سذاجة كتاب الأحزاب الشيعية العراقية

سذاجة كتاب الأحزاب الشيعية العراقية، نعيم الهاشمي الخفاجي

غايتنا من النقد ليس التخريب والتهديم وإنما للإشارة إلى أماكن الخلل، أوروبا أنشأت مدارس فكرية للنقد مثل مدرسة فرانكفورت الألمانية لنقد الموروث الثقافي والسياسي لإعادة رسم سياسة داخلية وخارجية إلى المجتمع، أما نحن بالعراق وبالذات المكون الشيعي بيئتنا بيئة يغلب عليها البساطة والجهل، بسبب قرون من الاضطهاد والظلم والعبودية للأسف نتج عن ذلك ولادة أجيال لا تميز بين الصديق والعدو، وحتى النقد تحول إلى تشويه للواقع وزيادة في تأجيج الصراعات الشيعية الشيعية.

من المؤسف تجد فئات سياسية وثقافية متصدرة للمشهد السياسي الشيعي العراقي يفتقدون لأبسط مقومات المعرفة والتفكير، أشبه بقطعان من ……يقودهم ناس أكثر منهم سذاجة وغباء، نجن كمكون شيعي عراقي نعيش في تيهه وفي نفق مظلم لا أجد له أي تفسير سوى أن ماحدث قد تحدث عنه رسول الله ص وعن الإمام علي ع تحدثوا به عن الأحداث الجارية لكن هذا ليس تبريرا لأخطاء ساستنا أبدا، ما أرى أن هناك مكون يقوده قادة لايحسنون فن التعاون فيما بينهم بل تجدهم متخاصمين يبغض بعضهم البعض الاخر، قبل إجراء الانتخابات انا كنت متوقع بعدم المشاركة بالانتخابات بشكل كثيف كنت في زيارة الاربعين للامام الحسين ع وذهبت مسيرا على الأقدام من النجف إلى كربلاء رأيت ملايين الزائرين ورأيت خدمات المواكب وعامة الناس للزائرين من تقديم الطعام والمشروبات لكنني لم أشاهد أن أصحاب المواكب والخطباء قد طلبوا من المواطنين المشاركة بالانتخابات لانتخاب الأصلح، رأيت موكب ايراني وجدت أصحاب الموكب يدعون الناس في التمسك بقيم وأخلاق أئمة آل البيت ع.

تم إجراء الانتخابات وبمشاركة أنصار الأحزاب والقلة القليلة التي تعرف أهمية المشاركة في الانتخابات كانت النتائج صادمة لأنصار الأحزاب بعد خسارتهم المدوية بسبب ابتعادهم عن الجماهير والاكتفاء بتقريب الطبالين والمرتزقة، طيلة ال١٨سنة الماضية نجح ساسة أحزاب شيعة العراق في تدجين أبناء الشيعة في القبول بالعيش تحت وطأة المفخخات والعبوات وانعدام الخدمات والفقر واقناعهم بعدم الرد على الذباحين والقتلة بحجة أنهم أي الساسة يطبقون الدستور وينفذون أحكام القضاء العراقي النتيجة أطلقوا غالبية الذباحين مقابل رشاوي ومن خلال قرارات العفو الخاص …..الخ.

الذي يفرط بجماهيره عليه تحمل مسؤولية ذلك، هناك حقيقة ‏فشلت سياسة الأحزاب الشيعيه في التأثير على شركاء الوطن في إيجاد ساسة يؤمنون بالعيش المشترك وبناء مؤسسات تخدم أبناء الشعب والقبول بمشاركة الشيعة في حكم العراق، كذلك فشلت أحزاب شيعة العراق في بناء أواصر الثقة والتقارب مع جمهورها كونها عجزت عن تقديم أي منجز، لذلك ظهرت نتائج الإنتخابات مؤلمة بهذا الشكل.

أعجبتني تغريدة إلى الأخ محمد القطراني( ‏‎#محمد_البصري الذين يريدون الخروج بتظاهرات للمطالبة بالعد والفرز اليدوي انصحكم وكل ابناء المكون للخروج بتظاهرة ضد الكتل الشيعية باجمعها والمطالبة بتوحدهم في كتلة واحدة لمواجهة الخطر الذي يداهم المكون وان يتم الاعتصام الى ان يذعنوا لتقديم مصلحة الجمهور على مصالحهم ليتحملوا المسؤلية).

خلال متابعاتي لانصار الأحزاب الشيعية في تويتر وجدتهم ينشرون تغريدات تقول إن تحالف فلان الشيعي جمع تسعين نائب وهم الكتلة الأكبر…..الخ

بل الكثير منهم مقتنع ان زعيمهم يعمل تحالف مع الأكراد والسنة لإبعاد السيد الصدر من تشكيل الحكومة أقول لهؤلاء ‏‎كيف يشكل حكومة إلا بمزيد من الانبطاح للاكراد والسنة فمن الأفضل للكتل التي تتسمى بالشيعة تقديم ربع التنازلات للسيد الصدر أفضل وأحسن، وأجزم أن الكثيرين يكتبون وفق العاطفة وليس من منطلق كاتب يفهم الوضع على الأرض بالساحة العراقية، مانراه من تصعيد لرفض نتائج الانتخابات لايعني أن الأطراف المعارضة تقف موقف سلبي أو معادي ولايمكن أن نصل لمرحلة الاقتتال الداخلي مثل مايتمناه فلول البعث ومحيطهم الوهابي البدوي، بل لن يسمح الشرفاء من مرجعيات الشيعة الدينية والقبلية في إغراق العراق والمكون الشيعي في أزمة اقتتال داخلي بسبب نتائج الانتخابات .

لذلك على قادة الكتل الشيعية الفائزة والأسرة التعاون والاتفاق على إيجاد وسيلة وتفاهم يتفق عليها جميع قادة الكتل وعليهم التفكير بمنطق أنه لايوجد طرف خاسر في الانتخابات وإنما نتجاوز التحديات من خلال التعاون لإنقاذ شعبنا من مخططات ومؤآمرات فلول البعث وهابي، العدو يراهن على خلافاتنا.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

18/10/2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here