابات مجلس النواب باشرت بممارسة الخطة الأمنية الفعلية الميدانية الشاملة في بغداد والمحافظات”.

وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في كلمة خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء خاصة بالانتخابات، وضع إجراءات أمنية مشددة لمنع محاولة التزوير، وتأمينها بمراقبة أممية دولية. وستشرف اللجنة الأمنية العليا للانتخابات على عملية تأمين الاقتراع، ويترأسها نائب قائد العمليات المشتركة في الجيش العراقي عبدالأمير الشمري، وتضم قادة ومسؤولين من الأجهزة الأمنية المختلفة. وقال المتحدث باسم اللجنة غالب العطية للوكالة التركية، إن “اللجنة الأمنية العليا استكملت جميع استعداداتها وتوزعت على مكاتب جميع المحافظات في عموم العراق”، وأشار العطية إلى أن “القوات الامنية بكامل صنوفها ستشارك في عملية تأمين الانتخابات الشهر المقبل”.

وأوضح أن “الخطة تتضمن فرض 3 أطواق أمنية في محيط مراكز الاقتراع؛ الأول سيكون من عناصر حماية المنشآت، والثاني من الشرطة المحلية والنجدة وبعض تشكيلات وزارة الداخلية، فيما يتشكل الثالث من الجيش والشرطة الاتحادية”.

وأردف العطية: “القوات الأمنية ستتخذ إجراءات أمنية كبيرة لحماية الناخبين في عموم المحافظات، فضلاً عن تأمين مراكز حفظ صناديق الاقتراع”، منوهاً إلى أن “الخطة تتضمن أيضا تخصيص قوة أمنية لتأمين نقل صناديق الاقتراع لغاية وصولها إلى مراكز الحفظ”. واعتبر العطية أن “القوات الأمنية والجهات المسؤولة لديها القدرة الكافية لتأمين الانتخابات من الناحية الأمنية”. لكن الوكالة التركية الرسمية قالت إن “العراق ما يزال يواجه تحديات أمنية حقيقية بعد عقود من الحروب المتعاقبة وعدم الاستقرار، ورغم إعلان بغداد هزيمة تنظيم “داعش” عام 2017 بعد أن اجتاح نحو ثلث مساحة البلاد صيف 2014، إلا أن التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة ويشن هجمات مميتة بين فترات متباينة”.

وأضافت الوكالة “كما يعاني العراق من انتشار السلاح غير المرخص على نطاق واسع، وخاصة في يد فصائل شيعية مقربة من إيران وتتمرد على الدولة عبر شن هجمات على قواعد عسكرية عراقية تضم القوات الأمريكية فضلا عن سفارة واشنطن في بغداد” بحسب تعبيرها. وذكرت الوكالة التركية باقتحام بعض الفصائل المسلحة للمنطقة الخضراء وسط بغداد احتجاجاً على اعتقال أحد قادتها بتهمة الإرهاب، كدليل على ضعف الاجهزة الامنية العراقية.

في المقابل أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي للاناضول، أن “اللجنة الأمنية العليا للانتخابات وضعت خططاً محكمة لمنع حدوث أي انتهاك أمني”.

بينما نقلت الوكالة التركية عن العميد السابق في الجيش والخبير الأمني عدنان الكناني، أن “الحكومة الحالية غير قادرة على تأمين الانتخابات النيابية المقبلة؛ لأنها تفتقر إلى الخبرة الأمنية في وضع الخطط”. ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة غلاي، للأناضول، إن “هناك تنسيقاً بين المفوضية واللجنة الأمنية العليا للانتخابات بشأن تأمين الاقتراع على كافة الاصعدة الأمنية” وأضافت أن “اللجنة العليا لديها خطط خاصة لتأمين الانتخابات والمرشحين والناخبين، وجميع المعلومات الخاصة بالعملية في عموم البلاد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here