حكوماتنا لا تستحيّ؛ لذا أمرها إلى سِفال

بقلم ألعارف ألحكيم عزيز حميد مجيد

بعد ما تمّ سرقة العراق عن بكرة أبيه و إستنزافه بآلرّواتب التحاصصيّة و الحزبيّة و التقاعديّة الحرام شرعاً و عرفاً و قانوناً و وجداناً و في جميع الشرائع الأرضيّة و السّماويّة حتّى في شرائع الهنود السُّمُر و الحُمُر, أمّا (الرّواتب الجّهادية) فحرامها مُسَدّسٌ كلحم آلخنزير, و هكذا صار الوضع بحيث بقي العراق فوق ذلك مديناً لكلّ حكومات ألعالم بما فيها أمريكا و إيران و آلبنك ألدّولي بمئات المليارات من الدّولارات, كلّ ذلك نتيجة للأميّة الفكريّة ألتي ميَّزت أحزاب ألمُتحاصصين وساستهم بسبب معتقداتهم الحزبيّة الضّيقة و الفاسدة والتي بسببها بدؤوا الآن و بعد ما حلّ الخراب الكامل في أوساطهم ينتقدون بلا حياء و وجدان (أيّ الحُكام و المسؤولين) بأنفسهم ألأوضاع المزرية التي تسبّبوا بها بأنفسهم في خراب البلاد والعباد, حيث شملتْ جميع الأصعدة و المستويات, حتى أعمدة الكهرباء و الشبكات كما قال شاهد عيان .. فقد توالت ألمشكلات على العراقيين – خصوصاً على آلفقراء – بين آلجّوع و المرض و فقدان الأمن و تردّي الواقع الخدميّ والصّحي وتفشي ظاهرة الفساد الإداريّ و المالي وتقاعس الأغلب عن اداء دورهم الوظيفي والوطني والأنساني بما فيهم وزارة الخارجيّة الجاهليّة .. هذا كله إلى جانب إدامة سرقة الملايين و المليارات بشتّى الوسائل من قِبل المتحاصصين ألكبار لحدّ هذه اللحظة.

بلد يجتمع فيه النقيضين و يلتقي فيه الجبلين .. و يصبح الجنديّ فيه مسؤولاً والأسير وزيراً و العاصي رئيساً والفاسد نائباً .. حيث أقْسَمَ كلّ عراقي – كنتيجة لتلك آلثقافة ألحزبيّة و الإسلام ألمُسيّس ألذي غذّته آلأحزاب ألمتحاصصة لثقافة آلشعب – أقْسَمَ آلكلّ بآلأنتقام لحقّهم المغصوب وبكل وسيلة ممكنة مهما كان, خصوصاً بعد حصوله على منصب أو موقع قيادي أو نيابيّ لسرقة ما يُمكن سرقته كتعويض بلا و بكل الوسائل المتاحة .. وهذه آلسُّنّة آلسّيئة ألمُدَمّرة ألتي سنَّها آلحاكمون ألسابقين ستستمّر إلى ما لا نهاية حتى ظهور الأمام(ع) لإسترداد الحقوق المغصوبة من قبل(ألأحزاب والحُكّام) الذين حكموا و سوّدوا وجه العراق وآلعراقيين كإمتداد لثقافة البعث الفاسد..!

لقد بات العراق غريب في كلّ شيء و تتمثّل غرابته كما قالوا؛ في شكل ألسّلطات التي توالت عليه من الحكم الملكي مروراً بالجمهورية الديكتاتورية وصولا إلى اكذوبة النظام الديمقراطيّ الفاسد … الذي حوّل آلبلاد إلى غابة يأكل فيه ألقوي الضعيف؛ و الحزبيّ ألمنفرد و يحصد فيها الكبار ثروات البلاد(1) بحسب أوامر الأسياد الذين سنّوا أوّل قانون بريمري مباشر لِيَتعرّض آلشّعب يوميّاً لإبادة جماعيّة في الخدمات الترقعيّة ألتي لا يصحّ أنْ نطلق عليها إلّا خدمة أم ( آلنّص رِدن ) أو ( النّص ربع ) او خدمة أمّ ( الست دراهم )، التي يعرفها جيل الكبار، و لم يسلم من فساد الربع حتى ذلك العمود الذي بترت ساقه لأنه أصيب بمرض الگنگرين ليدخل ضمن نظام القطع المبرمج.

هذا بينما آلفاسدون الذين سرقوا أكثر من ترليون دولار أمريكي بحسب الأحصائيات الرّسمية و شهادة البنوك و الدّول الخارجية؛ فرحون(أيّ الفاسدون) الذين حكموا و يحكمون من وراء الكواليس معتقدين بأنّ أموالهم و رواتبهم الحرام المسروقة من دمّ الفقراء و المرضى و المعوقين ستُخلدهم!؟

حكمة كونيّة: [ألجّهل ألمُسدَّس هو آلذي جعلَ ألعراقيّ يعتقد بقدرته ليس على حُكم ألعراق بل آلعالم لنهب آلنّاس].
حكمةٌ إيرانيّة: [ألوقوف بوجه ألضّرر في أيّ وقت هو نفع].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة (المحنة) التي سبّبتها الدِّيمقراطيّة في العالم : راجع كتاب ألقرن بعنوان: [ مُستقبلنا؛ بين آلدِّين و آلدِّيمقراطيّة ].
أو المقدمة التوضيحيّة لكتابنا الموسوم بـ [ألطبابة الكونيّة] في الجزء الثاني الذي فيه كل الحقيقة بإذن الله عبر الرابط التالي:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-pdf

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here