(الهجرة اسبابها وامتيازاتها في القرآن الكريم)

الهجرة اساسها في القرآن الكريم هي ان تكون الى الله كما فعل الانبياء من قبل “ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) ونصرة رسله “ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (النساء 100).
والمهاجر تقابله الصعاب والعسرة في هجرته “لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ” (التوبة 117). اعطى الله تعالى للهجرة اهمية قبل الجهاد، والمهاجرون احق بالايمان من غيرهم “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا” (الانفال 74) و لهم درجة اعلى “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون”

لم تكن هجرة المسلمين الاولى من مكة الى المدينة بل سبقتها هجرة الى الحبشة بسبب ضغط قريش عليهم “وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً” (النساء 100). خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم من بيته متوجها الى المدينة بعد ان رد الله تعالى مكر اعدائه كما جاء في اية 30 من سورة الانفال “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” بعد ان حطم الرسول مع علي بن ابي طالب عليه السلام اصنام الكعبة في احد الليالي كما جاء في مسند احمد حيث جاء في الحديث الشريف (يا علي ان اول من كسر الاصنام جدك ابراهيم ثم انت يا علي) كما جاء في الاية “وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ” (الانبياء 60).

ان هجرة الرسول كانت ضد الكفر والشرك الظاهر بينما هجرة الامام الحسين كانت ضد الطغيان والشرك المبطن بعبادة الظالم المعترف بعدم ايمانه بنبي الاسلام والوحي الذي نزل عليه كما قال لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل.

الدكتور فاضل حسن شريف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here