عراقيون يستذكرون فاجعة تفجير الكرادة بعد اعتقال المخطط لها

ترجمة / حامد احمد

عبر بغداديون من منطقة الكرادة وسط بغداد عن ارتياح وفرح، يرفقه حزن بنفس الوقت، عقب القاء القبض على العقل المدبر للتفجير الانتحاري المميت الذي طال أحد مجمعات التسوق في شارع الكرادة داخل التجاري المكتظ بالناس في تموز عام 2016.

التفجير الانتحاري بسيارة شحن مفخخة كان الأكثر دموية وعنفا يقع في العاصمة بغداد ينفذ من قبل انتحاري واحد منذ العام 2003 والذي أدى الى استشهاد 300 شخص على الأقل وجرح مئات آخرين.

محسن زغير كزار 70 عاما، والد الشاب حميد 25 عاما الذي قتل في الحادث، قال لموقع ذي ناشنال الاخباري “رغم الحزن العميق الذي أعيش فيه، فقد شعرت بسعادة عند سماعي خبر القاء القبض على هذا المجرم”.

كان، حميد، الشاب البالغ من العمر 25 عاما يتواجد في حينها داخل محله الخاص لبيع الملابس عند وقوع التفجير في المجمع التجاري.

قال كزار وصوته يرتجف حزنا وهو يجلس عند مقهى صغير قرب موقع التفجير ” كان عملا اجراميا شنيعا، لقد جعلني الحادث ابدو اكثر سنا من عمري الحقيقي بـ25 عاما على الأقل. الألم والحزن لم يفارقنا وكل شيء بدا قاتما حولنا منذ ذلك الوقت”.

وأضاف قائلا “لم انس ابني يوما واحدا طوال كل تلك السنين”.

حزن العائلة العميق على ابنهم أدى الى وفاة والدة الشاب بعد سنتين من الحادث وأصيب والده بمرض ضغط الدم وداء السكري. وقال كزار، أب لأربعة أولاد، وعيناه تغمرهما الدموع “بيتنا كان جميلا مليئا بالضحكة والسعادة ولكنه تدمر بعد هذه الحادثة”.

وكانت السلطات العراقية قد أعلنت عن القاء القبض على شخص يدعى، غزوان الزوبعي، وذلك بعد عملية استخبارية معقدة تم تنفيذها بالتعاون مع بلد مجاور لم يتم تحديده. ويذكر ان السلطات كانت تتعقب آثاره على مدى أشهر، ولكن القوات الأمنية لم تذكر في أي بلد تم القاء القبض عليه سوى الاكتفاء بالقول “في بلد اجنبي”.

وأظهرت صور للزوبعي بعد اعتقاله وهو معصوب العينين ومحاط برجال القوات الخاصة على متن طائرة نقل عسكرية طراز C-130 مما يعني انه يتم نقله الى العراق جوا من بلد مجاور، ربما يكون سوريا.

وفي لقاء معه بث على أحد الشاشات الفضائية قال الزوبعي انه كان مسلحا لدى تنظيم القاعدة عندما اعتقله الاميركان في العراق وأودع سجن بوكا لحد عام 2008. ثم هرب من سجن أبو غريب خلال عملية هروب جماعية حدثت عام 2013، عندما تمكن مئات من السجناء من الهروب، ثم التحق في حينها بتنظيم داعش.

وخلال شريط فيديو، تمت مواجهته من قبل احدى الأمهات التي فقدت ابنها في هجوم الكرادة الانتحاري.

قالت له وهو واقف مطأطئ رأسه للأسفل “لماذا قتلتهم؟ ما الذي كسبته من قتلهم؟ اجبني ما الذي كسبته من فعلك هذا. الم تفكر بعوائل الضحايا الذين قتلتهم؟ لم يرتكبوا أي ذنب في حياتهم رجالا ونساء”.

على مدى سنوات يطالب الذين فقدوا احباءهم بمقاضاة الجناة ومحاكمتهم وإنزال العقوبة بهم في محاكم دولية.

نجم كرة القدم السابق، غانم عريبي 60 عاما، الذي فقد ابنه وصهره في تفجير الكرادة، قال “نحن نريد ان نعرف من الذي مول وخطط لهذا الهجوم ومن الآخرين وراء هؤلاء الانتحاريين. العراق غير قادر على مواجهة الدول التي تدعم هذه العصابات، ولذلك نحن نحتاج لمحكمة دولية تتعامل مع هذه القضية”.

وأضاف عريبي بقوله “نحن نريد ان نعرف الحقيقة، من قتل ابناءنا؟. نحن نريد ان نرى هؤلاء المجرمين وهم في حبل المشنقة”.

عملية القاء القبض على هذا المتهم قد اثارت ذكريات حزينة بالنسبة للذين عايشوا التفجير ونجوا منه من الذين يمتلكون محلات تجارية في هذه المنطقة التجارية المزدحمة من مناطق بغداد.

قال صاحب محل كاد ان يكون من بين الضحايا نجا من التفجير وهو يتذكر ذلك الموقف الصعب “نحن نعيش المأساة مرة أخرى، أتذكر كيف قمت أنا وآخرين برفع جثث متفحمة من المكان بعد التفجير وكأنه جحيم. كل الجثث كانت محروقة ومتفحمة”.

وأضاف مشيرا الى الحالة النفسية الصعبة التي عاشها بعد ذلك “شاركت بعمليات الإنقاذ ولكن اصابني الانهيار في اليوم التالي ولم أستطع الاستمرار. كنت ارتعب من النوم لوحدي على مدى ثلاثة أشهر من الحادث”.

ومضى بقوله “انا غير سعيد بإلقاء القبض عليه، سيتم وضعه في سجن داخل غرفة يعيش فيها. كان يعيش حياة طبيعية طوال كل تلك السنين في حين كان ضحاياه مدفونين وعوائلهم المفجوعين يعيشون بكرب”.

ثم قال وهو يشير الى المكان الذي حدث فيه التفجير “يجب ان يتم إعدامه وشنقه هنا في نفس المكان الذي ارتكب فيه جريمته”.

• عن موقع ذي ناشنال الاخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here