الكاردينال ساكو يدعو الكتل السياسية للإسراع في تشكيل الحكومة

ترجمة / حامد احمد

جاءت نتائج انتخابات 10 تشرين الأول البرلمانية المبكرة وهي تحمل مفاجآت كانت مفرحة للبعض وغير مرضية لآخرين مما خلق ذلك نوعا من التوتر في البلاد، وتعبيرا عن قلق الكنيسة الكلدانية لهذه الأوضاع تقدم مطارنة وقساوسة، وعلى رأسهم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بمناشدة طالبوا فيها السياسيين بمراعاة قيم الوطنية والاخوة والنظر الى المصلحة العامة بدلا من اجندات حزبية ضيقة.

وحثت المناشدة الكتل السياسية والنخبة على الإسراع بتشكيل حكومة وطنية كفوءة وذلك في ضوء نتائج الانتخابات التي أظهرت فوز كتلة التيار الصدري بالعدد الأكبر من المقاعد وما سيتبع ذلك من مشاورات وتحالفات مع كتل أخرى داخل البرلمان لتحقيق 165 مقعدا مطلوبة لتشكيل الحكومة.

وفي ضوء الأوضاع المتوترة الحالية وخلال تجمع لقساوسة الكنيسة الكلدانية في عين كاوة بعاصمة إقليم كردستان، أربيل، حث الكاردينال ساكو جميع السياسيين العراقيين على اتباع قيم الوطنية والاخوة وذلك لإعطاء الأولوية للمصلحة العامة وليس التركيز على اجندات مصالح حزبية خاصة، مشيرا الى انه يمكن تحقيق ذلك من خلال الاجتماع سوية في حوار هادئ متحضر يبين فيه كل طرف وجهة نظره ورأيه من اجل وضع نهاية للتوتر الحالي الناجم عن حصيلة الانتخابات الأخيرة.

وأضاف الكاردينال ساكو قائلا “نحث السياسيين العراقيين على الإسراع بتشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة على تحقيق مطالب الشعب العراقي والحيلولة دون انزلاق البلاد نحو أوضاع اكثر سوءا”. مشيرا الى ان التهديد باستخدام السلاح لحل المشاكل بين الناس هي من الخطايا الكبرى في كل الأعراف، حيث ان السلاح يجب ان يكون استخدامه للدفاع عن الوطن فقط.

من جانب آخر، وبما يتعلق بمستحقات المكون المسيحي، أثيرت مؤخرا تساؤلات ومجادلات حول خسارة المسيحيين لخمسة مقاعد مخصصة لهم ذهبت لكتل واطراف حزبية لا تمثل المسيحيين.

وقال عضو البرلمان السابق، يوسف صليوة، متحدثا عن كوتا مقاعد المسيحيين بان المرشحين الفائزين بتلك المقاعد في هذه الكوتا لا يمثلون حقا المكون المسيحي العراقي. مشيرا الى ان 90% من الأصوات لصالح هؤلاء لم تأت من ناخبين مسيحيين.

هذه الاتهامات، التي ظهرت أيضا في اعقاب انتخابات عام 2018، تدعو الى التساؤل بخصوص كتل سياسية كبيرة يزعم تحويلها قسم من هذه الأصوات لمرشحين عن مقاعد مسيحية واعطائها لأعضاء برلمان منحازين لهم ولأجنداتهم. واكد صليوة في حديثه بان سياسيين ينتمون لمكونات مسيحية محلية عليهم ان لا يقحموا انفسهم في تنافسات بين أحزاب وكتل شيعية ضد كتل أخرى.

ايفان فائق جابرو، وزير الهجرة والمهجرين السابقة، والتي فازت بالانتخابات الحالية بحصدها 11,000 صوت عن حركة بابليون في بغداد، لها رأي آخر مناقض لما تحدث به النائب السابق صليوة. ودافعت جابرو عن شفافية العملية الانتخابية مؤكدة انه في توزيع مقاعد المسيحيين هناك تأكيد لحصة المرأة من المرشحات، وتابعت بقولها انه “في ذلك مؤشر على ان مجتمعنا بدأ يتخذ خطوات تجاه انفتاح فكري مؤكد”.

واستبعدت جابرو حصول تلاعب بالاصوات مشيرة الى ان هذه الاتهامات ردود أفعال طبيعية من كتل سياسية خسرت في الانتخابات. وحصلت حركة بابليون على أربعة مقاعد من اصل خمسة مخصصة لمرشحين مسيحيين وفقا لنظام الكوتا الانتخابي. وفاز بالمقعد الخامس المرشح المستقل عن دائرة محافظة أربيل فاروق حنا عتو.

وتم تشكيل حركة بابليون كمشروع سياسي عن الوية بابليون العسكرية بقيادة ريان الكلداني التي تم تشكيلها من فصائل مسلحة لمقاومة تنظيم داعش لارجاع مناطق في شمالي العراق سقطت بيد داعش في عام 2014. وهي مقربة من منظمة بدر.

نتائج الانتخابات جاءت بفوز الكتلة الصدرية بإحرازها 73 مقعدا من مجموع 329 مقعدا برلمانيا في حين تراجعت كتلة الفتح بزعامة هادي العامري بفوزها بـ15 مقعدا فقط مقارنة بما حصلت عليه في انتخابات عام 2018 باحرازها 48 مقعدا. مما دفع ذلك الكتلة الأخيرة للتشكيك بنتائج الانتخابات داعية أنصارها للاحتجاج بالنزول للشارع.

يشار الى ان نسبة المشاركين بالتصويت في هذه الانتخابات هي الأقل عبر الانتخابات البرلمانية الست منذ العام 2003. وكان من المقرر ان تقام الانتخابات عام 2022 ولكن تم تقديمها استجابة لمطالب محتجين ضد فساد حكومي وتفشي البطالة في تظاهرات شعبية عامة انطلقت في تشرين الأول عام 2019 تنحت على اثرها وزارة عادل عبد المهدي السابقة.

وسجلت نتائج الانتخابات الأخيرة حضورا متميزا مهما للعنصر النسوي في البرلمان. حيث تم انتخاب 97 مرشحة برلمانية وهو عدد يفوق معدل الـ25% الكوتا المخصصة وفق القانون والمفترض ان يكون 83 من مجموع 329 مقعدا.

عن موقع PIME الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here