وداعاً، صاحب جليل الحكيم

أحمد محمد جواد الحكيم

توفي في بغداد، بتاريخ 24/9/2021م، المناضل الوطني صاحب جليل الحكيم( أبو هادي)، عن عمر يناهز الثمان والثمانين عاماً. ولد الفقيد في النجف الأشرف بتاريخ 3/9/1933م، وبدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة نهاية الأربعينيات من القرن العشرين، وبسبب هذا النشاط تعرض لملاحقة الأجهزة الأمنية الملكية العراقية واعتقل وسُجن مرات عديدة. كما اضطر للخروج والهجرة في زمن النظام الاستبدادي، فالتحق بقوات الأنصار في كردستان، ثم انتقل إلى سوريا. وبعد عام 2003م، عاد إلى بغداد، غير أنه بقى متنقلاً بين بغداد ودمشق. ولكن بعد أن أثقلته الأمراض الكثيرة استقر في بغداد، إلى أن توفاه الله تعالى. إن الشيء الذي يحزننا في سيرته أنه كما عانى في بداية حياته، فأنه قد عانى كثيراً في أواخر حياته، بخاصة أنه لم يحصل على الرعاية والعناية الكافية.

نعم، أبا هادي، كنت متفرداً، متميزاً، مختلفاً، بمحاسنك، بمناقبك، بخصالك الحميدة ورقيّ أخلاقك؛ ديدنك الانضباط الشديد والالتزام والحرص والدقة في التنفيذ والاحترام والصبر… إنك لم تمت، لأننا، في الشام، ما زلنا نسمع صدى صوتك، حين تجمع حواليك أصدقائك ومحبيك بخاصة في المناسبات الوطنية التي دأبت على إحياءها باستمرار، لذلك فإن الزمان، دائماً، سيعيد ذكراك من خلال أعمالك ونضالاتك ونشاطاتك، التي وثّقتها في كتابك الرائع الذي أسميته: “النجف -الوجه الآخر- محاولة استذكار”، وقد كان هذا الكتاب، حقاً، يروي لنا تفاصيل حياتك ومسيرتك، ومجمل الأحداث

السياسية والحزبية التي مررت بها. كما كنت في هذا الكتاب جريئاً، منتقداً بعض المظاهر السلبية خلال مسؤولياتك العديدة.

الرحمة والمغفرة والذكر الطيب والمجد والخلود لك يا أبا هادي، داعين من الله أن يسكنك فسيح جناته..

أحمد محمد جواد الحكيم

Image preview

Image preview

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here