وانت لاتستحي ولاترعوي وبراء منك العراق!!! أنت الجاني على نفسك! وأنت بنفسك ضيعت اللبن!

وانت لاتستحي ولاترعوي وبراء منك العراق!!! أنت الجاني على نفسك! وأنت بنفسك ضيعت اللبن!

د.كرار حيدر الموسوي

أنت الجاني على نفسك! وأنت بنفسك ضيعت اللبن! وضيعت البوصلة، وضيعت الطريق، نحو الحق والعدل والبادئ أظلم! وبعدين من يعاني يفر ولا يستقر! وأنت ستفر حتماً عاجلاً أو آجلاً، لأن فترتك قد انتهت!

أثار تصريح لرئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي الأربعاء غضب وسخرية ناشطين عراقيين يستهجن فيها مواجهة القوات الأمنية لمتظاهرين يحتجّون على نتائج الانتخابات المبكرة وحاولوا اقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة مقرّ الرئاسات العراقية والسفارات الأجنبية والبعثات الدولية.

ففي خلال حضوره مجلس عزاء لقتيل اعتصام المنطقة الخضراء إثر المصادمات بين المحتجّين من أنصار المليشيات الموالية لإيران على نتائج الانتخابات المبكرة التي أظهرت خسارة فادحة لتحالف الفتح المظلّة السياسية لها فقد أشار عبد المهدي الذي قتل 600 متظاهر وأُصيب 21 آخرين بحسب أرقام رسمية خلال ولايته إلى أنّ “طريقة التعامل القاسية التي شاهدناها واضحة من حرق خيام ورمي رصاص كثيف هي أمور مستنكرة ومستهجنة “في إشارة إلى الصدامات التي وقعت الجمعة الماضي بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء والتي أسفرت عن مقتل متظاهر وإصابة 125 شخصًا معظمهم من عناصر الأمن.

وأضاف عبد المهدي في التصريح وكان برفقته قائد مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أنّه “يجب التحقيق بذلك بدقة وأخذها على محمل الجد وعدم التعامل معها بهشاشة وسطحية وإنّما التعامل معها بجدية وصولًا للحقائق” على حدّ قوله… الا تستحي ياحرامي الزوية والتي قتل فيها ايضا 6 منتسبين بواسطة احد حماياته الخاصة .

وكانت موجة من الإحتجاجات والتظاهرات الشعبية قد انطلقت في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات في وسط وجنوب البلاد أواخر عام 2019 للمطالبة بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل وإنهاء الهيمنة الإيرانية أوقعت 600 قتيلًا من المتظاهرين و21 ألفًا من الجرحى وأرغمت عبد المهدي على الإستقالة وتشكيل مصطفى الكاظمي للحكومة في الثامن من أيار/مايو عام 2020 والتي تابعت قضايا الضحايا من المتظاهرين آنذاك وحاكمت عددًا منهم وأصدرت أحكامًا بالإعدام بحقهم.

غضب وسخرية

وقد أثارت تصريحات عبد المهدي عن صدامات المنطقة الخضراء غضبًا وسخرية من قبل ناشطين عراقيين اعتبروها استخفافًا بالدم العراقي وذكّروه بمئات القتلى وألاف المصابين الذين سقطوا برصاص المليشيات والفرق الأمنية الموجّهة من قبلها خلال ولايته.

“نعم لا بد من تحقيق جدّي ومحاسبة لمن قتل ولمن أطلق الرصاص على العراقيين .نحن نؤيّد وبقوة هذه الدعوة ولكن يجب أن تكون أنت أول من يحاسب. دماء أكثر 600 شاب قُتلوا في عهدك يجب أن تحظى بالعدالة.. مأساة أكثر من 600 زوجة وأم وأب يجب أن تحظى بالعدالة”.

انت غير عادل بل عائل وفاقد لكل الشمائل وبذلك نزعت كل اقنعتك وعباءاتك ولقد قصرت رقبتك اكثر “لا فرق بين دم ودم لا فرق بين عراقي وعراقي لا فرق بين مأساة ومأساة لا فرق بين قاتل وقاتل. الضحية ضحية والجلّاد جلّاد. الدم يجلب سخط السماء فلا تستهينوا بالدماء “.

واضح أمام الملأ من خلال هذا مجلس الهزاء الوهمي وحضور عادل أنّه من قمع وقتل واختطف وفجر وكل فعل دنيء بحق متظاهري تشرين قام به قيس الخزعلي و…. وإلّا لماذا يحضر عادل عبد المهدي ويتكلّم بهذه الصورة المستفزّة أم أنّه خَرف أم أنّ حضوره وكلامه يدل على أنّه مرغم على ذلك”.. في حين لاحظ عينه صلفه بعده يطلع ويصرّح ودم الشباب برقبته “”.

