العراقية ريم العبلي الفائزة بمعقد نيابي في ألمانيا: في حوار

العراقية ريم العبلي الفائزة بمعقد نيابي في ألمانيا: في حوار لـ (المدى) :حصلت على إجازة بدون راتب مما ساعدني على زيارة الناس والتباحث معهم في الشأن الانتخابي

هناك فصل تام ومطلق بين المرشح وبين استغلال واردات الدولة بصفته الشخصية أو الحزبية

 أحب الشاي العراقي وكبة حامض والقيمر
 أفتخر بشجاعة جدي وجدتي وكفاحيهما من أجل سعادة الآخرين

 حوار / كفاح الأمين

في مقهى برليني صغير التقيت بالنائبة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (ريم سلام العبلي)، فتاة متواضعة تسبقها ابتسامة كبيرة وحقيبة (لابتوب) يزيدها أناقة وثقة. قلت لها، أنا أشير إلى (اللابتوب): كل شيء هنا اليس كذلك! ضحكت وقالت (كل شيء من هنا بدأ إذ أني منذ أعوام أعمل على صياغة افكاري وحفظها في هذا الجهاز الصغير).
أعطيتها باقة الورد وقلت لها (حدثيني كيف نضجت فكرة ترشحك للبرلمان الألماني وهل كنت أساساً تفكرين وتخططين لذلك)؟!

قالت (الفكرة نضجت عند دراستي في الجامعة للعلوم السياسية إلا أنها لم تكن تجاه البرلمان بل العمل في أروقة الأمم المتحدة، هذا كان حلمي الأول، في عام 2012 ذهبت مع بضعة زميلات الى نيويورك لامارس فيها بعض تطبيقات دراستي الجامعية، الموقع كان (الأمم المتحدة)، خلال فترة التطبيق اكتشفت أن هناك فرق بين ما أود القيام به وما تقوم به (الأمم المتحدة) المنفذة لبرامج معينة في العالم، فيما كنت أرغب أن أكون مساهمة ومعدة للقرارات وليس منفذة، من هنا بدأت أنظر للأمور من جانب آخر وخاصة بعد مرحلة النزوح الكبير للاجئين الى المانيا حيث تدفقت مئات الألوف من العوائل والافراد في هجرة تطلبت فهم وجرأة وشجاعة في معرفتها والتعامل معها، فدخلت كموظفة بعد التخرج من الجامعة في مكتب (الاندماج) في مدينة (شفيرين) والذي يعمل على حل ومساعدة وتنظيم شؤون اللاجئين، لقد جذبني هذا العمل لرغبتي في مساعدة الآخرين بقوة وصواب، كذلك لأني أنا أيضاً من أصول أخرى مررت بنفس المشاكل والتجارب والعقبات والطموح، مما جعل عملي أكثر فعالية وقوة، بعدها بعامين ووسط حماس العمل والمتابعة الميدانية، أصبح موقع (مدير مكتب الاندماج) شاغراً مما أتاح لي أن أكون المرشحة لهذا المنصب، واستلامه، هنا وبدعم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدأت مسيرتي السياسية الاجتماعية في العمل من أجل مصالح الناس والمجتمع، هذه المسيرة التي لاقت انتباه قيادة الحزب ودعوتهم لي بالترشيح في ظروف كانت أوضاع الحزب الجماهيرية في المنطقة بحاجة الى رؤى جديدة وطاقم جديد كنت أنا أحد هؤلاء المحظوظين).

توقفت عن الكلام فبادرتها بالسؤال (هل وفر لك حزبك وسائل الإعلان والدعم المالي للانتخابات، كيف يجري ذلك وما هي الآلية):

