قصة ( أغتيال ) معلن

ألأحزاب الخاسرة و ميليشياتها المسلحة تنزل الى الشوارع و تعتصم و تقيم المخيمات و ترفع اللأفتات في اعادة مشهد تمثيلي فاشل يحاكي تظاهرات الحراك الشعبي التشريني لكن الفرق واسع و البون شاسع بين تلك المظاهرات و الأعتصامات السلمية و التي تطالب بالحقوق المشروعة المسلوبة في الوطن الحر و العيش الكريم و بين ( ألأعتصامات ) الجديدة امام بوابات ( المنطقة الخضراء ) المدفوعة ألأجر و الذي تهدد بأنقلاب عسكري ميليشياوي في اعادة ألأستيلاء على الحكم بعد ان اثبتت نتائج ألأنتخابات و بعد العد و الفرز و لأكثر من مرة خسارة هذه ألأحزاب و هزيمتها النكراء في ألأنتخابات ألأخيرة في تصويت شعبي عارم على رفض توجهات و سياسات هذه ألأحزاب و ميليشياتها .

التهديد الواضح الذي اطلقه زعماء هذه الميليشيات بأتجاه الحكومة العراقية و بالتحديد رئيس الوزراء ( مصطفى الكاظمي ) وا تهامه بالوقوف وراء ما تسميه ( تزوير ) ألأنتخابات كون رئيس الوزراء هو الحلقة ألأضعف في منظومة ألأحزاب و الكتل و الفصائل و كان ألأجدر بتلك ألأحزاب المهزومة ان كانت تملك الجرأءة و الشجاعة في مواجهة ااتيار الصدري و زعيمه ( مقتدى الصدر ) و اتهامه مباشرة بالتلاعب و التزوير كون اصوات ألأحزاب الخاسرة قد ذهبت و عززت رصيد ( التيار الصدري ) من ألأصوات و المقاعد البرلمانية و كانت هزيمة تلك ألأحزاب انتصارآ كبيرآ لتيار مقتدى الصدر .

خسارة هذه ألأحزاب في ألأنتخابات هو هزيمة للمشروع ألأيراني في العراق و بأعتبار ان هذه الميليشيات و الأحزاب هي ( الطابور الخامس ) ألأيراني داخل العراق و لكن بشكل علني وقح و دون أي مسحة من وجل او استحياء لا بل على العكس فهم يفاخرون بالعمالة و تنفيذ تعليمات و اوامر ( الولي الفقية ) الأيراني فكانت الصفعة المدوية التي تلقتها ألأحزاب المنهزمة و التي و كما ييبدو لم تفيق بعد من تلك الصدمة فكانت سياسة ( الهروب الى الأمام ) و اتهام الجميع من الحكومة الى مفوضية الأنتخابات و تلميحآ و ليس تصريحآ الى التيار الصدري الذي يتمتع بشعبية واسعة و معروفة في اوساط الشعب العراقي .

عندما استقوى ( نوري المالكي ) و حزبه ( الدعوة ) مع باقي القوى الشيعية في انتخابات العام 2010 و أقصيت الكتلة ألأكبر و التي كانت بزعامة ( اياد علاوي ) و كانت الكتلة الشعبية و حتى العسكرية تميل و بشدة الى جانب ( المالكي ) و الذي استحصل على قرار من المحكمة ألأتحادية بأعتبار كتلته هي ألأكبر و بالتالي دفعت كتلة ( علاوي ) الى المركز الثاني و لم يستطع من تشكيل الوزارة حينها اما في ألأنتخابات ألأخيرة فأن الكتلة الصدرية هي ألأكبر و هي ألأكثر تأييدآ شعبيآ و حتى عسكريآ و من يتطلع الى المواجهة شعبيآ او عسكريآ فعليه ان يحسب اكثر من حساب قبل القدوم على مغامرة قد تكون مقامرة خاسرة سيما وان ميزان القوى على ألأرض واضحة و معروفة و جماهير التيار الصدري متوثبة و مستعدة لذلك فأن الطرف المهزوم في ألأنتخابات يعرف ذلك جيدآ لذلك فأن عدم المواجهة ليس من باب حقن الدماء و عدم شق الصف الشيعي او الوطني و ما الى ذلك من ألأدعاآت التي لطالما تحججوا و تشدقوا بها انما هو الخوف الحقيقي من الهزيمة ألمؤكدة في مواجهة التيار الصدري عسكريآ و شعبيآ .

الطرف الوحيد و المؤهل و القادر على نزع سلاح الميليشيات المنفلتة خصوصآ بعد الأعتداء ألأخير على منزل ( رئيس الوزراء ) تنفيذآ للأوامر الأيرانية و تعليمات الحرس الثوري هو ( التيار الصدري ) الذي يملك من القوات المسلحة ما يمكنه من التصدي الحازم و القوي لهذه العصابات المسلحة و التي تهدد أمن البلاد كلها و كانت محاولة اغتيال ( الكاظمي ) كونه العقبة امام المشروع ألأيراني في المنطقة كانت هي المسمار الأخير الذي دق في نعش هذه العصابات المسلحة لكن على ( مقتدى الصدر ) ان حدثت المواجهة مع الميليشيات الخارجة على القانون و التي سوف يخرج منها منتصرآ و بكل تأكيد ان يتعهد بحل ( سرايا السلام ) و اعادة دمجها سوية مع فصائل الحشد الشعبي في صفوقف القوات المسلحة العراقية بشكل فردي تحسبآ و توجسآ من تشكيل كتل داخل القوات المسلحة و هذا ما يتنافى مع القانون و الدستور و بذلك تعود للدولة هيبتها و للحكومة احترامها .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here