هجرة العقول وتداعياتها على اقليم كوردستان .

هجرة العقول وتداعياتها على اقليم كوردستان .

قبل الدخول في صلب الموضوع ،أود أن أُذكِّرَ السيد سفين دزه بى ، مسؤول العلاقات الخارجية فيحكومة اقليم كوردستان ، بان سبب هجرة الشبابالرئيسي من اقليم كوردستان وهروبهم منها ليستبسبب الپ ك ك ، كما تفضلت وهو ليس بمبرر مقبول من جنابك في مقابلتك مع راديو سوا ، قد يكون مناحدى الاسباب الجيوسياسية ،لكن للتاريخ نقول بانالسبب انتم ، نعم انتم مِمن تسمّون انفسكم بالمسؤولين ظلما وبهتانا فقد اثبتم للعالم بانكم لستماهلا للمسؤولية ولاتمت مسؤوليتكم عن المواطن الكوردي ووطنه كوردستان باية صلة ،ولن تستطيعون بهذه العقلية ادارة حضيرة اغنام بشكلها الصحيح!.فلنرجع الى موضوعنا الاساسي إخواني أخوانيالكرام :

إذ لا شك وان الهجرة الكوردية من كوردستان ليست بجديدة علينا ،فمنذ قرون والكورد في ترحال دائم نتيجة الظلم والقمع القومي والديني من الانظمة الحاكمة ،القومية منها ،والدينية منها، في العراق وسوريا وتركيا وايران.

تارة استخدموا الكورد كمخلب قطٍ ضد هذا وذاك وادخلوهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتارة جروهم الى قتال الاخوة الاخوة والاقتتال الداخلي، كل هذا كان سببا فيتشتتهم وتفرّقهم ، أما موضوعنا فيتعلق بظلم ذوي القربى والتي هي الأشد مضاضة منوقع الحسام المهند على رأي الشاعر، فقد هرب الملايين من الكورد ومنذ سقوط النظامالبعثي الفاشي في بداية التسعينات والى يومنا هذا من كوردستان ،هروبهم ليس من اي عدوٍ مبين ، بل منالكورد انفسهم وخاصة الحزبين الحاكمين في اقليم كوردستان ،بسبب

– الاقتتال الداخلي وقتال الاخوة الاعداء وعدم تميزهم بين العدو والصديق .

-سوء ادارة حكومة اقليم كوردستان وعدم التخطيط لاي مستقبل يُذكر، وبروز انياب الاقطاع بصورة واضحة ودعمها من قبل القيادات الكوردية الذين هم في منها.

-منذ اكثر من ربع قرن من حكمهم لم يقدموا اية خدمات اساسية للمواطن والوطن من ماء وكهرباء وتوفير فرص العمل للشباب، والشابات.

عدم الاهتمام بالقطاع الصناعي والزراعي .
-الفساد المستشري في كافة قطاعات الدولة ووزاراتها، وسرقة واردات الاقليم والمساعدات الدولية وذهابها الى جيوب اشخاص لايتجاوزون عدد اصابع اليد ، بالاضافة الى بروز طبقة متملقة وموالية للسلطة الحاكمة ووصولهم كسرعة البرق الى الغنى الفاحش،تاركين بقية الشعب في فُقْرٍ مُزري يسوده الفاقة والمرض .
عدم الاهتمام بالقطاع الصحي والتعليمي . وعدم التوازن بين ما يقبضونه من رواتب شهرية وبين الملتزمات الاساسية لهم ولأُسرِهم في السوق ،فغلاء الاسعار يضاهي دولة مثل سويسرا يقابلها رواتب شهرية في افقر دولة افريقية.
منذ اكثر من ربع قرن لم يتم توحيد قوات الپيشمركة ولم يستطيعوا توحيد المناطقالتابعة للحزب الديمقراطي في اربيل و المناطق التابعة للاتحاد الوطني ، فلا حكومة اربيل تعلم بالموارد القادمة الى جيوب السليمانية ولا حكومة السليمانية تعلم بالموارد الداخلة الى جيوب اربيل، كل هذا وامور اخرى ادت الى تدهور الحالةالنفسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وخاصة الشباب الذين يرون بأنّ حيواتهم تسير الى مستقبل مجهول فيهربون منها الى اللا مجهول طمعا بالحرية والامانة ورغد العيش واختاروا الغربة بعدما احسّوا بانهم غرباء في وطنهم .
انشغال المسؤولين الكورد بالمكاسب والمناصب وتفضيل المصلحة الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن والمواطن ، وصراعاتهم غير النزيهة وعدم رغبتهم فيوحدة صفوفهم ، احدثت فراغا امنيا أُتيحت لدول الجِوار ومعارضيها الى جلب صراعاتهم وخصوماتهم الى داخل اقليم كوردستان ،من مثل حزب العمال الكوردستان والجيش التركي والحزب الديمقراطي الايراني والجيش الايراني وطائراتهم وما خفي كان اجَلّ . مماادى الى هجرة العوائل من قراهم من دون رجعة
أنّ هجرة هذه العقول الشابة ستكون لها خسارة كبيرة للوطن لانهم بذلك خسروا احدى الركائز التي تعتمد عليها في الدفاع عن الوطن وبنائه وقت الحاجة.
قال لي احدهم : لن تخسر كوردستان بهروب الشباب منها!!،فكلما خرج انسان منالوطن يولد من بطنه طفل جديد ، لكنه نسي بان كل هؤلاء المهاجرين كانوا اطفالا وخرجوا من بطن تلك الارض ،لكنهم كبروا ووجدوا بان الهرب هو الحل فمواجهة تلك العقبات بالنسبة لهم اقسى من الغربة الاف المرات . وعلينا ايضا ان لا ننس َديموغرافية المناطق الكوردية والتي تسعى دول الاقليم تغييرها فبعدما كانت كركوك ذات الاغلبية الكوردية تحولت مع السنين الى مدينة غير كوردية كلها بسبب سياسة الانظمة الحاكمة والتي تسعى الى تفريغ كل المناطق الكوردية من الكورد ليتسنى لغير الكورد السكن محلهم وبذلك وفي غضون سنوات قليلة ستلحق اربيل ودهوك والسليمانية ، وكل المدن الكوردية الاخرى بكركوك .، لكن هذه المرة بسواعد من يسمون انفسهم بالقيادات الكوردية الحاكمة في اقليم كوردستان .
سعد العمادي
اكاديمي ،علماني مقيم في المانيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here