الحمقى دوما يبررون العدوان ويؤمنون فقط بالحصول على النتيجة التي يرغبون بها

الحمقى دوما يبررون العدوان ويؤمنون فقط بالحصول على النتيجة التي يرغبون بها

د. سلمان لطيف الياسري

الحماقة ضعف فى العقل ، والأحمق ضعيف فى عقله ، يغضب فى غير موضع الغضب ، ويضحك فى غير موضع الضحك ، ويضع الشىء فى غير مكانه ، وقد تحار فى التعامل مع هذا الصنف من الناس .

والمشكلة الكبرى مع الأحمق أنك لا تستطيع التنبؤ بأفعاله ، وبالتالى تصبح عاجزاً عن الإتيان بالفعل المناسب ، بل وقد لا تستطيع فى الكثير من الأحيان أن تتجنب حماقته ، إلا بتجنبه هو .

الأحمق هو كل من أثار المشاكل حوله ، ولم يتجاوز عن الصغائر من الأمور ، ومن كان فاشلاً فى توصيل مُراده إلى غيره ، ومن ثار عليك بدون أن تعرف سبب ذلك ، ومن يتحاشاه الناس ، ومن لا يُتوقع أبداً أن يكون قيادياً فى وسطه .

إذا رصدت هذه العلامات فى شخص معين ، فذلك هو الأحمق ، وبالتالى فجهز نفسك لطريقة معينة فى التعامل معه .

عليك أن تعرف أيضاً أن كل ما يبدو من الأحمق من تصرفات غير لائقة مردّها إلى ضعف عقله .. اعرف هذا جيداً ؛ كى لا تظلمه كثيراً

التزم الهدوء التام فى التعامل معه – فأنت تتعامل مع شخص ليس تاماً فى عقله – وحاول أن تتحمّل شروره فهو لا يقصدك بها متحدياّ إياك ، بل أحسن إليه ، وحاول إعلامه بما قد يكون خافياً عليه .. وكل ذلك بهدووء .

بعد بذل كل مجهود فى التعامل الهادىء معه .. لا تنفعل إذا أصابتك شظية منه ، بل تذكر ضعف عقله ، وحاول تركه مُردّداً :

لكل داء دواء يُستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها

الأحمق يختلف عن العصبى ؛ فالعصبى قد يبالغ فى إعطاء الأمر أكبر من حجمه ، أما الأحمق ، فهو قد يثور بغير سبب يستدعى غضبه

الأحمق مثير للشفقة أكثر مما هو مثير للغضب ، وإذا عرفت ذلك فستعذره كثيراً ، وسيسهل عليك كظم غيظك عند التعامل معه .

النجاة التامة من شرور الأحمق متعذرة .

كل ما درسته وتعلمته من فنون التواصل يبقى محدود الأثر فى إجادة التعامل مع هذا الصنف من الناس .

الحمقى متمحورون حول ذواتهم لأن طوب الأرض أوشك أن يشكو منهم ، ومع ذلك تجدهم لا يكادون يغيرون من أنفسهم .

رغم المتاعب التى يسببها الأحمق ، إلا أنك قد تستمتع بأوقات صفاء معه .. فقط ، حاول أن لا تستغرق فيها ؛ لأنه سريع التقلب ، سريع التغير .

اصدقنى القول .. ألم تمرّ أنت بمواقف تبين لك فيما بعد أنها كانت تحوى قدراً كبيراً من الحماقة ؟!

التعامل الحسن مع الأحمق ليس ضعفاً منك ؛ بل فطنة وكياسة ، وهو – فيما بعد – قد يثمّن لك ذلك كثيراً .

برغم المتاعب الكثيرة التى يسببها الحمقى ، إلا أنهم خير من يتعامل مع المتعجرفين المتكبرين !!

إذا كان حسن تعاملك مع الأحمق مُغرياً له بإظهار مزيد من العصبية ، أو تحميلك فوق طاقتك استضعافاً لك أو غير ذلك مما ليس من مفردات الحماقة المذكورة آنفاً ، عند ذلك حاول إيقافه عند حده ، ولكن – ومرة أخرى – بهدوووء .

ستكون أكثر حماقة من الأحمق إذا حاولت أن تجادله وتناقشه بعقلانية ، فالأحمق – كما سبق – ضعيف فى عقله ، وقد يكون التلويح بالقوة على اختلاف أشكالها ودرجاتها ملائماً بعض الشىء للتعامل مع الأحمق .

ما يوشك أن يصيبنى أنا بالجنون أن بعض الحمقى يظنون فى أنفسهم الحكمة والعقلانية .

من هو الاحمق

في مرحلة ما من حياتك المهنية ستضطر للتعامل مع الحمقى، وهم الأشخاص الذين يقلّلون من شأنك ولا يحترمونك، ربما يسرقون نجاحك وينسبون الفضل لهم، وربما يلومونك على أخطائهم أو يقتحمون خصوصيتك أو يخلفون وعودهم ويتحدثون بالسوء عنك، يمكنهم أيضًا أن يصرخوا في وجهك ويستخفوا بك. يقول الطبيب النفسي بوب سوتون إنهم يعاملونك كأنك شخص وضيع، إما بجهل منهم أو لأنهم لا يهتمون لشأنك.

