تطوير حقل عكاز الغازي في الأنبار يفتح الطريق أمام استثمارات أجنبية في البلد

ترجمة/ حامد أحمد

أعلنت وزارة النفط العراقية في بيان لها أمس الأول، ان العراق سيشرع بتطوير حقل عكاز الغازي في محافظة الانبار، مما قد يفسح ذلك المجال لاستقطاب استثمارات اجنبية في وقت يسعى فيه ثاني اكبر منتج للنفط في أوبك الى ان يعزز قطاع انتاج الغاز لديه.

وعقدت شركة النفط الوطنية العراقية برئاسة وزير النفط العراقي، احسان اسماعيل، اجتماعا تمت خلاله مناقشة خطط لتطوير قطاع النفط العراقي، وكذلك خطط لتطوير وتشغيل حقل عكاز الغازي في الصحراء الغربية لمحافظة الانبار.

وكانت شركة كوكاز Kogas الكورية الجنوبية قد وقعت عام 2011 صفقة مع العراق لتطوير حقل عكاز الغازي ضمن خطط أولية لانتاج 400 مليون قدم مكعب قياسي باليوم، ولكن اجتياح تنظيم داعش لمساحات واسعة من العراق عام 2014 وسيطرته على المنطقة بضمنها الحقل، قد حال دون مواصلة المشروع الى ان تم تحرير المنطقة في تشرين الثاني عام 2017 وأعلنت بغداد استعادة القوات العراقية لحقل عكاز الغازي من سيطرة داعش.

ويذكر ان العراق اجرى مباحثات مع فريق شركة كوكاز الكورية عام 2018 دارت حول تقييم حجم الاضرار التي لحقت بموجودات حقل عكاز ومتى يمكن استئناف العمل فيه. ولكن تلك المفاوضات فشلت في التوصل لاعادة تشغيل المشروع.

وكان وكيل شؤون التوزيع في وزارة النفط، حامد يونس، قد ذكر في تصريح لوكالة بلاتس للطاقة في حزيران 2020 بان حقل عكاز، الذي يعتبر اكبر حقل غاز غير مصاحب في البلد، بامكانه ان ينتج 400 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا.

ويبلغ احتياطي حقل عكاز الغازي، الذي تم اكتشافه عام 1992 وتشغله شركة كوكاز الكورية، بحدود 5.6 تريليون قدم مكعب وهو اكبر حقل غاز في العراق. وتبلغ قيمة عقد الشركة الكورية الجنوبية لمشروع تطوير حقل عكاز 5.8 مليار دولار.

وكان العراق يسعى منذ فترة طويلة الى طلب مساعدة شركات نفط عالمية لجمع وتصنيع الغاز لديه. حيث ان غالبية ما ينتجه العراق من غاز هو الذي يتم ضخه مصاحبا للنفط ويتم حرق اغلبه. ووفقا للبنك الدولي، اعتبر العراق عام 2020 ثاني اكثر بلد في العالم حرقا لمادة الغاز بعد روسيا.

في أيار عام 2020، ذكر العراق بان العربية السعودية وافقت على السماح لشركات سعودية للاستثمار بمشروع تطوير حقل عكاز، مما زاد ذلك التفاؤل بإعطاء المشروع زخما جديدا. وهذا التفاؤل ازداد في 9 حزيران 2020 عندما اعلن العراق انه يمضي قدما في خطط لتطوير كل من حقل عكاز وحقل المنصورية الغازي أيضا الذي قد تبلغ طاقته الإنتاجية بحدود 300 مليون قدم مكعب قياسي باليوم.

وذكرت وزارة النفط العراقية انها في مباحثات مع شركة كوكاز Kogas لاستئناف مشروع تطوير حقل عكاز وان شريكا جديدا قد يتم استقطابه من اجل التسريع بأنشطة المشروع.

وفي تصريح له في 19 أيلول الماضي قال وزير النفط احسان إسماعيل، ان شركة غاز الجنوب وشركة بيكر هيوز الأميركية للطاقة يخططان لتطوير مشروع تصنيع الغاز في الناصرية بطاقة انتاج 200 مليون قدم مكعب باليوم، وذلك بعد مدة تأخير استمرت لثلاث سنوات.

المشروع سيقوم بتصنيع الغاز المصاحب من حقلي الناصرية والغراف في محافظة ذي قار. ووقع العراق، أيضا، عقدا مع شركة توتال الفرنسية لتنفيذ مشاريع بقيمة 27 مليار دولار بضمنها مشروع تجميع الغاز بقيمة 2 مليار دولار.

شبكة تجميع الغاز في حقل الرطاوي مع وحدات المعالجة ستكون لها سعة تجميع ما يقارب من 600 مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب يوميا. وسيقوم المشروع أيضا بإنتاج 12,000 برميل باليوم من الغاز المكثف مع 3,000 طن متري من الغاز السائل باليوم للاستخدام في السوق المحلية.

وقال وزير النفط إسماعيل، خلال مؤتمر صحفي له بتاريخ 5 أيلول، إن مشروع الغاز سيساعد بتخفيف الاعتماد على ما يتم استيراده من مادة الغاز من ايران فضلا عن تقليل نسب حرق الوقود السائل المستخدم في محطات توليد الطاقة الكهربائية. واضاف الوزير في حينها بان العراق يدفع لايران ما يقارب من 8 دولار لكل مليون وحدة حرارية من الغاز، في حين يمكن لمشروع الرطاوي ان ينتج غازا بكلفة 1.50 الى 2 دولار فقط لكل مليون وحدة حرارية.

ويتوقع العراق مع تعجيله تنفيذ مشاريع انتاج الغاز محليا ان ينهي اعتماده على استيراد الغاز بحلول العام 2024- 2025. ويشار الى ان بغداد تخضع لضغوط أميركية لتقليل اعتمادها على الغاز والكهرباء المستوردين من ايران. ومنذ العام 2018 تتلقى بغداد استثناءات من واشنطن تسمح لها بمواصلة استيراد الطاقة من ايران الخاضعة لعقوبات مفروضة من واشنطن منذ ذلك العام.

• عن وكالة بلاتس وميد للطاقة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here