تبديل لوحات تسجيل المركبات من الألماني إلى الانكليزي

تبديل لوحات تسجيل المركبات من الألماني إلى الانكليزي
باسل عباس خضير
نشرت وكالات الإنباء خبرا عن مديرية المرور العامة في يوم الأحد الماضي ( 16 تشرين الأول ) ، وجاء فيه بأنه تم إنجاز تحويل اللوحات القديمة للمركبات ، وقال مدير الإعلام في المرور العامة ، إنه تم إنجاز تحويل 95% من اللوحات القديمة الصادرة قبل عام 2003 إلى لوحات (الألماني) ، ولم يبق سوى القليل منها مبيناً أن التحويل يتم إجباريا عند تجديد السنوية وان هناك معوقات تواجه إكمال التحويل .
وهذا الخبر وان كانت فيه إشارة إلى عدم اكتمال تبديل لوحات التسجيل بشكل كامل بعد 18 سنة من (التحرير) ، ولكنه يبعث نوعا من الأمل في توحيد أرقام السيارات التي كانت تحمل اللوحات المؤقتة ( المنفيست ) او أرقام النظام السابق ( الصدامي ) ، وفوائده ليست حضارية فحسب وإنما تدخل ضمن الجوانب الأمنية والإدارية وضبط حركة وتجارة المركبات بمختلف الأنواع ، وفي حينها امتدحت المرور العامة لوحات (الألماني ) من حيث مواصفاتها العالمية العالية وعدم إمكانية تزويرها ، ومن المزايا التي ذكروها إنها تجعل حركة كل المركبات ترتبط برقابة الأقمار الصناعية باستخدام تقنيات ( GPS ) بشكل يرصد سرقة ومخالفات السيارات وتعقبها في كل مكان ، وقد أنفقت الدولة بخصوصها ملايين الدولارات وتطلبت من الأجهزة المرورية إنشاء قواطع جديدة في اغلب المحافظات ، كما ألزمت المواطنين بمراجعات بعضها مضنية يتم فيها دفع الضرائب والرسوم والغرامات وأجور المعقبين والانتظار لأشهر أحيانا لاستلام لوحة المركبة ، كما أضيفت وسيلة متقدمة لمعالجة قيود السيارات وإدخالها ضمن المشروع الوطني الذي كانت له فوائد جمة رغم تكاليفه الواسعة من الجهود والأموال ، نقول رغم كل ذلك وأكثر مما لم نذكره للاختصار ، تفاجأ المواطن بأخبار جديدة ذكرها السيد مدير عام المرور في وسائل الإعلام والتي أعلن فيها عن التوصل لاتفاق على تبديل لوحات التسجيل إلى ( الانكليزي ) وذلك باستخدام لوحات جديدة بمواصفات ( عالية ) لغرض توحيد لوحات التسجيل لكل العراق وبضمنها محافظات إقليم كردستان ، بما يسهل الحركة ونقل الملكية وتسهيل انجاز كل المعاملات المتعلقة بالمركبات ، ومن المواصفات التي ذكرها إن اللوحات ستكون بألوان متعددة حسب استخداماتها فالأبيض للخصوصي والأحمر للأجرة والأزرق للحكومي وهكذا لبقية الأنواع ، وان الأرقام الجديدة سوف لا تحمل اسم المحافظة وإنما ( كود ) جانبي يتم الاسترشاد به لمعرفة المحافظة وان الأرقام ستكون بارزة وباللغة الانكليزية ، واختصر الموضوع قائلا إن التبديل سوف لا يحدث ضررا للمواطن بل نفعا له وان رسوم تبديل اللوحة هي 30 ألف دينار .