“معقولة من أي كوكب أنت يا عبد المهدي”.. والناشط ذي قاري كتب “لله درك يا عادل هلا تذكّرت ما صنعت يداك من قبل! نذكرك فقط أن كنت قد نسيت ولا أعتقد أنّ قاتلًا يمكنه أن ينسى ذلك أنّ أرواح الأبرياء تطارده أنى حلّ وارتحل . وقولنا هذا طبعًا لا يعطي مبرّرًا لأحد أو يجوز له أن يقمع أي متظاهر أعزل”.

“قتلت أكثر من 600 تشريني أنت ومن يقف معك”.. وقال ميثاق “تشرين وما حلّ بهم أليس كان في ظلّ حكومتك.. القادة الشهداء ألم يكن استهدافهم في فترتك.. عجيب غريب أمرك”.”.

“لماذا لم تحقّق بقتلة المتظاهرين عندما كنت الرجل الأول في الدولة؟”.. “اليوم يستنكر قتل المتظاهرين السلميين في أبواب الخضراء بعد أن قتل أبناء الناصرية وبغداد وبابل والصرة والكوت والعمارة بدم بارد”.

من كان يقتلنا أمس فإنّه اليوم يطالب بوقف العنف وإطلاق الرصاص وكأنّما لم يحدث شي أبدًا عندما قتلونا برصاصهم الإيراني”.. كتب “عصابات الدم والدولار ابتلى بها بلاد أهل البيت بعد 2003 باسم الدين”.. و “لو كان عادلًا لعدل… لكنّه أبى ألّا أن يكون باطلًا حتى الممات”.. في حين “هذا ينطبق علية المثل الشعبي: يعلم الناس الصلاة وهو لا يصلّي”..”ياعادل إذن من الذي قتل جماعة أكتوبر وتشرين إذا حضرتك تستهجن؟”.

تقّدمت عائلات خمسة عراقيين بشكوى قضائية في باريس ضد رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي تتّهمه فيها بـ”جرائم ضد الإنسانية وتعذيب وإخفاء قسري” خلال قمع تظاهرات “ثورة أكتوبر”، وفق ما أعلنته محامية تمثلها لوكالة فرانس برس.

وتم التقدّم بالشكوى القضائية لدى النيابة العامة المختصة بمكافحة الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس، وفق المحامية جيسيكا فينال.

وجاء في بيان أصدرته المحامية أن عائلات هؤلاء العراقيين الخمسة

وأوضحت المحامية أن “رئيس الوزراء السابق لم يتّخذ التدابير التي يخوّله منصبه اتخاذها لمنع هذه الجرائم، وتعمّد الدفع باتّجاه إرساء مناخ إفلات من العقاب مما شجّع على تكرارها”، وهو “لم يستعمل سلطته التأديبية”، مضيفة أن أي تدابير اتّخذت بقيت من دون أهمية تذكر مقارنة بخطورة الأفعال المرتكبة.

والشكوى التي تم تقديمها في باريس نظرا إلى اختصاص المحاكم الفرنسية في النظر في قضايا التعذيب والإخفاءات القسرية، تستند أيضا إلى أن عبد المهدي أقام بشكل متقطّع في فرنسا خلال ثلاثين عاما، وفق الجهة المدعية. لكنه متواجد حاليا في العراق.

وتلاشت إلى الأبد شعارات الخداع والكذب والتدليس، ولم يعد بمستطاع هذه الطبقة الرثة التي تقود البلاد، أن تواصل الخداع على طرقة غوبلز “اكذب إكذب حتى يصدقك الناس”، وانقلب السحر على الساحر ليتحول الشعار والفكرة إلى “اكذب.. اكذب حتى يكشفك الناس”.

الا ترى انك ورغم قصر قامتك اختبأت بحفرة المراوغة وارضاء الظلمة والعتات من المجرمين والفسدة ولذلك كانت الكارثة :: كما لا ادري كيف كان ( القناصين) يلتقطون (المندس) وحامل السلاح الناري من بين مئات الألوف من المتظاهرين كي يقتلونه؟ وعندما نشرت نتائج التحقيقات ألقيت باللوم على المتظاهرين حتى ان المرجعية انتقدت تقريرك. ثم أني اتفق معك تماما ان من يحرق أي مرفق من مرافق الدولة يجب ان يعاقب، ولكن من يجب ان يعاقب ايضآ على مثل هذه الجرائم أشخاص حولك شغلوا ويشغلون مناصب كبيرة قاموا بإحراق أو تفجير سفارات عراقية احتفالًا بالاحتلال الأمريكي أو تمهيدا له، أو قاموا قبل ذلك بتفجيرات داخل العراق قتلت ابرياء.:

