*الملايين الزاحفة الى كربلاء الحسين*

               بالرغم من التعتيم الاعلامي الصهيوعربي وبالرغم من كل التهديدات والتفجيرات  لم ينقطع مسير الاحرار الى كربلاء القيم والاخلاق والشهاده والكبرياء ، فقد أتى الى الحسين هذا العام وكل عام  من كل فج عميق أفواج الناس المتلهفين الى أستنشاق هواء الحريه الذي لايجدونه ألا عند الحسين ، فزوار أبي الاحرار ينثرون الحب والسلام والطمأنينه على كل بلد يمرون به وهم متسلحين بالايمان بالله الواحد الاحد وبنبوة نبي الله الخالد محمد أبن عبد الله أبن عبد المطلب ( عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام ) ، فها هي قوافل زوار الحسين تأتي اليه من أقصى الارض لتعلن الولاء والوفاء الى محمد وأل محمد ، لم يمنعها حر أو برد ، ولاأنتحاري مفخخ بالافكار الحاقده قبل أن يكون مفخخا بالقنابل والسموم ، ولم يمنعها التعتيم الاعلامي المقصود ولاكثرة الدعايات المضلله ، فمنذ تأسيس الدولة العراقية تعرضت الشعائر الحسينية الى المنع وقتل العديد من الناس على يد أولاد الجواري الغرباء ففي عام ١٩٣٦ أصدر المقبور اللعين( ياسين الهاشمي ) الشركسي القذر قراراً بمنع زيارة الأربعين، ثم تبعه المقبور ( رشيد عاليه ) التركي النجس وهو أبن أحدى صاحبات الرايات الحمراء المعروفه ( عاليه الكيلاني ) والذي منحتهم السلطات العثمانية النجسه ألقاب عديده فذاك الهاشمي وهذا الكيلاني ، ثم توالت القيادات المنحطه لأولاد عارف لتقف بقوة ضد الحسين حتى لاقت مصيرها المحتوم ، ثم جاء دور المقبور اللعين صدام حسين ليتحدى الحسين وليقتل محبيه بمساعدة أبناء المذهب البعثي القذر لينتهي الامر به في جحر من الجحور ليذهب غير مأسوف عليه الى مزبلة التأريخ ، ولتبقى الملايين من البشر بمختلف ثقافاتهم ولغاتهم وأزيائهم وعناوينهم الوظيفيه ورتبهم العسكريه وهم يقفون أمام عظمة *الحسين*  تجمعهم كلمة واحده وشعار واحد ولغه واحده ( *لبيك ياحسين* )  الحسين هذا الانسان ( المعجزه ) الذي أنبت شجرة الحب والسلام بقلب كل ( أنسان ) في هذه الارض منذ أن خلق الله أدم والى يوم الدين لم نسمع أن الدنيا بأكملها تردد كلمه واحده رغماً عنها ( *لبيك ياحسين* ) ، مسيرات في كل بقعه من أرض الله الواسعه وفي كل بلد من بلدان المعموره وفي كل قريه ومحله وبيت في الصين وأيران والهند وباكستان وأوربا وأمريكا ونيجيريا في كل القارات بل أكاد أجزم أن كل سكان الارض والسماء يهتفون في مثل هذا اليوم ( *لبيك ياحسين* )  الحسين ( المعجزه ) في مولده ، ونشأته ، وصباه ، ورجولته ، وزواجه ، وحديثه ، وشعره ، وأدبه ، وأخلاقه ، وأيمانه ، وعزيمته ، وصبره ، وأصله ، وقربه من رسول الله ، حتى قال عنه ( حسين مني وأنا من حسين )  والحسين الذي قال  قولته المشهوده ( ألا من ناصر ينصرنا أهل البيت ) فجائه النداء الرباني في القرأن الكريم ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلايسرف في القتل أنه كان منصورا ) لقد أنتصر الحسين كما بشره الله سبحانه وتعالى وجده الصادق الامين الذي لاينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى أذ قال له ولوالده سيد الوصيين أمير المؤمنين الخليفة الاول علي أبن أبي طالب عليهم