حان دور الصدريين

حان دور الصدريين
توالى على حكم العراق بعد سقوط البعث رؤوساء وزراء أتت بهم الأحزاب الأسلامية الشيعية وخاصة من حزب الدعوة الذي كان يعتبر من أكثر الأحزاب الشيعية تنظيمأ وقوة قبل سقوط البعث وبعده .
لكن حكم هؤلاء وحتى من هو محسوب (عادل عبد المهدي) على جماعة الحكيم لم يستطيعوا أن يقدموا للبلد رغم كل الأموال الطائلة التي دخلت لخزينة الدولة غير سوء الأدارة وبناء أقذر نموذج حكم للفساد والمحاصصة وفقدان القيم الوطنية وضياع لمؤسسات الدولة وحلول المليشيات والشخصيات المبتذلة التي تحكمت بكل مفاصل الدولة .كل هذا جرى ويجري بالتعاون مع الآطراف الأخرى غير الشيعية (السنة والكرد ….الخ)التي ساعدت حكومات هذه الأحزاب الشيعية في ترسيخ خراب البلد.
-التيار الصدري كان طيلة هذه الفترة والذي يتمتع بحضور جماهيري كبير بناه من خلال تراثه الطائفي وتراث الشهيدين لبيت الصدر ،حاول على الدوام أن يميز نفسه عن هؤلاء بأدعائه كونه يريد أصلاح الوضع الفاسد ويدعو لمحاربة المحاصصة والطائفية رغم أن التيار شارك بكل الحكومات وله النسبة الأكبر بالبرلمان والذي لم تختلف ممارساته عن البقية في الأشتراك بكل موبقات تلك الحكومات وبرلمانها.
-الشعب العراقي عاقب أحزاب تلك الحكومات بالأنتخابات الأخيرة رغم قلة المشاركين فيها .حيث خسرت أغلبيتها التي كانت تسمح لها بتكوين الحكومة بكل رياحة.
-الشعب العراقي رفض تلك الأحزاب ومليشياتها قبل الأنتخابات في أنتفاضته التشرينية الباسلةعام 2019 وأكملها بهذه الأنتخابات وأعطى بذلك درسأ لها بأنها (الأحزاب الشيعية) غير جديرة بحكم العراق.
-التيار الصدري والذي فاز بهذه الأنتخابات بشكل واضح رغم أنه كان له موقف سلبي من الأنتفاضة وحتى قمعها في بعض الأحيان حين لم تستجيب لرغبات قائد التيار ،أستطاع أن يستثمر بعض الناس الموالية لتلك الأحزاب الشيعية وكذلك يستغل موروثه العائلي وشحنه للشعارات البراقة (الأصلاح ،محاربة الفساد …..الخ) ويحصل على ما أراده قبل الأنتخابات من أن قيادة الدولة ستكون للتيار هذه المرة (رئاسة الوزراء ،عدد من الوزراء ……الخ).
هذه القضية أعتقد بأنها ستكون لصالح الشعب العراقي وليس ضده ولكن بعد فترة من الوقت وليس الأن ،كيف ؟
-التيار الصدري لا يمتلك مؤسسة أدارية وتنظيمية بحياته الداخلية ،بل هو يستمد كل أعماله من رغبات مقتدى الصدر والذي هو بذاته رجل لا يفقه من العلم والأدارة شئ وأنما يقود لأنه من بيت الصدر.بمعنى من سيتولى رئاسة الوزراء سواء كان مباشرة من التيار أو هو عينه من خارج التيار ،سيكون هذا الرجل(رئيس الوزراء) لعبة بيد مقتدى الصدر (تذكروا مرشد الأخوان المسلمين بمصر ودوره مع مرسي الرئيس المصري بعد مبارك) كذلك الوزراء الذين سيأتي بهم لن يكونوا أفضل حال .
*ماذا سيحصل بعد ذلك ؟الجواب هو الأحتقان الذي هو أساسأ موجود بسبب كل وضع البلد المتردي وستبدأ حينها عمليات الأحتجاج ضد الحكومة وسيقابلها الصدر وجماعته بالقمع والقتل والسجن (هوخارج الحكم وما تحمل أحد ينتقده ،شلون لو بيده الحكم؟) حتى نصل الى حكومة دكتاتورية معممة . عند ذاك سترفضها الناس يومأ بعد يوم وسينزف الشعب دماءأ جديدة حتى يصل الشعب الى مرحلة أنهاء تلك الحكومة والتي ستكون هذه المرة الأخيرة التي يحكم البلد فيها حزب أسلامي شيعي كان أوسني .
*المثل الذي يقول (رب ضارة نافعة) أجده حاضرأ هذه المرة رغم عدم قناعتي بحكم أي حزب أسلامي لأني أراهم غير جديرين بحكم العراق والسبب هو أنهم لا يحملون مشروع لبناء بلد متحضر ومتعدد الأفكار والأديان والقوميات وانما مشروعهم طائفي يستمد أجنداته من خارج الحدود ،لكن ذلك لا يمنع من التفاؤل بأن وصول التيار الصدري للحكم سيعجل من كشف أوراقهم لكل الناس وخاصة ممن على عيونه غشاوة بسبب تعصبه الطائفي وينهي بالتالي أخر أوراق حكم الأحزاب الأسلامية للعراق.
*يبقى السؤال الأهم لجميع من له مشروع بناء بلد متحضر ومدني سواء كان فردأ او منظمة أو حزب ، عليه الوقوف بكل جرأة وحزم أزاء كل الأعمال الغير صحيحة والمتوقعة التي سيقوم بها أتباع التيار ممن هم في السلطة وعدم تبرير أي خطأ وخاصة من قبيل القول أعطوهم فرصة ليحكموا فترة أطول وأحكموا فيما بعد .أن هذه التبريرات ستعزز من جذور تحكمهم بالسلطة مما سيصعب مهمة سقوطهم ولنا في تجربة البعث عام 1968 خير مثال.

مازن الحسوني 2021-10-21

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here