قالت: يقدم الحزب مساعدة مالية متواضعة ارتباطاً بميزانية الحزب في المقاطعة وعدد المرشيحن الا أن ذلك ليس هو الحاسم بل دعم جمهور الحزب والناخبين الآخرين برنامجك وأفكارك أي أن الفيصل هو البرنامج الانتخابي وتأثيره المباشر على الناس. تطلعت إليّ، كنت أستمع لها بدقة وقلت (إنك ترشحت في وقت أزمة عالمية مع جائحة كورونا وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية، تدهور سوق العمل والافق غير المعروف لكثير من الأشياء المرتبطة بذلك ناهيك عن موقف المانيا من الاحداث في الشرق الأوسط والعالم، كيف تعاملت مع ذلك). ارتشفت رشفة من الشاي الذي كان أمامها وقالت بضحكة طفولية (آني احب الجاي العراقي)، “فيما يخص كورونا لقد عملت مع الأصدقاء والحزبيين على توفير كل مستلزمات مكافحة هذا الوباء، أبتداء من التقيد في حملتي الإعلامية بالاوامر الصحية ودفع الناس الى التلقيح مع دعم كامل لكافة الفئات الاجتماعية المتضررة من هذا الوباء، كان هدفي في هذه النقطة ليس فقط القضاء على هذا الوباء في المانيا بل والمساهمة الجدية في القضاء عليه عالمياً مع توفير اللقاحات للبلدان التي تحتاج إليها، شاب عملنا الكثير من المصاعب وخاصة فيما يخص موضوعة (الاغلاق التام من عدمه) للمطاعم والمقاهي والمرافق الأخرى، المدارس والجامعات وغيرها، كان هناك عدم ثقة من الناخب بالسياسيين لانه أصلاً أي الوباء شيء جديد ولا نعرف كيف نتعامل معه وما هي الآلية لذلك، إلا أن حملتي اليومية وخاصة بعد حصولي على إجازة بدون راتب، وفرت لي الامكانية بلقاء جمهور واسع امتد على طول المقاطعة من مدن صغيرة وقرى وحوانيت ومقاهي وكل التجمعات التي سمح لي بالوصول إليها، كان عليّ الاعتماد على نفسي كلياً”.

هنا قلت لها (الاعتماد على نفسك كلياً، إذا ما هو دور الحزب ودعمه في ذلك)؟!

قالت “يلعب الحزب دوراً من خلال دعم لجانه الحزبية لك في قرار الترشح والدعم الانتخابي إلا أن كل ذلك يرتبط بك أنت المرشح إذ عليك أولاً إقناع الدائرة الحزبية التي تعمل فيها ومن ثم الحصول على دعم الناخبين لك أي أن الحزب ودعمه هو أيضاً عملية كفاحية شاقة تتطلب منك مهارات سياسية وقدرة في الاقناع والتصرف اللائق على كل المستويات، هنا أشير إلى أن تجربتي في العمل (كمفوضة لشؤون الاندماج) ساعدتني كثيراً في التدرب والحصول على معارف فكرية وتطبيقية في آن واحد من خلال الاتصال المباشر بالناس، لقد لعب ذلك دوراً مهماً في قدرتي وحركتي أثناء التحضير للانتخابات، ينبغي الإشارة إلى ان من اهم ضوابط العمل هو الفصل بين كونك موظف دولة وبين كونك مرشحا حيث لا يمكن لك بأي حال من الأحوال الاستفادة من أي وارد من واردات الدولة لصالح حملتك بل هو الأخطر في الانتخابات إذ عليك أن تكون نزيهاً وبصرامة مطلقة في ذلك النزاهة كنائب قبل الانتخابات وبعد الانتخابات إضافة الى تطبيق برنامجك الانتخابي”!

أضافت “أجل النزاهة والوضوح والشفافية هي أهم صفات النائب الشخصية لكن عليه تنفيذ وعوده للناخبين وهذا يتطلب العمل على مستوى المقاطعة وعلى مستوى المانيا كلها في تنفيذ الحد الأدنى من الوعود”، هنا قاطعتها وقلت “مثل أي وعود؟”، قالت “برنامجي الانتخابي منوع وواقعي في فهمه وتنفيذه منه العمل على تطعيم المؤسسات الألمانية بشكل اكبر من قبل الأجيال المهاجرة الى المانيا والتي تمتلك قدرات وامكانيات تؤهلها للعمل في هذه المؤسسات، الاهتمام بالشباب وقضايا الاتصالات والنقل وغيرها من البرامج على مستوى الحزب الذي ترشحت منه”.

قلت لها “كما أن هناك مهمة أخرى وهي العمل مع كافة أعضاء البرلمانيين الذين هم من أصول مهاجرة”، قالت، “نعم أنا أدعم كل توجه لاندماج المهاجرين بالمتجمع الألماني ومن هذا المنطلق سوف أقوم بكل ما بوسعي لتحقيق هذا الهدف المجتمعي الكبير والذي يخص ملايين المهاجرين”.

هنا اقتربت منا عائلة شرقية وسألت (هل أنت السيدة ريم)؟! أجابت “إي”، بعفوية وابتسامة ومن ثم أخذت العائلة بعض الصور معها، هنا قلت لها “سيدة ريم هناك ماما تيريزا أم الأفعال الخيرية وهناك أنديرا غاندي زعيمة الفقراء، وهناك مارغريت تاتشر والامرأة الحديدية، أنجيلا ميركل إحدى أقوى الشخصيات في العالم حسب تصنيف منصة (فوريس) العالمية، أنت ماذا تودين أن تكوني؟!”.

ارتشفت الشاي مرة أخرى وقالت بخجل حلو، “هذا كثير ولم أفكر به لكني أود أن أكون حقاً ملهمة لقطاع الشباب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here