جزيرة الهدوء منتظرة .. للشاعرة الهنغارية ايفا تانداري

جزيرة الهدوء منتظرة

للشاعرة الهنغارية ايفا تانداري
ترجمة مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق
جزيرة الهدوء هي بيتي الصغير .
ههنا سلام ، هنا سكون مخيما !
فتعال إلى بيتي الهادئ إذا كنت منهكا.
هنا يمكنك تجنب ضوضاء العالم المندفع ضجيجا ،
ودرء مداهمات الوقت المضجرة .
فما من أحد هنا سيطرح أسئلة ،
ولا يتوجب عليك تقديم إجابة ،
وليس عليك أن تكون لطيفا أو معتنيا بنفسك.
حتى لستُ مضطرا الى القول : مرحبا .
فقط أدخل وأستريح مستلقيا
لكي تستجمع قواك للتصارع و المواجهة مجددا
حينما يتوجب عليك الذهاب حتما .
ما الحياة سوى ميدان صراع تُخاض فيها معارك مباغتة و ضارية،
حيث لكل ساعة دورها الحاسم وكذلك لليوم ،
ربما حتى دقيقتك نفسها ليست لكَ برمتها كاملا ،
بينما يجب أن تضحي بروحك حينذاك بين نيران البقاء صراعا ضاريا .
ليس لديك وقتا كافيا لكي تحب متلهفا ،
ولا رغبة في زراعة ورود وزهور ،
وإذا سألك ابنك شيئا تحاججتَ بوقتك ضيقا
يتحتم عليك خوض حروبك اليومية الشرسة بأظافر و أسنان دامية
إذن فتعال إلي َ واستلقي مستريحا ،
إذا كنتَ لا تستطيع تحمّل المزيد.
هنا لا وقت ، ولا قتال ، ولا قوة تسلط مستبدة .
هنا الهدوء وحده فقط يحوم حواليك ،
بخطوات من خفة ريش و همسة ريح خافتة .
هنا بوسعك أن تبكي انتحابا مرتفعا ،
أو أن لا تعمل شيئا أبدا ! .
هنا .. فقط .. وبكل بساطة ،
عليك أن تكون إنسانا راقيا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here