مذاهب العوق والأعاقة

حسن حاتم المذكور

1 ــ كمواطن عراقي, وكغيمة صيف وحيدة, تبحث في ماضيها, عن قطعة من بقايا وطن تأويها, لا تمطرها العواصف ولا تجففها, ليس لها على الأرض سوى, ذاكرة انتماء مسحت اثارها احذية الغرباء, وتحاصص المستوطنين الجدد حروف عنوانها, وككل الضفادع والأرانب والخيول, “تريد وطن”, في المحافظات المستباحة كان الأول من تشرين, بحيرة دماء طازجة, يغتسل فيها العراق من ضعفه, على ارصفة اللعنة ثمة مذاهب, تمضغ صرخات الجياع, ثم تزفرها اذلال وضياع.

2 ــ ريهام يوسف, طبيبة شابة, كانت تؤلمها اوجاع الناس, ويصهل في شرايينها غضب الجنوب, فأذاب الخوف في هتافها “نريد وطن” فهتفت معها الآف البصريات, لثعابين الباطل غضبها ايضاً, فكانت مراجع وقناصة البيت الشيعي, التي لا تحاور الآخر, الا بالشتيمة والتسقيط والذخيرة الحية, فأفرغوا حقدهم الجهادي, في جسد ريهام يعقوب, قطعوا الهتاف في حنجرتها, وفي قلبها اوقفوا سواقي حبها للناس والوطن, وككل الشهيدات والشهداء. استقرت روحها خالدة في الذاكرة العراقية, وثأر مقدس في ضمير الأول من تشرين, ودمعة في عيون العراقيات, تحاصر القتلة في عقر حشدهم.

3 ــ الأسلام السياسي لا يملك ما يُقنع به الأخر, فالتكفير والألغاء والقتل, تلك اقصر الطرق للخروج من المأزق, وبعد كل مجزرة يرتكبونها, يطلقون الشتيمة والأشاعات الكريهة, بغية تشويه سمعة الضحايا, في هذا التخصص, قد برع البيت الشيعي, كمن يجد نفسه مضطراً, لرمي ما يفيض عن عرضه, للنيل من اعراض الأخرين, لا علاقة للأديان والقيم السماوية, بوضاعة تلك الأساليب, بل هي نتاج انانية وذاتية ودناءة الوسطاء, الذين خرجوا من رحم المذاهب, ليجندوا الدين, لمصالح جنرالات السلطة والمال, فجعلوا من السياسة عمامة للدين, ومن الدين لافتة للسياسة, في مجتمعات تعيقها وتعوقها المذاهب.

4 ــ البيت الشيعي, الذي يثرثر بالمعروف والنهي عن المنكر, لا يجد ما يمنعه عن ارتكاب ابشع الجرائم, بحق الوطن والناس والأنسانية, فجلعت اطرافه المتكارهة, من اسماء الله والقديسين, مكنسة لمسح غبار جرائمهم النوعية, فهم ومن اسفل قناصهم الملثم, حتى اعلى مراجعهم المنقبة بالصمت المريب, تركوا العراق وعبر العقدين الأخيرين, مقبرة للفقر والجهل والعبودية, ومحمية برقم مخيف, لملايين الثكالى والأرامل والأيتام, وامتدت جرائم سيافهم, لذبح الحياة بحد الكآبة, وأغتيال الفرح في صدور الناس, وخنق الأبتسامة والأغنيات, تحت ركام التطرف في افتعال المناسبات الحزينة, بينما تراهم يمارسون التعري الجماعي, في بيوتهم القابعة, تحت مظاهرهم والقابهم واسرارهم (المقدسة!!).

31 / 10 / 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here