إعمال العقل في النص!!

إعمال العقل في النص!!
الشائع هو إعمال العقل في النص القرآني , وقد إجتهد فلاسفة الأمة ومفكروها في نبش ما بين السطور , إعتمادا على أن للنص معنى ظاهر وباطن , وعندما لايتوافق المعنيان لابد من التأويل , وبسبب ذلك تمزقت الأمة إلى جماعات وفئات ومذاهب ومدارس , وغيرها من رموز التشظيات العاصفة في أجيالها.
وبدأ هذا التوجه بعد أن إستضافت الأمة الفلسفة اليونانية , وبموجبها برع العرب في تفعيل العقل , خصوصا في زمن المأمون الذي كان مهووسا بإعمال العقل.
وأصله جاء من الفلاسفة العرب إبتداءً بالكندي , والمتهم بقول ” إعمال العقل بالنص القرآني” هو إبن رشد الذي أصابته نكبة معروفة بسبب توجهاته التنويرية.
والمقصود بالنص في هذا المقال , أي نص مكتوب , فالنص يمكن قراءته وفقا لثقافة القارئ وقدرته على ربط ما فيه بما عنده , ولهذا فلكل نص قراءة مختلفة , ويستخلص القارئ منه الذي يتناسب وما فيه , وبموجب ذلك فأن الآراء تتعدد تجاه أي نص مكتوب مهما كان جنسه.
فيا ليتنا نعمل عقولنا بالنصوص الإبداعية بدلا من النصوص القرآنية , لأن الأخيرة سبب شقاء الأمة وهدر طاقاتها , والأولى ربما ستفجر طاقاتها وتوحد جهودها.
فما فائدة إعمال العقل بالنص القرآني؟
ولماذا لا نزال منشغلين بالتأويلات والتفسيرات , وكأننا لا نمتلك الكم الهائل منها بمجلدات ضخمة وموسوعات عامرة , متراكمة عبر أجيال وأجيال.
والأفضل إعمال العقل بالعلوم والمبتكرات المعاصرة , التي تمنح القوة والقدرة على الإبداع المادي اللازم لصناعة الحياة.
وياحبذا أن نتوجه لنصوص الحياة ونجتهد بتأويلاتنا فيها , لأنها ستنمي قابلياتنا الإبداعية وتمنحنا مفردات عطاء أصيل.
فهل من تعقيل للتأويل؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here