“يوم تبدل الارض غير الارض”

“يوم تبدل الارض غير الارض”

يبدو ان الكثير من شعوبنا العربية يستعجلون الاخرة قبل وقوعها. يهربون الى الامام وكان احداث يوم القيامة ستبدا غدا او بعد غدا. يهربون الى من استحقاقات اصلاحية كبيرة دون معالجة امراضهم وتخلفهم. انهم يهتمون الان بتوافه الامور. في حين كان من المفترض ان يستغفروا الله ويتزودوا بالتقوى ويعملوا على ما يرضي الله ويصلح شؤون شعوبهم. انهم يهربون من الذل والمسكنة ليقعوا في مآزق الفوضى. يستبدلوا حياتهم بحياة اخرى مليئة بالشهوات وكنز الاموال وجني الثمرات. ينافسون بقوة لسلوك سبل الفساد والافساد وقطيعة الرحم. للوصول الى التمزق الاجتماعي والانانية المقيتة. تلك الانانية التي اخرجت الشيطان من الجنة واحلت عليه غضب الله الى يوم القيامة.
“وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد”. هذه الاية من حيث المبدا تصور لنا مشهد من مشاهد يوم القيامة. لكن الغريب والعجيب ان اكثر الناس يستعجلون الشر. مما جعلهم يترجمون هذا المشهد الاخروي على حياتهم الدنيا. لقد ياسوا تماما من رحمة الله ونسوه فانساهم انفسهم. نرى اليوم الناس سكارى وهائمين على وجوهم لحصاد وجنى الحرام والعمل بالربى وعمل المنكرات من سرقة وكذب ودجل وفسق وخيانة. انهم يستعجلون الاخرة قبل وقوعها.
“يوم تبدل الارض غير الارض” اية اخرى تمثل مشهد اخر من مشاهد يوم القيامة. فبدلا من الاستغفار اله والطمع في رحمة الله واعادة المظالم لاصحابها والاقلاع عن المعاصى. نرى ما يحصل للانسانية هو العكس تماما من تدهور شنيع من جميع الوجوه. اذ غيروا خلق الله باشاعة الفساد بين الناس وعاثوا في تغيير طبيعة الارض والغلاف الجوي. ان اغلب الناس لا يريدون الاصلاح المنهجي ولا يزالون يفعلون المنكرات دون رادع او وازع.
لقد نزل غضب الله نتيجة ذلك الفساد من خلال الحرائق والفيضانات وارتفاع دراجات الحرارة وانتشار الاوبئة والامراض كوباء كورونا ومرض السرطان. كل هذه الرسائل الالهية جاءت لتحذر الانسان. كي يرعوي ويعود لرشده ويعترف بضعفه ويفوض الامر لله الواحد القهار. اضحى اغلب الناس يمرون على نذير هذه الايات البينات دون اهتمام او استيعاب لاي درس. مما قد يعجل الله بمبدا استبدال الارض وقرب فناءها. قد نرى قريبا بداية الايات الكبرى لنهاية العالم
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here