غريزة العنصري يلقي الكلام على عواهنه 3/6

محمد مندلاوي

ويسترسل قاسم محمد الكفائي قائلاً:

وقد لا يعلم الكثير من الناس بأن مسؤول – مسئول- الملف الكردي لدى إسرائيل هو ضابط موساد كبير مع جماعات كردية يهودية عاشت هناك منذ عقود وليس وزارة من وزارات إسرائيل، فيتم استقبال وفودهم السرية من خلال هذا الضابط دون أن يحقق لهم أية اعتبار آخر خلاف ما يظهر على وسائل الإعلام.

توضيحنا على الكلام الذي قاله الكاتب أعلاه:

يقول المثل: ما لقوا في الورد عيب، قالوا يا أحمر الخدين؟. ما علاقتك أنت يا الكفائي كيف تكون العلاقة مع ضابط أو مع رئيس الحكومة؟! أم فقط تريد أن تشرذم العملاق الكوردي فصار العكس؟ ورغم هذا، ها أنك تقول ضابط كبير؟. لا يا هذا، جميع بلدان العالم تعرف أن الكورد شعب عريق وصاحب وطن قديم وقديم جداً، إلا تشاهد كيف يستقبل رئيس إقليم كوردستان من قبل رؤساء الدول العظمى؟ ألم تشاهد صوراً لخالد الذكر ملا (مصطفى البارزاني) كيف استقبل في إسرائيل من قبل رئيس جمهورية إسرائيل ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها؟. ألم تشاهد ذلك الكوردي اليهودي الذي هاجر إلى إسرائيل خوفاً على حياته من النظام العربي العنصري كيف قَبِلَ يد ملا مصطفى البارزاني كرئيس شرعي لهذا الكوردي اليهودي وهو داخل دولة إسرائيل؟. لكن رغم هذه العلاقة، أن ملا مصطفى البارزاني كقائد للحركة التحررية الكوردية أمر إبان حرب أيام الستة عام 1967 بوقف جميع العمليات العسكرية في جنوب كوردستان المحتل من قبل العراق؟.

ويقص الكفائي حدودته الماسخة:

فالمؤتمر كما هو مخطط له إهتم – اهتم- بتأسيس حلة الرضى والترويض في نفوس الناس والحكومة في بغداد حتى وإن فشل بإنجاز أغلب المهام لكنه يبقى حالة مؤثرة يُنجّز من خلالها قياس درجة قبول أو رفض حالة التطبيع مع الكيان الصهيوني المتمثل بإسرائيل لدى الفريقين.

ردنا على السيد الكفائي عن ما قاله أعلاه:

ما جديد فيما قلته يا كفائي، أي سياسي أو بلد ما قبل أن يقوم بعمل ما يجس نبض الشارع بطريقة ما لا تخلوا من الذكاء السياسي. قبل عدة أعوام حضرت في إحدى الجامعات السويدية محاضرة لصالح مسلم الرئيس المشترك للحزب الاتحادي الديمقراطي، في سياق محاضرته أطلق على كوردستان اسم “ميسوبوتاميا” أي: بلاد بين النهرين، مع أن شرق وجنوب كوردستان خارج بين النهرين؟ فقط جزءان صغيران من شمال وغرب كوردستان يقعان داخل النهرين دجلة والفرات اللذان ينبعان من شمال كوردستان. بعد أن انتهى من محاضرته وبدأ الحاضرون بطرح أسئلتهم، قلت له: نحن الكورد وطننا اسمه كوردستان وليس ميسوبوتاميا. وعلى أثره حدث نقاش حاد بيني وبينه، حتى أن بعض من الجالسين

الذين يحملون حقداً في دواخلهم المريضة عني دون دراية منهم بمغزى كلام مسلم وقفوا معه ضدي، لكن بعد مرور عدة أشهر أطلق حزب الاتحاد الديمقراطي الذي صالح مسلم كان شريكاً في رئاسته غير اسم إقليم غرب كوردستان إلى اسم آخر؟، وعنده كتبت مقالاً قلت لأولئك السذج – جماعة القاعة-، هل عرفتم الآن لماذا لم اقبل بكلام صالح مسلم؟، وأنتم… صفقتم له كي تغيظوني فقط. فيا قاسم محمد الكفائي هذا هو السياسي، قبل أن يقوم بعمل ما يجس نبض الشارع، وهذا ليس عيبا. لكن شريطة أن لا يكون لإمرار أموراً غير صحيحة تتجاوز به الخطوط الحمراء؟ كما حدث في تغيير اسم غرب كوردستان؟.

ويستمر الكفائي بسرده غير المنطقي لما حدث في فندق ديفان (ديوان):

فالتحضير للمؤتمر ثم انعقاده تم بإسلوب – بأسلوب- ناعم مدروس من شأنه رفع الشك والشبهة عن حكومة أربيل ودفع المسؤولية الكبرى على عاتق منظمات المجتمع المدني كحيلة كردية- إسرائيلية لا تنطلي على ” الصاحي والغافي” لأنها قبيحة بشكلها وعفنة بطعمها ورائحتها.

