بعد جريمة المقدادية : حكومة ( الكاظمي ) المنتهية الصلاحية متهمه ( بالتقاعس ) في توفير الأمن للمواطنين !

د . خالد القره غولي

تصاعدت وتيرة العنف الدموي والوحشي من جديد، بعد أن شهدت مدينة
المقدادية في ديالى الحبيبة تفجيرات وهجومات منظمة راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا المسكين الذي لا حول لهم ولا قوة , الكل في العراق اليوم يتهم من يريد أن يتهم في الداخل والخارج بافتعال هذه الأعمال بعد أن اتضحت للعيان صورة العمليات المسلحة الأخيرة التي قامت بها الجماعات المتطرفة التي تنتمي إلى الأحزاب السياسية العراقية والى فصائل تنظيم يعود إلى دول كبرى الهجوم الغير مبرر على منطة الرشاد في محافظة ديالى الحبيبة .. وعادت قوات وخفافيش المحتل من جديد لتنشر الرعب بين الناس بافتعال الطائفية الدينية واستهداف المواطنين .. وجدتني مضطراً من جديد إلى الكتابة من أجل أن يعرف العالم اليوم قصة مدن العراق وحكاية وقصة شعب يموت في وضح النهار وفرط ما تعانيه في كل ساعة ودقيقة وثانية من تدميرٍ مبرمج وضياعٍ لا حصر له لمعالم مدن السلام في العراق تقع على مفترق طرقٍ تبدأ من الشرق ولا تنتهي إلا في البيوت العامرة قبل أن تدنسها أقدام الاحتلال وعملاءهم لتعيد الحرب الطائفية من جديد وتشعل الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لكي نعيد تلطيخ قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه بالدم من جديد مع أن الخليفة الرابع للمسلمين علياً بن أبي طالب رضي الله عنه لم يبايع الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ألا بعد ستة أشهر من مبايعة غالبية المهاجرين والأنصار له ، لكن لم يمنع هذا الأمر علياً من أن يدافع هو وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، أيام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل عثمان على يد المتمردين من المصريين بعد حادثة تزوير كتاب تولية محمد بن أبي بكر !
وكثيرٌ من الروايات نسجها الخيال أو صنعتها المصالح والارتباطات السياسية لكثير من المؤرخين ، لكنهم اجتمعوا على أن علياً وأبنه الحسن كانا من بين القليل من الرجال الّذين حملوا نعش عثمان بصمت ودفنوه في وادي البقيع وفي منطقةٍ تسمى (حشا كوكب) عليٌ المعارض وعثمان الشهيد، مقطع الأوصال يتآخيان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل عليٌ رفيق دربه في مسيرة الوحدانية القاسية وصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، على خشبةٍ كي يدفن بهدوء .. بقيَ في دار عثمان قميصه الذي قتل به والذي كان من المفترض أن يدفن معه كونه قتل شهيداً ! أمران أذن لم يحسب لهما الهاشميون وقريش والأنصار أي حساب ، القميص الممزق بالسيوف والملطخ بدم عثمان والمصحف المدمي ! لا يعلم أحد من استلهما من الدار ثم أوصلهما إلى الشام (هكذا ) القميص يصل إلى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتهي.. بدأ معاوية وبنو أمية بحشد تأييد الناس واستمالة قلوبهم واستفزاز مشاعرهم بعرض القميص على منابر الخطباء في الجوامع ، بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ واستياء وستهجان على قميص خليفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وامتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت عثمان !
أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القميص وإيصاله وهو الخلافة، وبالها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل علي ثم قتل الحسين.. ثم – ثم – ثم تقطيع الأمة وتمزيقها إلى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد الآن..
التاريخ يعيد نفسه، وبعيداً عن التشبيهات طبعا ً، العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة ولا يطبق فيها القانون بعد صدور حكم الإعدام على هذا الشعب المسكين ، أختار الجلادون في العراق أن يصعد هذا الشعب بعد الانتخابات على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه !
قميص الديمقراطية الجديد الذي أحدث فتنةً لا تزال وسنبقى نعاني منها إلى الأبد لم يصبروا سياسيو العراق اليوم بل دفعهم الحقد وأنساهم الثأر التمييز بين أبسط شروط الإنسانية ، هاتفين منشدين مستبشرين متشفين متلذذين بموت هذا الوطن ، ومات هذا الشعب الذي كان قوياً وشجاعاً وصبوراً وشامخاً وصلداً ومقاتلاً مجاهداً بلسانه أمام ألد خصومه وأعدائه ، متذكراً الله ورسوله وكان هادئاً شبه مبتسمٍ ومتأنقاً ومحاوراً ورافضاً لكي يُغطى رأسه بالرمال ، وهذا ليس مدحاً أو ذماً لأحد ، بل ما أظهره تماماً وليس ما يدعيه أحد .. الحق الواضح الموثق هو قميص عثمان الثاني ، بمعنى أوضح أن الّذين عرضوه هم الطامحون للاستيلاء على السلطة بصورة معاكسة أي إقصاء كل الأطراف المناهضة والمعارضة سياسياً وعقائدياً لهم في داخل الحكومة وخارجها وغلق أبواب أي إمكانية صادقة لما يسمى بالمصالحة , ذلك واتفقت أغلب وسائل الأعلام العالمية على تدمير جديد لهذا البلد وافتعال الفتنة الطائفية بين فئات هذا الشعب الأصيل والعمل على تأجيل تشكيل الحكومة وإشعال الفتن الطائفية الدينية والسياسية , وهنا السؤال يطرح نفسه أن الأطراف السياسية في العراق تضم بين مكوناتها جميع شرائح هذا المجتمع من العرب السنة ومن العرب الشيعة ومن الأكراد السنة ومن الأكراد الشيعة ترى من يتبع من في هذه المعادلة السياسية المتعجرفة
لا أعتقد أنهم الأمريكيون الّذين ينتظرون بفارغ الصبر تثبيت حكومة عراقية ترضي الأطراف جميعاً كي يفروا بعيداً بجيشهم خلال الأيام المقبلة وعولمتهم وديمقراطيتهم وكما يقول أخوتنا المصريون يا دار ما دخلك شر , ولا أعتقد أيضاً أنة الرجل السياسي العراقي سواء كان سنينا أو شيعا أو كرديا أو مسيحا أو تركمانينا أو ينتمي إلى المكونات ( العراقية ) العزيزة لأنه الآن بأمس الحاجة إلى اللعب وراء الكواليس والقفز على الحبال كي يجد متسعاً لتثبيت سلطاته على أكثر من مليون عاطل عن العمل وقميصاً أخر ملطخاً بالعار على هذا الأمة المنهزمة المنكسرة التي استهدفت الأبرياء من شباب منطقة الرشاد في محافظة ديالى .. ولله .. الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here