التعليم الالكتروني هل ادى هدفهُ المنشود ؟؟

بقلم الاستاذ
مرتضى المسعودي

يمكننا تعريف التعليم الالكتروني على أنه : منظومة لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للطلاب أو المتدربين في أي وقت و في أي مكان بأستخدام تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل ( الإنترنت و القنوات التلفزيونية و البريد الإلكتروني و أجهزة الحاسوب و المؤتمرات وغيرها ) بطريقة متزامنة synchronous  أو غير متزامنة ..
وقد تطلب مني هذا الموضوع بعض الاسئلة المهمة والمختصرة ‏على الأهالي والطلاب والمعلمين ، والحق أن الإجابات على الاسئلة كانت جيدة ومتناقضة في الوقت ذاته ، ربما ليس هناك استعداد تام من قبل  بعض الأهالي والطلبة للتعليم الالكتروني متغاضين عن أهميته ومدى فاعليته ، لا أعلم السبب الذي يجعلهم غير مطمئنين لهذا التعليم ، ولا شك بأن هذا الامر مستحدث ولم يكن فعالًا من قبل بشكل عام كما هو حالياً ، لكنه لا يعني الرفض التام له . حيث إن الظروف هي الداعي لهذا الخيار الاوحد عالمياً ، وقد انجبت لنا فرصة جميلة من خلال التعليم الالكتروني ، كونه أحد أنجح الحلول في مثل هذه الأوقات العصيبة بسبب جائحة كوفيد 19 .. وكما يقال ربَ ضارةً نافعة ، فالتعليم عن بعد له اهمية كبيرة لمستقبل التعليم والمتعلمين في العراق . ومن خلال عملي كامعلم في منطقة نائية اطراف العاصمة استطعت ان احدد بعض المعوقات التي اربكت هكذا نوع من التعليم :
اولها قلة وعي المتعلم وسوء ادارة هذه الملف من قبل اغلب المعلمين وإدارات المدارس بسبب حداثة التجربة ، وضعف شبكات الانترنت و تدني المستوى المادي والمعيشي للعائلة العراقية حيث ان اغلب اولياء امور الطلبة لايملكون خط انترنت في بيوتهم بل لايملكون موبايل حديث ومتطور ومنهم من لايملك موبايل اصلاً ، وهم انفسهم مهتمون جداً بمتابعة ابنائهم في المدرسة ايام الدوام الحضوري من اجل مستقبل افضل من وضعهم الحالي ، اما المشكلة الاخرى هي التذمر من التعليم عن ‏‏بعد ومن المفارقات ان المعترضين عليه هم ذات الطلبة الذين ‏يذهبونَ إلى المدرسة من أجل مقابلة زملائهم فقط أو من أجل الهروب من المنزل ، اما الأهالي الذين يتذمرون أيضاً هم نفس الأهالي الذين لا يرغبون بمساعدة أبنائهم في واجباتهم المدرسية في المنزل وغيرها . والبعض الاخر يتذمر لأنهُ يرى أن الطلبة لا يمكن أن يستمعون جيداً لأهلهم مثلما يفعلون عند ذهابهم إلى المدرسة وتأدية الواجبات حضورياً ، وبتأكيد ان جميع المواقع الالكترونية والتطور السريع في مجال التعليم الالكتروني لن يغني عن دور وتواجد المعلم في صفه من حيث المتابعة اليومية والمشاركات الصفية والاختبارات وغيرها ، وأنا هنا لا ‏‏اعمم ‏كلامي على جميع الأهالي والطلبة ، هناك فئة لا بأس بها تفضل التعليم عن بعد وتؤمن بأنهُ هو الحل الأفضل ‏لمواكبة العصر الرقمي و مواجهة المشاكل في إيجاد الحلول للوقت الحاضر والمستقبل القريب . وهذا يؤكد نجاح هذه التجربة وان كانَ نجاحاً متواضعاً ، لأنها تهدف إلى التطور السريع والكبير على مستوى العالم سواءً من ناحية التقنيات المستخدمة أو عن مدى الفاعلية والاستفادة من منصات التعليم الالكترونية وان مستقبل هذا الجيل يختلف تماماً عن المستقبل الذي كنا نتوقعه ، لأننا في عصر السرعة والتطور التكنلوجي ، وعلى وزارة التربية والتعليم الانتباه جيداً لهذا الجانب من التعليم والاهتمام بهِ ودعمهُ من خلال تطوير المنصات الالكترونية والقنوات التعليمية ودعم المدارس دعماً شاملاً .. واذا تظافرت جهود الوزارة والمدرسة والاسرة بالتأكيد سيكون هنالك تغيير جذري لما نراه اليوم وهو تغيير نحوَ الأفضل لمستقبل التعليم في العراق ، بأذن الله تعالى ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here