ايران كانت وما تزال تدعم هذه الميلشيات وتمدهم بالمال والسلاح، وقادة هذه الميلشيات لم يخفوا ذلك بل يعترفون باستمرار بان ولائهم لايران ويتبعون اوامر ولي الفقيه علي خامنئي، وجاء تشكيل الحشد الشعبي بمثابة الغطاء الشرعي للممارسات غير الشرعية لهذه الميليشيات، فصارت بين ليلة وضحاها قوات أمنية حكومية تمولها الدولة وتبرر استهتارها بحياة وامن العراق والعراقيين، فسيطروا، تحت ذريعة حماية العراق، على المناطق السنية في نينوى وكركوك ، والمسيحية في سهل نينوى، واستنسخوا تجارب الحرس الثوري الايراني، وصارت لهم مؤسسات اقتصادية تسيطر على منابع نفط وموانئ وبوابات حدودية برية، ومع كل ذلك فان هذه الميلشيات المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، لا تأتمر باوامر القائد العام للقوات المسلحة ولا بتوجيهات الحكومة العراقية التي تنفق المليارات من الدولارات عليها دون ان تعرف عدد افرادها واسمائهم، ولا تعمل لصالح العراق والعراقيين، بل ان غطاء الحشد الشعبي منحهم قوة اضافية، وعندما دار الحديث عن دمج الحشد الشعبي بالقوات المسلحة الحكومية او حله كانت ايران اول من اعترضت بقوة على مثل هذه الافكار، وهدد قادة الميلشيات بالويل والثبور لمثل هذا القرار.

الغريب أن لا أحد من المسؤولين الحكوميين أو البرلمانيين يستطيع أن يحدد او حتى ان يتحدث عن عدد وخطورة هذه الميلشيات في الساحة العراقية، ولكن الأمر المؤكد هو أن غالبية، ان لم تكن جميع الأحزاب الشيعية لها ميليشيات مسلحة، أو أكثر، وهي بمثابة الجناح العسكري الخاص بها.

ان عدم تصدي اية حكومة عراقية للسلاح المنفلت ولوجود الميلشيات، رغم ان بعض رؤساء الحكومات العراقية رفعوا شعارات”حصر السلاح بيد الدولة” و”عدم السماح للميلشيات بتهديد امن العراق”، الا ان رئيس الوزراء السابق،عادل عبد المهدي، مثلا، استفاد من وجود السلاح المنفلت واستعان بالميلشيات لقتل المئات من الشباب العراقيين في ثورة تشرين، وعندما حاول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، جادا، الحد من النشاط الاجرامي للميلشيات والقاء القبض على بعض قادتها والمتسببين بقصف مناطق بغداد الآمنة، قامت الدنيا ولم تقعد حيث استعرضت احدى الميلشيات قوتها العسكرية بشوارع بغداد ودخلت المنطقة الخضراء وهددت حياة الكاظمي.

الاكثر خطورة من كل هذا هو الاعتراف بما اطلق عليها الاجنحة السياسية للميلشيات والسماح لها بالمشاركة في الانتخابات والعملية السياسية وفي هذا خرق واضح وصريح وخطير للدستور العراقي الذي يحرم وجود الميلشيات المسلحة والاحزاب التي لها اجنحة عسكرية ويمنع مشاركتها في الانتخابات.

اليوم تحولت الميلشيات المسلحة الخارجة عن القانون الى دول تتحدى الدولة العراقية وتهدد امن واستقرار ووحدة العراق والعراقيين، ولطالما هددت هذه الميلشيات امن واستقرار اقليم كوردستان وقصفت بالصواريخ والطائرات المسيرة مدينة اربيل ومطارها المدني، دون ان تتخذ السلطات الاتحادية اية اجراءات رادعة، مع ان مصادر انطلاق الصواريخ كانت من مواقع الحشد الشعبي في سهل نينوى. بل انتقلت هذه الميلشيات الى صفحة اكثر خطورة عندما قصفت فجر يوم االاحد(7 تشرين الثاني 2021) مقر اقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي داخل المنطقة الخضراء ببغداد في محاولة وقحة لاغتياله ووضع البلد على حافة الانهيار الحكومي والسياسي والامني.

ان الحل الامثل لاستقرار العراق هو العمل االجاد لحصر السلاح بيد الدولة، وانهاء وجود الميلشيات المسلحة، ومنعها من المشاركة في الانتخابات، وتقديم زعماء الميلشيات المتورطين بجرائم القتل والاختطاف والفساد وتعريض الامن الوطني للمخاطر للقضاء العادل، وقطع دابر الدعم الايراني لها. ونعتقد ان الفرصة باتت اليوم مواتية لمثل هذه الاجراءات الوطنية الجريئة التي لا بد منها، والا فالعراق ماض الى الهاوية، لا محال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here