ميناء الفاو يفتح آفاق واسعة باستقطابه الأيادي العاملة قبل إنجازه

بغداد/ حسين حاتم

يجري العمل على مشروع ميناء الفاو على قدم وساق، والذي يعد واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم، والذي من المقرر إنجاز المشروع بمدة ثلاث سنوات وستة أشهر.

واستقطب المشروع الكثير من الأيادي العاملة العراقية قبل افتتاحه بنحو ثلاث سنوات، وتعمل تلك الايادي بشكل متواصل على الآليات والمعدات في الميناء، فيما اعتمدت شركة دايوو الكورية في عملها مع الجنسيات المختلفة فقط على الفنيين الذين تحتاجهم.

ويقول المتحدث باسم وزارة النقل حسين الخفاجي في حديث لـ(المدى)، إن “الشركة الكورية متواصلة في عمليها بميناء الفاو على مدار 24 ساعة، على امل إنجازه بالمدة المحددة”، مبينا أن “الميناء سيكون مشروعا اقتصاديا مهما سينقذ العراق ويرفد ميزانيته”.

ويضيف الخفاجي، أن “ميناء الفاو يعدّ مشروعاً ستراتيجياً سيربط الشرق بالغرب عبر القناة الجافة”، لافتا الى أن “عمق ميناء الفاو سيكون أكثر من 19 متراً”.

ويجعل الميناء حال اكتماله، العراق، المحطة الرئيسة في مشروع الطريق الدولي البري والبحري “طريق الحرير” الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا.

وفازت شركة دايوو للهندسة والإنشاءات عام 2019 بعقد بقيمة 86 مليون دولار لإنشاء ساحة مجهزة لمشروع نفق في العراق، وبموجب العقد فإن الشركة تقوم ببناء ساحة مجهزة لنفق تحت مياه خور الزبير بحلول تشرين الأول المقبل.

والمشروع حلقة وصل بين دول الخليج العربي التي تعدّ مستهلكا للبضائع الأجنبية، كما هو حلقة وصل مع تركيا التي تعدّ مستهلكا كبيرا للنفط وفي الوقت نفسه المصدر الرئيس للبضائع، لذا من المتوقع أن تصبح منطقة الفاو حلقة وصل تربط عددا من الأطراف مع بعضها بعضا.

مدير قسم الإعلام والعلاقات في الشركة العامة لموانئ العراق، أنمار عبد المنعم الصافي، يقول إن “العمل يجري بشكل كبير وبآليات ومعدات مختلفة لتنفيذ النفق عبر عمل ضخم كونه يعد الوحيد في منطقة الخليج العربي وحتى في المنطقة العربية، حيث لا يوجد أي نفق في المنطقة يمر تحت الماء، إذ ان النفق يمر تحت قناة خور الزبير”.

ويضيف الصافي، أن “العمل يجري لإنجاز الطرق الداخلية الأخرى المؤدية إلى ميناء الفاو لا سيما بعد وصول (المعدّة العملاقة) التي تعمل على تحسين نوعية التربة وتثبيت الركائز لبناء أرصفة ميناء الفاو الكبير كما مخطط له دون أي تلكؤ أو معوقات قد تعيق العمل”، لافتا إلى أن “العمل وحسب التوقيت التخميني المخصص له سينجز بشكل كامل وحسب الخطة المعدة لإنجازه في غضون 3 إلى 4 سنوات تقريبا”.

ويشير مدير قسم الإعلام والعلاقات في الشركة، الى، ان “العمل جار في مرحلته الاولى كما مخطط له لبناء خمسة أرصفة مع بناها التحتية، حيث تم إنجازها وفق العقد الذي تم توقيعه مع شركة دايوو الكورية ووزارة النقل والشركة العامة لموانئ العراق”، مشيراً إلى أنه “في المرحلة الأخيرة من العمل في الميناء سيتم انجاز نحو 100 رصيف”.

وبين الصافي، أن “مشروع ميناء الفاو استقطب أيادي عاملة عراقية كبيرة حيث أن جميع العاملين الآن على الآليات والمعدات في الميناء هم أيادي عراقية”، منوهاً إلى أن “شركة دايوو الكورية اعتمدت في عملها مع الجنسيات المختلفة فقط على الفنيين الذين تحتاجهم”. بدوره، يرى المختص في الشأن الاقتصادي رشيد السعدي أن “ميناء الفاو سيخدم الاقتصاد العراقي خدمة كبيرة جدا عند اكتماله، إذ ان موقع العراق ستراتيجي بالنسبة لدول الجوار وطريق الحرير”.

ويضيف السعدي، لـ(المدى) أن “من ايجابيات ميناء الفاو انه سيكون البديل لمينائي (غودار) و(جبل علي)، إضافة الى تشغيل الايادي العاملة، وتقليل الكلف التي تصل بها البضائع المستوردة الى العراق”.

ويؤكد، ان “ميناء الفاو يجعل العراق في موضع قوي ومنافس بالنسبة لدول الجوار إذ انه سيؤثر على تحجيم اقتصادهم”.

ويلفت السعدي الى، ان “اغلب دول الجوار تحاول إعاقة تنفيذ مشروع ميناء الفاو كي لا يضرب مصالحهم الاقتصادية”، مبينا أن “مشروع ميناء الفاو سيكون موردا أساسيا بديلا عن النفط في حال توفرت إرادة سياسية حقيقية”.

وفي وقت سابق، اكد وزير النقل ناصر الشبلي أن العمل سينجز ضمن المواقيت المحددة بموجب العقد المبرم مع الشركة الكورية، فيما أشار الى ان الجهة المسؤولة عن مراقبة تنفيذ العقد هي وزارة النقل، كما أنها الجهة القطاعية المستفيدة من هذا المشروع.

وفي نيسان الماضي، وضع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حجر الأساس للبدء بإنشاء المرحلة الأولى للمشروع الذي يضم 5 أرصفة للحاويات، وحفر القناة الملاحية الداخلية، وإنشاء الطريق السريع بين ميناءي الفاو وأم قصر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here