السلام ( أنكم ستقاتلون على التأويل كما قاتلت على التنزيل ) ملايين من الناس تجمعوا في يوم واحد ، وقضيه واحده ، وأكلوا من مائده واحده ، ورددوا شعار واحد بالرغم من أختلاف ألسنتهم ، ووجهوا رساله واحده الى العالم أجمع بأن ( الاسلام ) الحقيقي هنا في كربلاء  وليس في سعودية الارهاب والقتل ولا في أزهر الراقصات ، هنا  أسلام السلام والمحبه والاخلاص ، ألاسلام الذي لايفرق بين عربي وأعجمي ألا بالتقوى ، الاسلام الذي ينظر الى الاديان الاخرى بنظره أنسانيه ومن باب لكم دينكم ولي دين ، الاسلام الذي لايكفر أخوانه في الدين ولايخون أولاد بلده ولايهمشهم ولايستعبدهم ولايهينهم ولاينكل بهم ولايدفنهم أحياء بمقابر جماعيه كما فعل أبناء الإسلام البعثي الاذلاء ، الاسلام الذي ينظر الى الاخرين بأنهم  نظرائه في الخلق قبل أن يكونوا أخوانه في الدين ، الاسلام الذي أسس أول مدرسه لحقوق الانسان في الكون من خلال رسالة ( الامام السجاد الحقوقيه ) التي سبقت الامم المتحده في ذلك عدة قرون ، الاسلام الذي وجه أول رساله الى الكون بأن ( ألمرأة ) المؤمنه المجاهده هي نتاج بيت مؤمن وعقليه منفتحه وأن المرأه المسلمه مفخره للكون أجمع من خلال ( زينب الكبرى ) ورسالتها الى كل نساء المؤمنين بالارض أن أصبروا وجاهدوا من خلال صبركم حتى تنتصروا ، الاسلام الذي وجه رسالة الى كل شباب الارض أن أنظروا الى أخوان الحسين وأولاد الحسين وأبناء أخوانه وأخواته على معنى الايثار والتضحيه من أجل القضيه الكبرى في دفاعهم عن القيم والاخلاق والمبادئ الساميه التي جاء بها الاسلام من خلال رسالة الصادق الامين محمد ، الاسلام الذي أعطى الدروس النبيله عن معنى الصحبه والاصحاب عندما يقفون في يوم الشده مع صاحبهم الامر الذي حدى بأمامنا العظيم الحسين أن يقسم بأنه لم يرى أصحابا كأصحابه وفاءا وأخلاصا وتضحيه ، ملايين من البشر  في كربلاء أرعبوا كل دول التأمر الاعرابي البغيض  وهم يرددون ( *لبيك ياحسين* ) ، رساله الى كل من يريد أن يقسم العراق ، والى كل من يريد أن يستعين بالشيطان لقتل العراق ، والى كل من يريد عودة البعث وجلاوزته وأذنابه وعملائه الى الحكم مرة أخرى ، رساله الى كل لص وحرامي ومرتشي وفاسد  ،  رساله يجب أن يعيها الجميع ويجب أن يفهموا كلهم معنى وهدف ومغزى أن تتجمع هذه الملايين على هدف واحد وقضيه واحده ، رساله الى الدواعش أبناء المناطق الرذيلة  ومن لف لفهم لتقول لهم ماذا لو أفتى ( السيد السيستاني ) حفظه الله بالزحف على جحوركم وعلى المدن الرذيلة التي تأويكم  ، أنني على ثقه أن هذه الملايين الزاحفه الى جنة الحسين وكعبته ومحرابه كلها تود السلام ، وتحب السلام ، وتتمنى أن لاتصل الامور الى عواقب وخيمه تقلب عاليها سافلها ، كلها تريد الحريه ، والعيش بأمان ، كلها تريد العيش بوطن الحسين لان الحسين رجل السلام ولكن أبناء الشيطان لايردعهم ألا أبناء الحسين …… أين الامويين ؟ والعباسيين ؟ وأين ياسين الهاشمي ورشيد أبن عاليه الكيلاني وأولاد عارف  وصدام حسين ؟؟ الى مزبلة التاريخ ،،  ولكن بقي  الحسين فهو الإنسان الوحيد الذي يرعب الظالمين حياً وميتاً ……
*جبر شلال الجبوري*
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here