ردنا على الكفائي عن ما زعم في الجزئية أعلاه:

حقيقة لا ندري كيف ينظر الكاتب لما حدث في عاصمة جنوب كوردستان، تارة يتهم مسعود البارزاني، وتارة يتهم حكومة أربيل، لما لا يصفى على بر ويقول لنا من المسئول عن انعقاد المؤتمر أ هو مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟، أم حكومة أربيل كما يسميها تهكماً؟. بلا أدنى شك أن منظمات مجتمع مدني وتحديداً السنية والشيعية هي التي قامت بها، هناك من حصل على إجازة من وزارة الداخلية في الإقليم باسمه. ثم، هل يوجد في الدستور الاتحادي العراقي الدائم مادة أو فقرة ذكرت فيها شيئاً عن العداء مع دولة إسرائيل؟. بالطبع لا. صدقني يا كفائي، لا توجد أنظمة عفنة وقبيحة وريحتها تزكم الأنوف غير الأنظمة العربية وغيرها في الشرق الأوسط، أعني غير العربية كتركيا وسوريا الخ.

ويستطرد الكفائي قائلاً:

التطبيع مع الكيان الصهيوني هو عملٌ مُحببٌ لدى المنبطحين الضعفاء، والهاربين من شعوبهم، واليائسين. وعند أحقر خلق الله و(أضرطهم) شأنا، فكيف يرضى الأشراف الخاصة والإبادة من عامة الشعوب بهذا الذل وهذه المهانة، إنه أمرٌ يستحيلُ قبوله أو تحقيقة، – تحقيقه- وياليت – ويا ليت- يعلم الجبناء أن التحضيرات التي يقوم بها المعسكر الآخر تجري على قدم وساق لزوال هذا الكابوس الرابض على أرض فلسطين بالقوة.

ردنا على السيد الكفائي:

هل أن الحكومات العربية التي طبعت مع دولة إسرائيل هربت إلى القطب الشمالي وطبعت معها؟؟!! أم طبعت وهي على رأس السلطة في بلدانها؟؟. يا هذا، كفى الخطاب العروبي الأجوف مثل عقول أصحابه. انتبهوا لأنفسكم، لاحظوا أنفسكم جيداً، تقفون في مؤخرة شعوب العالم (الكافرة) بآلاف السنين الضوئية. عزيزي القارئ، إن كاتب المقال قاسم محمد ذيل اسمه بلقب الكفائي، الذي قلنا أنه لقب للسادة الحسينية، وهو يتباهى به، لو لم يتباهى به، لم يذيل اسمه به، لاكتفى بتدوين اسمه واسم والده فقط؟ لكنه كسيد لم يحترم هذا الانتماء العقدي المقدس عن الأشياع، حين وضع بجانب اسم الله كلمة سخيفة. دعني كالعادة أقوله دون تردد، أنا إنسان قومي كوردي لا علاقة لي بإسرائيل وغيرها، لكن ككلمة حق أقولها وأمشي، لماذا يعتبر الكاتب التطبيع مع دولة إسرائيل ذل ومهانة، مع إنها دولة لها شرعية من القرآن، هل يوجد كيان عربي له شرعية من القرآن؟ بالطبع لا – أعتذر من القارئ الكريم عن ذكر بعض الآيات القرآنية سبق وذكرتها في مقالات سابقة لكن للضرورة أحكام- هذه هي سورة المائدة آية 21 تقول لليهود: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. أليس هذا وعداً إلهيا مكتوباً في القرآن لهذا الشعب العبري. بناءً على هذه الآية القرآنية، أليست لإسرائيل شرعية سماوية من القرآن؟. إن مفسري القرآن أكدوا على هذه الأرض التي جاءت في الآية المذكورة أعلاه. قال البغوي في تفسيره: اختلفوا في الأرض المقدسة، قال مجاهد: هي الطور وما حوله – اسم الجبل الذي كلم الله تعالى موسى عنده، وهو طور سينين، طور سيناء، أضف أنه اسم سورة في القرآن- وقال الضحاك:إيليا – أحد أسماء أورشليم- وبيت المقدس، وقال عكرمة والسدي:هي أريحا، وقال الكلبي: هي دمشق وفلسطين

وبعض الأردن، وقال قتادة:هي الشام كلها. أتلاحظ يا قاسم محمد الكفائي كيف هؤلاء المفسرون المسلمون يقولون كل هذه البلاد وهبها الله لبني إسرائيل، إلا أنهم اكتفوا بجزء ضئيل منها، وتركوا البقية للعرب؟. ويقول عن قوله كما جاءت في الآية: كتب الله لكم. يعني: كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكن لكم، وقال ابن إسحاق: وهب الله لكم، وقيل: جعلها لكم. وهذه آية أخرى في سورة الأعراف رقمها 161 تقول: إن بيت المقدس لليهود: وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين. يقول شيخ المفسرين الطبري: قال أبو جعفر: القرية هي بيت المقدس. وفي نفس السورة آية 163 يقول القرآن: واسألهم عن القرية التي كانت. للعلم، قبل القرآن جاء في كتاب التوراة في سفر التكوين 18:15 يقول تحت عنوان الوعد بالأرض: في ذلك اليوم عقد الله ميثاقاً مع أبرام -إبراهيم- قائلاً: سأعطي نسلك هذه الأرض، مِن وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات. يا الكفائي، أرجو أن تفكر قليلاً وتراجع المصادر قبل أن تمسك القلم وتكتب عن موضوع ما؟.

05 10 2021

يتبع

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here