الانتخابات: فصائل تهدد بـ قطع أصابع الناخبين وتوقف أجهزة واستبعاد مراقبين

بغداد/ تيم الحسن

حتى منتصف نهار الاحد، يوم الاقتراع العام، سُجل عطل اجهزة التصويت واستبعاد مراقبين من نحو 600 محطة انتخابية. وشهدت مناطق في ديالى مشاجرات تطورت الى استخدام السلاح ادت احداها الى مقتل شرطي، فيما سجلت حالات إجبار للناخبين في مدن اخرى. وغطت مشاهد تصويت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لحظة افتتاح صناديق الاقتراع في الصباح، خارج المنطقة الخضراء، على اغلب الاخبار.

الكاظمي وعلى غير عادة المسؤولين وقادة الاحزاب اختار مدرسة خارج فندق الرشيد الذي يخصص لكبار المسؤولين، للادلاء بصوته.

ودعا رئيس الوزراء من أمام مركز الاقتراع في العاصمة، جميع أبناء البلاد إلى الخروج والمشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي، من أجل المساهمة في التغيير.

وكرر أكثر من مرة دعوته العراقيين إلى التصويت، قائلا: “اخرجوا اخرجوا وشاركوا وصوتوا في الانتخابات من أجل التغيير”.

كما دعا العراقيين إلى انتخاب من يرونه مناسبا لمصلحة البلاد، قائلا: “فرصتنا في الإصلاح موجودة، ولكن نحتاج أن يختار الشعب المرشح الذي يسعى لمصلحة بلده. وتابع: اختاروا من ترونه مناسباً لمستقبلكم وللبلاد، فيجب أن نشارك جميعا في تغيير واقعنا.

إلى ذلك، كشف أن الحكومة ستعلن غدا الاثنين مفاجأة وإنجازا أمنيا كبيرا، دون أن يفصح عن ماهيته.

أما عن منجزات الحكومة الحالية، فقال: إنها نجحت بأقل من سنة في توفير احتياطي 12 مليار دولار في دولة شبه مفلسة، ووسط انخفاض كبير في أسعار النفط، فضلا عن الظروف التي فرضتها كورونا.

وعلى طريقة الكاظمي، اختار رئيس البرلمان وزعيم تحالف “تقدم” محمد الحلبوسي ان يدلي بصوته خارج فندق الرشيد ايضا.

وظهر الحلبوسي وسط اجواء احتفالية في الكرمة، شرقي الفلوجة، حيث ادلى بصوته هناك.

وفي رمزية لبيت الصدر وحادث اغتيال العلامة محمد صادق الصدر في تسعينيات القرن الماضي، وصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى مركز الاقتراع في النجف، مستقلا نفس نوع السيارة التي كان يستقلها والده وأشقاءه لحظة اغتيالهم.

بالمقابل واجه قيادي كردي بارز عطلا في اجهزة التصويت، فيما اعتبر ان الامر “مسيّس”.

وأكد فاضل ميراني، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال مؤتمرٍ صحفي، عدم تمكنه من الإدلاء بصوته، مرجحاً أن تكون الأعطال مسيسة.

وقال إنه لن يوجه أي رسالة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بهذا الشأن عاداً ذلك بغير المجدي.

ميراني أشار ايضا إلى “تحويل أسماء الإيزيديين، من سنجار والموصل إلى كربلاء وكركوك حتى لا يتمكنوا من التصويت”.

ولفت ميراني إلى حرمان نحو 10 آلاف نازحٍ في المخيمات من حقهم في التصويت، بسبب تسجيل أسمائهم في مراكز انتخابية بعيدة عن أماكن تواجدهم، والمفوضية لم تحرك ساكناً بشأنهم.

وأفاد ميراني بتوجهه إلى محاولة جديدة للتصويت، حيث ظهر فيما بعد وهو يدلي بصوته.

وذكرت مجموعة من منظمات مراقبة الانتخابات ان نحو 300 محطة توقفت فيها اجهزة التحقق من التصويت وتسريع الانتخابات، وهو مايعادل 10% من مجموع المحطات.

وقالت المجموعة في مؤتمر صحفي ان هناك “نحو 300 محطة اخرى تم استبعاد المراقبين فيها”.

وسجل مراقبون عطل 9 محطات انتخابية من اصل 11 في مدرسة النصر في الدائرة الانتخابية الثالثة في حصيبة الشرقية في الانبار.

