السفاهة والسفهاء

السفاهة والسفهاء

*فارس حامد عبد الكريم

السفاهة هي جهالة وسخافة عقل وحماقة وتطلق السفاهة على إساءة التصرف في القول والسلوك عامة.

والسَفه في لغة الفقهاء: هو التصرف بما يناقض الحكمة..

وفي لغة الشرع والقانون فان السفيه هو المبذر المتلاف الذي ينفق امواله خلافاً لمقتضى العقل والشرع ولو في أوجهالخير.

والسفاهة خلاف الحِكمة والحُلم، والحِكْمَة: هي فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي. بمعنىآخر أن تعطي كلَّ شيء حقَّه ولا تعدِّيه حدَّه، ولا تعجِّله عن وقته، ولا تؤخِّره عنه.

والحكيم هو شخصٌ عاقل يرجح الأمور نحو الصواب بما امتلكه من قدرات دهنية وخبرات عبر تجاربه في الحياة.

والحَليم هو العاقل المتسامح.

ومن مظاهر السفاهة

إظهار الجزع مِن أدنى ضرر، الطيش، السَّب الفاحش، سرعة الغضب،البطش بقسوة، والإسراف في العقوبة، وتملقالأَراذل من الناس للتكسب، والضحك بلاسبب او بغير مناسبته، الثرثرة المتصلة بلا نفع وغَيْر ذلك . .

ومن ذلك سبق لي أن كتبت مقالاً جدياً يتناول موضوعاً ثقافياً ونشر في مواقع التواصل الإجتماعي ومع علاماتالاعجاب من بعض الأحبة والأصدقاء ارسل الي احدهم علامة الضحك التي تدرج عادةعند النكات واللطائف، فطلبت منهالتوضيح عن سبب الضحك بغير مناسبته خاصة وان الموضوع جدي جداً فأجابني بكل ثقة وأريحية؛ استاذ هذه حريةتعبير ..!!!

وهل حرية التعبير أن تضحك على مقالتنا فيما لايضحك … هذا في الواقع من السفاهة، أي السفاهة في القول والفعل

قال تعالى: “وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ” {النساء:5}

وعن جابر بن عبد الله: (أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لكعب بن عجرة: أعاذك الله مِن إمارة السُّفَهاء.

قال: وما إمارة السُّفَهاء؟

قال: أمراء يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي، ولا يستنُّون بسنَّتي، فمَن صدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئكليسوا منِّي ولست منهم، ولا يردوا على حوضي، ومَن لم يصدِّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منِّي وأنا منهم،وسيردوا على حوضي..)

وعن الإمام علي (عليه السلام) قوله: “أعيى ما يكون الحكيم إذا خاطب سفيها”.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: “إن السفه خلق لئيم، يستطيل على من [هو] دونه، ويخضع لمن [هو] فوقه”.

ومما قيل في السفاهة والسفهاء

وعن الإمام علي (ع) انه قال : الغوغاء إذا اجتمعوا ضروا، وإذا افترقوا نفعوا، فقيل: قد علمنا مضرة اجتماعهم فمامنفعة افتراقهم؟ قال: يرجع أهل المهن إلى مهنهم، فينتفع الناس بهم كرجوع البنّاء إلى بنائه والنسّاج إلى منسجه،والخبّاز إلى مخبزه.

وقال بعض السلف: لا تسبّوا الغوغاء، فإنهم يطفئون الحريق ويخرجون الغريق.

وقيل: الجاهل من لا جاهل له، أي: من لا سفيه له يدفع عنه.

وروي انه بينما كان الخليفة عمر بن الخطاب (رض) جالس، إذ جاء أعرابي، فلطمه !!!،

فقام إليه واقد بن عمرو، فجلد به الأرض، فقال عمر: ليس بعزيز من ليس في قومه سفيه.

ولذلك قال أحد الشعراء:

فإن قيل حلم قلت للحلم موضع .. وحلم الفتى في غير موضعه جهل.

ومما قيل في السفاهة

قول الشافعي رحمه الله؛

يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ

فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا

يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً

كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا

وقوله

أَعرِض عَنِ الجاهِلِ السَفيهِ

فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فيهِ

ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَوماً

إِن خاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ

وختاماً اتمنى لكم حياة لايقترب منها السفهاء.

*استاذ جامعي – النائب الأسبق لرئيس هيئة النزاهة الإتحادية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here