هجرة شباب إقليم كردستان إلى أوروبا!

هجرة شباب إقليم كردستان إلى أوروبا!

درباس إبراهيم

في الوقت الذي تتناحر فيه الأحزاب الكردية فيما بينها للحصول على مقاعد في البرلمان العراقي المقبل، فإن مئات الشباب من إقليم كردستان يهاجرون يوميا إلى أوروبا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي بالدرجة الأولى. لقد باتت الفكرة السائدة لدى معظم الشباب هي كيفية التوجه إلى أوروبا بحثا عن حياة سعيدة خالية من المتاعب، و بعيدة عن الصراعات الحزبية والأزمات التي لا تنتهي.

إن المضحك المبكي اليوم هو عندما نشاهد شعارات الأحزاب الانتخابية، وعندما نستمع إلى خطابات المرشحين، نجد أنّهم يتغنون بالشباب ويصفونهم بأجمل الأوصاف، ويعدونهم بوعود كثيرة، لكنّ هذه الشعارات أو الوعود سرعان ما تتبخر، ولا تطبق على أرض الواقع؛ لأنّها بكل بساطة شعارات خالية من الصدق، وفارغة من محتواها، فهي وسيلة أو حيلة للوصول إلى قبة البرلمان لا أكثر ولا أقل.

بلا ريب لو وجد الشباب فرص العمل، و العدالة، والحرية، والنزاهة، والاهتمام على مختلف الأصعدة في مجتمعهم؛ لما أضطروا إلى المخاطرة بحياتهم، و حاولوا عبور البحار، أو السير أياما وليالي على أقدامهم في البرد القارس، ودفع مبالغ كبيرة جدا للمهربين (تجار البشر) من أجل الوصول إلى اوروبا. اليوم لو توجهت إلى إسطنبول أو مينسك (عاصمة بيلاروسيا) لشعرت أنّك في إقليم كردستان. تجد الشباب في المقاهي والشوارع يبحثون عمّن يوصلهم، بطرق شرعية أو غير شرعية، إلى أوروبا.

لقد فشلت الحكومات المتعاقبة في إقليم كردستان فشلا ذريعا في احتواء الشباب وتشجعيهم على البقاء والإبداع في مجتمعهم. إنّ التشجيع والاحتواء لا يكون إلّا من خلال القضاء على البطالة، والفقر، والفساد، وخلق فرص العمل، و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. كما أنّه لا يمكن للمجتمع أن يتقدم خطوة واحدة نحو الأمام بدون وجود الشباب، فهم اللبنة الأساسية في بناء المجتمع و إزدهاره. إنّهم مستقبل الأمة، والعصا التي يتوكأ عليها المجتمع، وبغيابهم سيعاني المجتمع في المستقبل أكثر مما يعانيه الآن، وسيصبح مجتمعا عاجزا أكثر مما هو عاجز الآن. فهل من منقذ ينقذ هؤلاء الشباب من الضياع، ويأخذ بيدهم إلى السكة الصحيحة؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here