مخاطر قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول..!!

مخاطر قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول..!!

حامد شهاب

تقام العلاقات الدبلوماسية والسياسية وحتى الاقتصادية والتجارية والثقافية وفق مبدأ ” المصالح المشتركة ” ، التي على أساسها يتم إرساء علاقات تعاون وتفاهم وتنسيق مشترك ، بحسب أهمية تلك العلاقة في الساحة الدولية ، ووفقا لمعاهدة فيينا والاتفاقيات الدولية التي كفلت حفظ تلك العلاقات ، ووضعت خارطة طريق لاحترامها والعمل بموجبها!!

وما نلاحظه هذه الايام تصاعد حملات التلويح بقطع تلك العلاقات، والقيام بخطوات إنفعالية تربك المشهد السياسي الاقليمي ، من خلال عمليات سحب السفراء وتعطيل المصالح التجارية مع دولة ما ، لمجرد تصريح ظهر هنا أو هناك ، من مسؤول في تلك الدولة ، ربما كان قد أشار اليه قبل أن يكون مسؤولا ، أو حتى ضمن نطاق تصريح لن يشكل مصدر خطر أو تهديد لمصالح هذه الدولة أو تلك!!

وكما أشرنا في بداية هذا المقال ، فإن العلاقات الدبلوماسية تبني على أساس أن يكون هناك تفاهم وتفاعل وانسجام وتعاون مشترك ، يفضي الى تطويق أية أزمة من خلال الحوار المشترك في محاولة للجم أية ثغرة قد تستغل لتعريض علاقات الدول مع بعضها ، أو تستفحل آثارها ، وبما يؤدي الى القطيعة!!

وما يشار اليه ايضا انه في كثير من الحالات كانت هناك حروب بين بعض الدول، لكنها لم تلوح بقطع العلاقات فيما بينها ، وكانت الحرب العراقية الايرانية، برغم ان ايران هي من شنت حربها ضد العراق، الا ان العراق لم يلجأ الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، بالرغم من ان اوار الحرب استمر لثماني سنوات ، استخدمت فيها مختلف اسلحة الدمار ، في محاولة كل منهما لتركيع الآخر، وقد خرج العراق منتصرا في نهاية تلك الحرب، بالرغم من كل المآسي والويلات ومئات الالاف من الشهداء وأضعافا مضاعفة من الجرحى والأسرى !!

وقطع العلاقات الدبلوماسية من قبل أية دولة مع دولة أخرى ، هو تلويح بالحرب ، ويؤكد انها تتحمل جزءا من الحرب التي قد يندلع شرارها ، في أية لحظة ، وهو ما تسعى دول العالم لتجنب الوصول الى مراحل القطيعة بين الدول!!

وما نريد أن نقوله في هذا الميدان أن التسرع الانفعالي وغير المدروس في توتير العلاقات بين الدول ، وتصعيد لغة الاحتراب والتحريض بينها ، وبخاصة بين الدول المتجاورة او ضمن المحيط الأقليمي، وايصال مراحل تلك العلاقات الى حالة القطيعة ، في أكثر من مرة ، لايعكس فهما متعمقا لأصول العمل الدبلوماسي ولا للعلاقات مع دول العالم ، ولا لأنشطة العمل الدبلوماسي وقنواته التي ينبغي أن تبقى مفتوحة ، لردم أية محاولة لاشعال فتنة او تهديد مصالح دولة من الدول، ان أريد تجاوز أية أزمة بين بلدين أو مجموعة دول ، وتبقى حالة التصعيد ظاهرة ليست صحية ، وتعرض السلم الاقليمي وربما الدولي لمخاطر لايمكن التنبؤ ، لما تتركه من آثار سلبية على مستقبل المنطقة!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here