حوار مع الفنان التشكيلي المبدع شمس شيرواني

اجرى الحوار: نعمت شريف

ان المحفز الرئيسي للفنون على اختلاف انواعها هو انساني النزعة للتعبير عن الذات، فهو بذلك يعطي لما يختلج في اعماقه شكلا مرئيا، او مسموعا او كتابة بلغة من لغات عصره لايصال تلكم الخلجات والافكار الى الاخرين. وبما ان الفنان يتحرك عبر مستويات شخصية ووطنية وانسانية، لذلك في الوقت الذي يعبر الفنان بالادوات الثقافية التي يمتلكها كجزء من بيئته االثقاقية فهو في الوقت ذاته يعبر عن بعده الانساني كجزء من شعبه ومن الانسانية جمعاء.

في جميع الاحوال، يستل الفنان افكاره ومشاعره بشكل اساسي من ابتكاره وتفاعله من بيئته فتتبلور لديه رؤيا خاصة به لتحفزه وتدفعه الى الانطلاق في فيض من الالوان والتعبيرات التي تشده الى بيئته وثقافته بشكل خاص والبشرية جمعاء. واذا كان هذا ديدنه، فهو يمثل نافذة لييس على دواخله فحسب وانما على مجتمعه ككل، ولذلك يبرز هنا الدور الكبير للفنان في مسعاه الى الى تطوير مجتمعه ودفع عجلة تقدم البشرية الى الامام.

بهذه المقدمة السريعة دعنا نرحب بالفنان التشكيلي الكردي المبدع شمس شيرواني ونشكره على اتاحته الفرصة لهذا الحوار الممتع. الفنان من واليد بغداد وينتمي الى جيل السبعينات حيث انهى دراسته بأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام (1977) وهو من الكرد الفيليين الصامدين رغم عوادي السياسة والزمن.

سؤال: من هو الفنان التشكيلي شمس شيرواني، وكيف تقدم نفسك للقراء؟

شمس شيرواني: انني من مواليد بغداد، وتخرجت عام 1977 من اكاديمية الفنون الجميلة وكان ترتيبي الاول في الاكاديمية. بعد ذلك حصلت على منحة دراسية لدرجة الدكتوراة وقبلت في الولايات المتحدة الامريكية، ولكن قبل اكمالي الماجستير قطعت الحكومة العراقية آنذاك المنحة عني بسبب انتمائي القومي فأنا من الكرد الفيليين (العيلاميين). ولكن باصراري على الدراسة والحمد لله حصلت على الماجستير في فن الكرافيك من معهد برات بنيويوك. (Pratt Institute)

سؤال: كيف كانت بداياتك مع الفن وهل من دافع لاختيارك الرسم كاختصاص لدراستك وكحرفة فيما بعد؟

شمس شيرواني: برزت موهبتي في الرسم في السنوات الاولى من عمري حيث قمت برسم لوحة بالطباشير على لوحة الصف (السبورة) وانا في الصف الاول الابتدائي، وكانت اللوحة كما اتذكرها بكل وضوح من كتاب التاريخ لطلبة الصف السادس. كانت قدرتي على الرسم والفن موهبة منذ صغري تنبع من ن كياني.داخلي وم.

سؤال: من عالم التمييز والمضايقات والاضطهاد الى عالم حرية الفكر والتعبير والحياة، كيف توفق بين رؤيتين وثقافتين مختلفتين في ادائك الفني ولوحاتك المميزة وفي الحياة بشكل عام؟

شمس شيرواني: الفنان، اي من كان، حياته صعبة وخاصة اذا كان في مجتمع اكثريته في صراع من اجل لقمة العيش. أما اذا كان المجتمع الذي يعيش فيه الفنان في رفاهية وموارد العيش سهلة والاعمال متوفرة فأن الفنان كذلك يستطيع العيش في رفاهية ويتفرغ لفنه ويبدع في انتاجه وتطوره الفكري.

سؤال: هل تشعر بالانتماء الى مدرسة فنية معينة، وما هو رؤيتك للفن ورسالته الانسانية في عصرنا هذا؟

شمس شيرواني: بالنسبة لي، ارى ان الفن على اختلاف مدارسه قادرعلى ارسال رسالته التعبيرية بسهولة وبدون اية صعوبة للمستلهم. المدرسة الفنية التي اعتقد انها تخدم رسالتي هي خليط من المدرسة الاكاديمية والمدرسة الرمزية. في اعتقادي ان القضية الانسانية تمثل جميع فئات المجتمع وشعوبها فهي اهم منطلق لابراز مشاكلها ايجابيا كانت ام سلبية، فكما نرى في العصر الحاضر ان العالم يصغر ومشاكله تكبر وهي تمثل بنفس الميزان الكتل الصغيرة والكبيرة في مختلف مناطق هذا العالم الذي نعيش فيه.

سؤال: هل شاركت في معارض فنية او اقمت معارض خاصة بلوحات؟ حدثنا قليلا عن معارضك ولوحاتك المفضلة؟

شمس شيرواني: بالنسبة للمعارض التي اقمتها فقد توزعت بشكل رئيسي على الولايات المتحدة وكندا وآخر معرض لي كان في فرجينيا بالولايات المتحدة في خريف عام 2019، ولكن لوحاتي منتشرة في بلدان عديدة في اوروبا وامريكا الشمالية والشرق الاوسط. وأما لوحتي المفضلة فهي (الانسان يمزق نفسه) او

Earth Chronicles

سؤال: كلمة اخيرة تود ان توجهها للقراء ومتابعيك من محبي الفن؟

شمس شيرواني: الانسان عندما يخدم الاخرين بامكانياته الفنية ايا كانت فهو في الوقت ذاته يخدم وطنه وشعبه ويخدم البشرية جمعاء، ومن هذا المنطلق نرى ان للفنان باع طويل في طرح رسالته الفنية خدمة للانسانية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here