لكن في بعض الأحيان تضطر للتعامل مع حمقى يتعمدون إيذاء الآخرين وعدم احترامهم. قبل عدة سنوات كان لديّ زميل مشهور بصراخه على الآخرين في أثناء الاجتماعات، عندما رأيته بشكل مباشر في أحد الاجتماعات جمعت أفكاري واتصلت به لأخبره أن طريقته غير مهنية على الإطلاق، فكان رده دفاعيًا حيث قال: “لقد كان ذلك ضروريًا لإيصال وجهة نظري”.

كشفت الأبحاث بشأن الحمقى عن عمد أن لديهم عادة تبرير العدوان، فهم يقنعون أنفسهم أن هذه الطريقة المثلى لنحصل على النتيجة التي نرغب بها، ولم أكن أعلم كيف يمكنني الرد على تلك الشخصية حتى التقيت بخبيرة التوسط في النزاعات شيلا هين، تقول شيلا إنه لا بد من العثور على طريقة مهذبة لمواجهة الاعتقاد بأن العداون ضروري، فيمكنك أن تقول للشخص الأحمق: “حقًا؟ لقد كان لدي انطباع بأنك أذكى من ذلك وأكثر إبداعًا، أعتقد أنك تستطيع العثور على طرق أخرى لتوضيح وجهة نظرك دون الإساءة للآخرين”.

والاهم والمهم والانجع *** تنهي جميع الأديان نعت أي إنسان بالأحمق، بينما في نفس الوقت تحذرنا منه، فهناك بعض الناس الذين يتصرفون بين الحين والآخر ببعض الحماقة والبعض الآخر أحمق باستمرار، وعندما نتحدث عن الحمقى من الناس لابد أن نتحدث عن أنفسنا أيضا لأننا غير معصومين من هذه الصفات.

نتسم بهذه السمة السيئة كثيرا عندما نبتعد عن طاعة الله في كثير من الأمور وتضيع من أعمارنا سنوات في المعصية نكتشف بعدها كم كنا حمقى خلالها، لكن لتحسين ذلك علينا التعرف مرة أخرى على مسؤوليتنا عند التعامل مع شخص من هذا النوع ويجب أن ندرك أن ليس كل الناس حمقى ولا يتسم جميعهم بتلك السمات.

ما هو السلوك الأحمق؟

الحمق هو التصرف بطريقة منافية للعقل والتعقل مع إظهار التجاهل والتمرد على أشياء هامة وقيم ومن أهمها الإيمان والاعتراف بوجود الله، فقمة الحمق هو تجاهل وجود الله الحي الذي لا يموت فهذه أعلى درجة من درجات الحماقة، والإيمان بالله ليس كلمة ينطقها اللسان فقط حيث نجد كثيرا من الناس الذين يقولون نعم نعلم بوجود الله ورغم ذلك لا تجد أي إشارة لهذا الاعتراف في الأسلوب الذي تسير عليه حياتهم مما يثبت تمام الحماقة.

ولا يتردد أحمق الناس في الكذب، حيث يحلو لهم التقليل من الأناس الآخرين كما تقودهم أفواههم إلى المشكلات، عليك فقط أن تفكر في الحمقى الذين تعرفهم، ألم تكن أفواههم أحد أكبر مشكلاتهم؟ حسنا، عندما تخرج أفواهنا عن نطاق التحكم نكون أيضا حمقى.

هيا نتعرف على سمات الأحمق:

1- سريع الغضب:

يتسرع الشخص الأحمق في التعبير عن غضبه ويمكن استثارته بسهولة، بينما العاقل الحكيم يبقى هادئا عندما يتعرض للإهانة، فهو سلوك أحمق عندما تفقد أعصابك ويترتب عليه قول وفعل كل أنواع الأشياء الحمقاء، وبسبب ذلك فسلوكهم يتصف دائما بسوء السمعة.

2- يقوم بأعمال متهورة دون مراعاة العواقب:

يفكر الناس الذين يتصفون بالحكمة قبل عمل أي شيء، بينما الحمقى لا يفعلون ذلك ويتباهون بأخطائهم، فهم أناس يفعلون ويقولون ما يطرأ بأذهانهم مهما كان تأثيره على مستقبلهم، أو على الآخرين أو على مالياتهم، فكل ما يهمهم هو الاستمتاع باللحظة.

3- يتحدث باستمرار بطلاقة وتفاخر بدون توقف:

يجعل العاقل التعلم من خبرات الآخرين متعة بينما يمطر الأحمق سيولا من الحماقة، فنجد العاقل يتأنى عندما يتحدث مع الغير ويستمع له الآخرون بانتباه، لكن على العكس يتصرف الأحمق كالآتي:

– يتحدث بطلاقة وبدون توقف.

– لا يعطي الآخرين فرصتهم في الحوار.

– لا يستمع باحترام إلى غيره.

