قوَّةُ العِلْمِ!!

قوَّةُ العِلْمِ!!
قوَّةُ العلمِ وعِلمُ القوَّةِ
ما بكنّا يا ضَعيْفَ القُدْرةِ

أمَمٌ نالتْ مَقاماً عالياً
بعُقولٍ وجُهودِ النُخْبَةِ

وتواصَتْ ببَديْعٍ دافِقٍ
مِنْ يَنابيْعِ عُيونِ الفِكْرَةِ

حَرَّرَتْ عَقلاً وأحْيَتْ روحَها
فاسْتقامَتْ بطريقِ العِزَّةِ

إنَّها تَرْقى بعَقْلٍ فاعِلٍ
ونَبيهٍ مُسْتَديمِ الثوْرةِ

أيُّها الشعْبُ الغَنيُّ المُحْتَوى
أنْتَ أهْلٌ لانْطِلاقِ الأمَّةِ

إنَّ بَغْدادَ بعِلْمٍ صَدَّحّتْ
أطْلقَتْ نوراً ببَيْتِ الحِكْمةِ

وعلى الآفاقِ مَدَّتْ جُنْحَها
وأشادَتْ صَرْحَ مَجْدِ الهِمّةِ

إنَّنا نَحْيا بعَقلٍ فاعِلٍ
لا بجَهْلٍ وبديْنِ الفُرْقَةِ

فاحْتَرِمْ عَقلاً وبارِكْ فِكْرةً
وانْطلِقْ ضوءً مُنيرَ اليَقظةِ

فعِّلِ العَقْلَ ونوِّرْ جيْلَها
وتَحَرَّرْ مِنْ ظلامِ الغَفْلَةِ

قيمَةُ الشَعْبِ بنَسْغٍ صاعِدٍ
بشبابٍ فيهِ أغْنى الثَرْوَةِ

يا بلادَ العُرْبِ يا فَيْضَ العُلى
أمْطرتْ فِكراً وتاهَتْ مُزْنَتي

أمَة الأفذاذِ أعْطَتْ جَوْهَراً
وعُلوماً في رحابِ الغُرْبَةِ

يا هُدى الأجْيالِ في عَصْرِ السَنى
أمَّةُ الفُرْقانِ دونَ القدْوَةِ

إنَّها كانَتْ وكانَتْ داؤها
ما تَعافَتْ مِنْ بَلاءِ الخَيْبَة

مُنذُ هولاكو تَداعى ذِكْرُها
وأُصِيْبَتْ بمَريْرِ العِلّةِ

وتَشاكَتْ مِنْ وَجيْعٍ مُزْمِنٍ
وأناخَتْ لعَديْمِ الرأفَةِ

وتوارَتْ في نَحيْبٍ دائِبٍ
وتأسَّتْ ببَديْعِ الصَفْوَةِ

إرْتَضَتْ دَوْراً خَمولاً باهِتاً
واسْتَعانَتْ بعَدوِّ النَهْضَةِ

نفطُها صارَ وبالاً في رُباها
كوقودٍ لأجيْجِ النَقْمَةِ

مِثلُ حَمْلٍ بوحوشٍ حوصِرَتْ
إرباً أمْسَتْ بليلِ الصَوْلةِ

وحروبُ النفسِ دامَتْ واعْتَدَتْ
فغَدى الخَلْقُ عَديْمَ الألْفَةِ

وجَرى أمْرٌ غَريْبٌ مُؤلمٌّ
يَتَباهى بفَسادِ النَزْعَةِ

وإذا الناسُ تَلاحَتْ واهْتَرَتْ
وتناءَت عَنْ سُلوكِ الرَحْمَةِ

وبها الإنْسانُ رَقمٌ شاردٌ
دونَ حَقٍّ بديارِ السَطوَةِ

يا إلهَ الكوْنِ يارَبَّ الذُرى
هلْ جَعَلتَ النورَ نارَ النكبةِ؟!

إنّ “إقرأ” نورُ أنْوارِ النُهى
أيْنَ “إقرأ” في زمانِ الكَبْوَةِ

يا إلهي إنّنا نُسْقى زُلالاً
وعَذيباً مِنْ رَحيْقِ النَخْوَةِ

وإلى مَجْدٍ سَموقٍ خَطوُنا
واعْتِصامٍ بنَبيلِ الأسْوَةِ

أمَلٌ فينا سيَبْقى نابِضاً
ونداءٌ لبَشيرِ العَوْدَةِ

أرْضُنا كَنْزٌ وشَعْبٌ كنْزُها
وجَميْعُ الشَعْبِ إبْنُ الترْبَةِ

فإلى فَوْقٍ بَعيدٍ طالِعٍ
سَوفَ نَرْقى بركابِ الوَحْدَةِ

أمّنا جازَتْ خُطوباً أشْنَعَتْ
وتَسامَتْ بعُروشِ الرِفْعَةِ

ولها فينا طموحٌ باهِرٌ
ووثوقٌ باعْتِلاءِ القِمَةِ!!

د-صادق السامرائي
22\10\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here