تتحدث وزارة الكهرباء وفي أكثر من مناسبة عن اعدادها خطة خمسية لرفع انتاج الكهرباء الى اكثر من 50 الف ميغا واط خلال 5 سنوات، في الوقت الذي يبلغ انتاج العراق الحالي بين 19 إلى 20 ألف ميغا واط، حيث يفوق انتاج الخطة الخمسية حاجة العراق بنسبة 28% أو بمقدار 15 الف ميغا واط، الامر الذي يطرح تساؤلات عما اذا سيقوم العراق بتصدير الكهرباء اذا ما تم تحقيق هذا الانتاج، الذي يراه مراقبون بأنه “متفائل” قليلا قياسا بالمعطيات الواقعية.
وبحسب تصريحات المتحدث باسم الوزارة احمد العبادي وتابعتها (المدى)، فأن “الخطة تهدف لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية على شكل مراحل قصيرة الأمد خلال سنة واحدة وطويلة الأمد خلال السنوات الخمس المقبلة”. وبين انه “ستتم زيادة الإنتاج خلال السنة الأولى من الخطة بمعدل ستة آلاف ميغاواط، وفي السنة الثالثة 12 ألف ميغاواط وصولا إلى طاقة إنتاجية تبلغ 54 ألف ميغاواط بعد انتهاء السنوات الخمس”. وأضاف أن الخطة تتضمن “رفع معدلات الإنتاج وخفض الاختناقات وادخال بعض الخطوط الناقلة التي نروم إدخالها في فصل الصيف المقبل، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة الشمسية”. وبينما تبلغ الطاقة الانتاجية في الوقت الحالي بين 19 إلى 21 الف ميغاواط، إلا أنه مع ذلك فأن الانتاج لا يكفي لسد الحاجة الكاملة من الطاقة الكهربائية وجعلها مستقرة بشكل تام دون انقطاع، وبذلك، فأن وزير الكهرباء وكالة عادل كريم قد أكد في وقت سابق أن “العراق يحتاج في الوقت الحالي 35 الف ميغا واط، ما يعني أننا نعاني من نقص يبلغ 15 ألف ميغاواط”، وهو الرقم الذي من المفترض ان يوفر الطاقة الكهربائية بشكل تام وكامل. وفيما لو احتسبنا كمية الانتاج التي يحتاجها العراق من الطاقة الكهربائية وفقا لعدد نسماته وبالتالي زيادة العوائل والاستهلاك والمنازل والاجهزة، فأن العراق الذي يبلغ عدد نسماته اكثر من 40 مليون نسمة في الوقت الحالي ويحتاج إلى 35 الف ميغاواط، فهذا يعني أن كل 1 ميغاواط تكفي لاستهلاك ألف و143 مواطنا. وبحسب بيانات وزارة التخطيط، فأن النمو في العراق بعدد النسمات يبلغ نحو مليون نسمة سنويا، وبذلك فأنه في غضون 5 سنوات سيكون عدد النسمات في العراق قرابة 45 مليون نسمة، وبذلك فأن حاجة العراق من الكهرباء خلال 5 سنوات القادمة ستكون نحو 39 ألف ميغاواط فقط، وان الـ54 الف ميغا واط تكفي للعراق في حال كان عدد نسماته اكثر من 60 مليون نسمة.
ومن هنا، يبدو غريبا ان تخطط وزارة الكهرباء لرفع الانتاج لـ54 الف ميغاواط من الطاقة الكهربائية خلال خطتها الخمسية للسنوات الخمس المقبلة، أي أن انتاج الطاقة سيكون فيه فائض بنحو 15 الف ميغاواط، أي ما يقارب الـ28%، وهو الرقم الذي يعادل طاقة الكهرباء بالكامل في العام الماضي، حيث تعتبر الـ15 الف ميغاواط رقما كبيرا من الانتاج ومن غير المعلوم ما اذا كان العراق ينوي تصديره لأنه سيكون فائضا ولا جدوى اقتصادية من انتاج هذه الطاقة دون استهلاكها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط