العراق قبل الاسلام في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

الدكتور فاضل حسن شريف
العراق قبل الاسلام في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)

البقعة المباركة، أو الوادي المقدس طوى، أو الوادي الأيمن، هي المكان الذي تكلّم فيه البارئ تعالى مع موسى عليه السلام واختاره نبياً. البقعة المباركة هي منطقة وأرض مباركة، وأشار إليها القرآن في بعض آياته، حيث يعد أكثر المفسرين إنّ هذه البقعة أصبحت مباركة؛ لأنّ الله سبحانه تكلّم مع موسى عليه السلام فيها، وبما أنّ هذا المكان كان مقدساً أمر الله موسى أن يخلع نعليه فيه. البقعة المباركة هي أرض مباركة، ومصطلح قرآني ذكر مرة واحدة في القرآن وتحديداً في آية 30 من سورة القصص، قال تعالى: “فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”، فعندما توجه النبي موسى عليه السلام من مدين إلى مصر ليلاً لفت انتباهه نار من جانب طور سيناء، فذهب نحوها، ففي هذا الوقت بعث الله موسى نبياً، ومنحه الإعجاز وهي عصاه واليد البيضاء، كما وصفت روايات الشيعة أنّ مدفن النبي صلى الله عليه واله وسلم والأئمة بالبقعة المباركة، وورد أيضا أن كربلاء هي البقعة المباركة كما جاء في رواية ابن قولون القمي وقيل انها في طور سيناء بمصر.
أشار القرآن الكريم في عدّة مواضع إلى تكلّم الله مع موسى عليه السلام، ففي سورتي طه والنازعات ذُكر أنّ موسى سمع النداء الإلهي من “الوادى المقدس طوى”، وبما أنه مكان مقدّس أمر الله نبيه موسى بخلع نعليه. عدّ المفسّرون البقعة المباركة والوادي المقدّس طوى هو الوادي الأيمن نفسه، حيث يقع هذا المكان في جنوب صحراء سينا، وتحديداً يقع على الجانب الأيمن من جبل طور عند التوجه إلى مصر عن طريق مدين. كذلك ورد في بعض الروايات أنّ المقصود من البقعة المباركة هي أرض كربلاء، ففسّرت الروايات التي وردت في كامل الزيارات وتهذيب الأحكام عبارة “شاطئ الوادي الأيمن” (القصص 30) في الآية بنهر الفرات والبقعة المباركة بـ كربلاء، وقد أشار الفيض الكاشاني وصاحب البرهان في تفسير القرآن إلى ذلك، كما أنّ المجلسي ذكرها أيضاً في بحار الأنوار، وكذلك في بعض نصوص زيارات الأئمة عبّرت عن مدفنهم بالبقعة المباركة. لكن .هناك مِن الكتّاب مَن يرى أنّ هذا التفسير خلافاً لصريح القرآن
ففي تراث أهل البيت عليهم السلام: روى الشيخ الطوسي عن جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جدّه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن مخرمة ابن ربعي، عن الإمام الصادق -عليه السلام- أنّه قال: (شاطئ الوادي الأيمن “مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ” (القصص 30) الذي ذكره الله تعالى والقرآن هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء) كما جاء في الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص38. فإنّ هذه الرواية صريحة في شرافة كربلاء، وإنّها تشرّفت بكليم الله موسى عليه السلام قبل أن يستُشهد بها الحسين عليه السلام وأصحابه، وإنّها مذكورة في كتاب الله بهذا اللحاظ الذي ذكره الإمام -عليه السلام- ويكفي أن تُسمّى كربلاء بالبقعة المباركة “فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ” (القصص 30) في تعبير القرآن الكريم.
إن كربلاء هي البقعة المباركة بجانب شاطئ الوادي الأيمن و من الأحاديث التي أظهرت الخصوصية المكانية
لأرض كربلاء، حديث أخرجه الشيخ الطوسي والشيخ المفيد، والعاملي، والقمي، والنوري رحمهم الله و غيرهم. في رواية قال أبو عبدالله الصادق عليه السلام: شاطئُ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفراتُ،
الوادي الايمن (القصص 30) : من بقاع مدينة كربلاء المقدسة التي ذكرت في القرآن الكريم وتحوّلت بعد مدة إلى مدفن لموتى المسلمين الشيعة ومقبرة تقع في الجهة الشرقية لحرم الامام الحسين عليه السلام ابتداءً من منطقة سوق ابن الحمزة وصولاً إلى منطقة الچاير اليوم أو أبعد قليلاً، إلى هور السليمانية في منطقة فريحة، وتعتبر مقبرة وادي ايمن جزءً من نينوى التاريخية التي تقع اليوم في مقاطعة الفريحة الجنوبية شرق المرقد الحسيني المطهّر، ويعود تاريخ إنشاء قرية نينوى إلى العصر الآشوري أثناء عصور الهيمنة الآشورية على بلاد بابل، وسميت باسم نينوى وفقاً لاسم نينوى العاصمة الآشورية زمن الوجود الآشوري في هذه الربوع كما يقول الباحث عدنان المسعودي في كتابه أضواء من تاريخ كربلاء.والبقعة المباركة هي كربلاء. وفي رواية: والشجرة هي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here