وكان الكثير يعتقد إن خبر تغيير لوحات المركبات مجرد إشاعة يراد ترويجها ، ولكن التسجيل الفيديوي للسيد العام الذي ظهر في القنوات ومنها ( دجلة مثلا ) أكد صحة وجود هذا المقترح الذي تم فيه الاتفاق مع مرور الاقليم على الشروع بتنفيذه ، وهناك تساؤلات كثيرة حول الجدوى من تغيير الملايين من لوحات التسجيل بهدف التوحيد وهي موحدة عدا محافظات الاقليم ، فالسؤال لماذا لا يتم التوحيد على الألماني والأرقام مذكورة بالعربية والانكليزية ( وربما البعض يسميها هندية ) ، سيما وان بعض الآراء المتداولة تقول إن الغاية من التغيير لا بسبب عيوب جوهرية في الأرقام الحالية وإنما بهدف توحيد اللوحات في كل العراق ليشمل مرور الاقليم لأنهم يطلبون أرقام واضحة وبارزة وبلغة واحدة دون الحاجة لذكر المحافظة لإعطاء الحرية في حركة المركبات وانجاز معاملاتها في البيع والشراء والتجديد وغيرها ، وإذا كان هذا هو المسوغ لتبديل الأرقام فلماذا لم يتم تدارك الأمر منذ بداية الشروع بأرقام الألماني الذي مضت عليه سنوات ، وهل من المعقول إن يتم تبديل اللوحات والمشروع النافذ لم يكتمل بعد ، ولماذا يحول اسم المحافظة إلى ( كود ) رغم كون لها اسم له تاريخ يعتز به الأبناء ، وتطرح إزاء هذا الموضوع تساؤلات كثيرة تصل لحد المزح والاتهام فجهود المرور العامة واضحة في تحويل الأرقام السابقة إلى رقم واحد ، أما أن نبدأ من جديد فانه أمرا ليس هينا عليها ولا على المواطنين والوزارات والشركات وغيرهم ، ويجمع الكثير بأنه لا يقتنع مع هذه التوجهات لان الاستقرار بالرقم الحالي لم يكتمل بعد والعمل به يمكن أن يستمر لعدة سنوات ، وتبسيط الأمور بان يقال إن الرسم هو 30 ألف دينار فيه تجميل أكثر من اللزوم ، فاللوحات المقترحة ليست سلعة تشترى من الأسواق او المولات وتنجز بلحظات ، وإنما تتطلب أجراء معاملات فيها مراحل وإجراءات وتعقيدات ولا تخلو من الابتزاز والفساد وهي تعيد الجميع إلى الازدحامات التي تشهدها قواطع المرور حاليا لانجاز قضايا بسيطة ويومية فكيف الحال مع التبديل الشامل وكم سيستمر ، والتعويل على إن المرور يمكن إن تحدد مواعيد لمراجعات المواطنين ومنحهم نفس الرقم الألماني بلوحة جديدة غير مقنع للكثير لأنها كلمات تتحول إلى هموم في المراجعات ، فالقضية تتطلب الفحص وتغيير السنوية وتحديث البيانات في المشروع الوطني ثم طباعة وتبديل اللوحات و(السنويات ) ، ويخشى العديد من تكرار تجربة الألماني التي اضطرت أعداد كبيرة من السيارات للتجول في كل المحافظات بدون لوحات او بأرقام مطبوعة ورقيا لان طباعتها بلوحات لم تنجز بعد كما يخشى البعض أن تسود فوضى المزج بين الرقمين بانتظار التبديل .
انه مشروع يشكل ( صدمة ) ويستحق إعادة النظر في توقيته وجدواه ليس مرة واحدة وإنما عشرات المرات ، فالشروع به ربما يسبب حالة من عدم الرضا تتحول بعضها للعزوف مما يطيل أمد التبديل والمرور لا يمكنها أن تعالج كل المخالفات بالغرامات ، بدليل إنها تراجعت وتريثت لعدة مرات بقرارات صادرة من مقرها العام عن محاسبة سواق المركبات ممن لا يحملون إجازات سوق او إنها منتهية المفعول نظرا لضعف قدرتها على تلبية جميع طلبات منح وتجديد إجازات السوق ، وإذا كانت إجازات السوق لم تستكمل والرقم الألماني لم يكتمل بنسبة 100% بعد فلم العجلة في موضوع تبديل اللوحات والناس لا تنقصهم الهموم ، ويأمل المهمومون وغيرهم العمل بوحي قواعدكم المرورية ( في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here