بين حكومة الـ ” قُح ” وتخوفات الفتح !

بين حكومة الـ ” قُح ” وتخوفات الفتح !
بقلم : احمد الصراف*

في ظل اعلان المفوضية العليا المستقلة للنتائج الأولية لانتخابات تشرين العراقية وما رافق ذلك من اعتراضات وطعون وتشكيك خاصة للجبهات التي تلقت ضربات انتخابية موجعة بقرارات الشارع العراقي الذي انقسم بين مُعارضٍ ومشارك اذ ان اغلب المشاركين في الانتخابات كانوا من جمهور الصدر وهذه ما آلت اليه حصيلة الانتخابات بتفوق الكتلة الصدرية بفارق شاسع عن اقرب المنافسين هذا قبل اجراء التحالفات وبانتظار الاختلافات و “فروة الأسد” الأكبر داخل قبة البرلمان..
كان ابرز ما جرى تصاعد احتفالات التيار الصدري ومُناصريه في محافظات العراق بتحقيقهم العدد الأكبر من المقاعد رافق ذلك مُطالبات لبعض المستقلين والمقاطعين ان تكون الحكومة المقبلة صدريةُ ” قُح ” برئيس وزرائها ووزرائها الخدميين على وجه التحديد حتى يتسنى للشعب من كل الطوائف قياس الإنجاز والخدمات وحال البلاد التي ستؤول اليه باستلام الكتلة الصدرية التي تطالب بالإصلاح منذ مدة طويلة لزمام الأمور والتصدي للمسؤولية بعيداً عن ترشيح شخصية مستقلة ( مصطفى الكاظمي ) على سبيل المثال والباسه ثوب الفشل لا سامح الله في قيادة الدولة والإبقاء على زعامات التيار الصدري كحكام ووزراء ظل سواء كوكلاء او مدراء عاميين.
وربما يبدو ان السيد الصدر كان مؤيداً لتوجه حكومة الـ “قُح” في المؤتمر الصحفي الذي عقدهُ بعد اعلان النتائج الأولية والذي طالب فيه بحكومة عراقية لا شرقية ولا غربية وهو شعار الكتلة الصدرية الذي رُفع قُبيل الانتخابات البرلمانية , إضافة لمطالبته بحصر السلاح بيد الدولة منذ هذه اللحظة والقضاء على الميليشيات الامر الذي اثار حفيظة العدد من القيادات العسكرية على مستوى الحشد والفصائل !!
فان كان الصدر يقصد المليشيسات فيُفترض ان الحشد مؤسسة دولة تتبع القائد العام للقوات المسلحة “حسب ما يُقال” وأن لا يسبب تصريح الصدر أي تصعيد كونه يملك جناحاً عسكرياً ايضاً (سريا السلام) الا ان ذلك لم يُقبل لدى بعض القيادات العسكرية على رأسهم أبو علي العسكري (منهم من يدعي انه قيادي في حزب الله , ومنهم من يقول بانها شخصية وهمية) الذي وصف الانتخابات التشريعية بانها “اكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي” واكد على ان المقاومة في اتم الاستعداد لهذه المرحلة الحساسة وان الاخوة في الحشد عليهم أن يحزموا امرهم ويستعدوا للدفاع عن كيانهم المقدس وخاطب القيادات الخاسرة للانتخابات بجملةِ ” لن يضيع حقٌ وراءه مُطالب ” حسب وصفه.
كل هذا التصعيد وتوقعات المراقبين بنشوب صراعٍ شيعي – شيعي والذي سيلقي بظلاله على المواطن العراقي رد عليه السيد مقتدى الصدر بتغريدة على موقع تويتر مؤكدا ان المقصود من تحذيرات قيادات الفتح هو حمل السلاح اذ ان رد الصدر كان “لن يتزعز السلم الأهلي في وطني” لكنه اكد في ختام التغريدة على احقيته برئاسة الوزراء مكرراً شعار “لا شرقية ولا غربية” أي ان لاجديد في التغريدة وان الصدر متمسكٌ بأحقيته لتشكيل الحكومة المقبلة.
كل هذه الصراعات المتتالية هي قبل اعلان النتائج النهائية ودخول قبة البرلمان التي ستتبعها صراع الكتلة الأكبر بين النتائج والتحالفات الي بدأت تطفو على سطح العملية السياسية بين الاقطاب الفائزة والتي يأمل الشارع العراقي بالفوز معها بحياة ملؤها الرفاهية والطمأنينة وصيانة كرامة المواطن وحقه بالتعبير عن رأيه بعيداً عن الخلافات القائمة بين الطبقة السياسية منذ سقوط النظام السابق ولغاية يومنا هذا.
*كاتب ومخرج عراقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here