الارهابييون في بيوتنا

الارهابييون في بيوتنا

عباس راضي العزاوي

هؤلاء لاينزلون من السماء ثم يعرجون اليها بعد ارتكاب المجازر, بل يعيشون معنا وفي بيوتنا ويرتادون اسواقنا, ويشربون الشاي معنا في المقاهي والطرقات , لاتعتقد بان الارهابي سيكون مختلف بشكله او حجمه او انه ذو قرون او بلحية طويلة ودشداشة قصيرة لا ابدا

ربما يكون شاب جامعي وربما مهندس او سياسي او رجل امن او عسكري او بائع خضره , او رب اسرة سعيده ولديه اولاد يحبهم , يعود اليهم صباحا بعد اتمام مهمة ذبح اطفال الاخرين.

وهناك ارهابيون في الفيس والتويتر وفي الفضائيات وفي الجلسات الحوارية والاعلام وكل مكان, يمارسون نوعا اخر من القتل , الارهاب الفكري وغسل الدماء من واجهات المناطق

ستجدهم يقولون مثلا … هذا بسبب الانتخابات هذا بسبب الفساد , العراقيون يموتون لانهم عراقيين , اتركوا خطاب الكراهية ودعونا نتصافى ,,,, يكفي ماسقط من الضحايا…. وبعد ذلك يقول لو اننا نقضي على كذا جهة او كذا حزب او كذا شخصية لصفى العراق

كل هذه الشعارات التفحيطية لتشتيت الذهن والحديث عن كل شي الا العقدة الجوهرية وخلق مشكلة جانبية جديدة تهيمن على الراي العام , ومن يصر على التذكير وتقديم النصائح, يغطى بوحل الطائفية ليصمت , او يتعرض للشتم والتقريع والاتهام بالذيلية

كانهم يقولون الذيول وحدهم يمتلكون الغيرة على البلد, والباقي بلا كرامة ولا شرف

الجهد الاستخباراتي هو الحل الوحيد للقضاء على هذه القطعان المتوحشة , ووحدات عسكرية فعالة على يقظه تامة طوال الوقت , فنهاية المعركة لايعني نهاية الحرب, وسنشهد المزيد من الضربات في اماكن لم نفكر فيها من قبل تماما كما حدث في المقدادية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here