أحببتُ الوصول مشيا إلى مسقط رأسي
للشاعر الهنغاري ميهاي فاتسي
ترجمة مهدي قاسم
أحببتُ مشيا متهاديا
عبر سجادة ناعمة من أعشاب مغطاة غبارا ،
وبأقدام حافية لأشعر بحرارة الدفء طريا متغلغلا
لذرات هبوب غبار مرتفع ،
اثناء وصولي إلى أراضي مسقط رأسي
وددتُ أن آتي سيرا بخطوات خفيفة
لأشعر بليونة سنابل مكتنزة
وبتمايل أعشاب مروج غضة متراقصة
وهي تنحني راكعة عند أقدامي
ملتفة عليها ، مثلما ذراع أم متلهفة .
وودتُ لو آتي مشيا ، متقدما بخطوات متأنية ،
من خلال خطوط فاصلة بين أراضِ معطاءة و واهبة
مصافحا الجميع بحرارة ودية، مستفسرا ببسمة مشرقة :
ــ و .. كيف تجري أمور العمل عندكم يا أبناء ضيعتي ؟..
بعدها أمضي حثيثا حتى نهاية الطريق
مُبادرا بإلقاء التحية على الجميع
ثم الجلوس على الشرفات ، كما كان قبلا
وتبادل كلام عام و ودي حميم ،
لينظر كل واحد منهم في وجهي قائلا :
” ما من شيء قد تغيّر كثيرا ” !.
سوف أذهب إلى البيت سيرا
و بأقدام عارية عبر حشائش مغطاة غبارا
لأجهش ببكاء حار من فيض حنين شوقا
عندما أشعر بطراوة دفء غبار الطريق تعانق قدمي احتضانا
أثناء وصولي إلى أراضي مسقط رأسي أخيرا.