4- لا يجد متعته في الفهم لكن في بث آرائه الخاصة:

من الحمق أن تتحدث بدون توقف، فكلما كثر الكلام كلما كثرت الأخطاء والآثام، إنما من يستطيع التحكم في لسانه هو شخص حكيم لأننا سوف نحاسب على كل ما ننطق سواء على سبيل الجد أم الهزل. ويعبر الأحمق عن رأيه في كل شيء وأي شيء، رغم معرفته الضئيلة، كما يحاول فرض تلك الآراء على غيره مع عدم الاحترام لآراء الآخرين.

5- يرفض النصح والمساءلة والانضباط:

يرفض الشخص الأحمق نصيحة الغير له سواء كانوا يكبرونه أو يصغرونه في السن، كما يظهر عدم احترامه لتلك النصائح وازدرائه لها، ولا يقبل التعليم والتخصص في شيء محدد، كما لا يرغب في الوفاء بوعوده أو الاعتماد عليه كما لا يفضل أن يسأل عن شيء.

– مزيد من صفات الأحمق:

– يتعامل الأحمق بتهور مع ما يملك من مال.

– يتشاجر كثيرا.

– يفضل طريقة العراك بدلا من الحوار المتحضر

– يميل للكسل.

– ليس لديه طموح.

– لا يتعلم من تجارب الماضي.

– ينشر الفساد في المكان الذي يوجد به.

مما لاشك فيه تسبب الحمقى في المشكلات وتعريضنا لتحديات غريبة، سواء كانوا زملائنا في العمل، من العائلة التي ننتمي إليها أو أصدقاء مقربين لنا فهم يعرضوننا لساعات طويلة من الألم، والارتباك، والغضب والإحباط.

لذا علينا التفكير في هؤلاء الناس وتوضيح بعض من سمات الحماقة، وربما عليك كتابة اسمائهم ولتبدأ في محاولة تقديم العلاج والمساعدة لهم، وتذكر أن وجود أي شخص بحياتنا ليس شيئا جاء بمحض الصدفة إنما هو ابتلاء من الله علينا التعامل معه بكل ما نملك من عقل وحكمة بدلا من تجنبه

الآن دعونا نتعرف على الطرق المناسبة للتعامل مع الحمقى من الناس:

أولا: الشيء الأكثر أهمية هو أن نصلي وندعو لهم لأن الله قادر على تغيير أي أحد، لذا لا يجب الاستسلام.

ثانيا: يجب أن نتخذ الموقف والدافع الصحيح نحو هؤلاء الحمقى لأن من السهل أن تصدر حكمك عليهم وتعاملهم بتكبر لكن عليك أن تتذكر أن الله يحبهم بقدر ما يحبك.

ثالثا: كن على استعداد وضع الحواجز لحماية نفسك من الأذى الذي قد تتعرض له بسبب الحمقى من الناس.

وهنا بعض المباديء التي يجب الالتزام بها:

– لا تحاول تغييرهم بالنصيحة:

لا تضيع وقتك وأنفاسك على نصح شخص أحمق لأنه سيحقر من أفضل نصيحة تقدمها له، وعندما تحاوره بأسلوب منطقي، واضح ومتعاون في الطريق الصحيح، لكنه لن يستمع إليك، وإذا استمرت محاولتك لإقناعه بالكلمات سوف تقابل بالرفض وتصاب بإحباط.

– لا تمنحهم شرفا أو ترفا:

ليس من المناسب للأحمق أن يعيش في ترف لأن العبد لعادة سيئة مثل الأحمق لا يستطيع أن يتحكم في أمره، فهذا شيء لا يقبله العقل مثل نزول الجليد في الصيف أو الأمطار في موسم الحصاد، لا يناسب أن ينال الأحمق مكانة رفيعة.

من السهل تعرضهم للإفساد وعدم الاهتمام بممتلكاتهم، حيث يمكنهم تحطيم سيارة، منزل، ملابس بدون خجل أو اعتبار، حيث إن منحهم الأشياء لن يحل المشكلة بالرغم من حرصهم على الاستحواذ على كل ما يمكنهم امتلاكه، وهم يطلبون الأشياء ويتوقعون أن تقدم لهم الهدايا. ولذلك فمنحهم المكانة الرفيعة من أي نوع شيء لا يتسم بالذكاء أو التعاون إنما هو بحث عن المتاعب لأنهم لا يعلمون كيف يديرون هذه المسؤولية.

– لاتدخل معهم في مجادلة:

لا تبدأ أبدا في حوار جدلي أو مناقشة مع شخص أحمق يتسم بالغباء لأنه يميل إلى الشجار، لذا عند التعامل معه أنت بحاجة إلى الصبر والصلاة والتحكم في النفس، وإذا تركت له الفرصة لاستدراجك نحو الجدال فإنه بذلك قد نزل بك لمستواه الفكري ولن تكسب أبدا وسينتهي بك الحال للإصابة باكتئاب.

– احم نفسك من الغيظ، والغضب الناتج عن التعامل مع الحمقى:

إذا كان للأحجار ثقل وللرمال وزن، فالغضب الناتج عن شخص أحمق يفوقهم الاثنين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here