كما لم يسمح للمواطنين بالدخول لحين تشغيل المحطات بحجة “تغيير الرقم السري” ولا يمكن فتحها لحين وصول الرقم السري من العاصمة بغداد.

90٪ من مراكز الأنبار منعت المراقبين من الدخول وان كان هناك دخول المراقبين فهم تابعون لتحالف تقدم.

كذلك سجل عطل اربع محطات من أصل 8 بمركز الرشيد في جزيرة الخالدية الثانية. اما في كركوك، فان الدائرة الثانية، مدرسة الوركاء في حي العروبة حسب خطة انتشار المحطات يجب ان يكون فيها 10 محطات، لكن الموجود كان 8 محطات فقط.

كما سجل عطل 6 اجهزة في مدرسة اللطيفية التابعة لناحية العباسي جنوب غرب كركوك ضمن الدائرة الثالثة.

في ديالى مدرسة الجسر ناحیة السعدیة رقم المركز 1498، تأخر افتتاح المركز عدة ساعات ولم يسمح للناخبين بالدخول.

المحطة الثالثة مدرسة العبارة الابتدائية في شمالي بعقوبة سجلت عطل احد اجهزة التصويت، وتوقف اغلب الأجهزة داخل مراكز الاقتراع في قضاء بلدروز، في مدرسة سومر في بلدة روز توقفت جميع الاجهزة بشكل كامل.

بالمقابل توقف 80 جهاز تصويت في مراكز الاقتراع في عموم مناطق محافظة ذي قار.

في البصرة منطقة الزبير، سجل مراقبون في احد المراكز توقف اجهزة التحقق 3 مرات، وتوقف الختم الخاص بالجهاز مرتين، اضافة الى 4 بطاقات للناخب لم تعمل.

وبعد منتصف النهار قالت المفوضية ان جميع اجهزة الاقتراع عادت للخدمة، فيما كانت قبلها قد اعتبرت ان ماجرى هو “خلل فني” وليس توقفا للاجهزة.

وكان زعيم التيار الصدري والفتح مقتدى الصدر وهادي العامري، دعوا انصارهما الى عدم “الانسحاب” من مراكز الاقتراع الا بعد التصويت، عقب انباء توقف الاجهزة.

بدوره كشف النائب السابق والمرشح جوزيف صليوه، قيام جمهور احد المرشحين في سهل نينوى بإجبار الناخبين على التصويت له.

وقال صليوه في صفحته على “فيسبوك” انه “منذ الساعة الخامسة مساء يوم السبت المصادف 9/10/2921 يتم الاتصال بافراد وعوائل من المسيحيين لديهم منتسبون في جهاز امني ويجبرونهم على التوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت للمرشح رائد اسحق داود”.

واضاف: “يهددون بفصلهم من الوظيفة وقطع الرواتب إن لم يتم انتخاب الشخص المحدد”.

بالمقابل اشار مراقبون في الكوت (مركز محافظة واسط)، الى ان اشخاصا يدعون انتماءهم الى حركة حقوق التابعة لكتائب حزب الله يقومون بـ”عمليات تهديد” للناخبين.

المجموعة يحذرون الناخبين قرب مراكز الاقتراع بان “لديهم سجلات وقواعد بيانات سيأخذوها في الليل ويعرفون من لم ينتخب”، مهددين بـ”قطع اصبع من لم ينتخب حقوق”.

اما في الدائرة الثانية مدرسة سبأ للبنات في العمارة، فسجل مراقبون وجود شخصين من الاحزاب امام المدرسة يتوعدون بـ” حرق المنطقة ليلًا” في حال لم يفز احد المرشحين.

وفي منطقة البصرة القديمة مدرسة البصرة للبنات، يقوم الشرطي المسؤول عن التفتيش باخبار الناخبين ان يختاروا مرشحا معينا، مقابل “تعيين على احد الوزارات”.

وفي ديالى أظهرت مقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مشاجرة بين ناخبين وقوة من الجيش في حوض حمرين، شمال شرق بعقوبة، تطورت إلى استخدام الاسلحة، ما اسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.

لكن العمليات المشتركة علقت على الحادث، وقالت ان ماجرى هو “اطلاق رصاص عن طريق الخطأ”.

وفي منطقة جديدة الشط، شمال غرب بعقوبة، سمع اطلاق رصاص بعد مشاجرة بين قوة من الشرطة ومراقبين لاحد الكيانات السياسية.

وأطلقت الشرطة الرصاص في الهواء لمنع المراقبين من التجمع امام المركز الانتخابي، حيث كانت المجموعة تروج لأحد المرشحين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here