دعا إلى استحداث بنك جيني.. مؤتمر مركز أبحاث الأهوار يوصي بتشكيل مجلس أعلى لإدارة الموارد المائية

ذي قار/ حسين العامل

دعا المشاركون في اعمال مؤتمر مركز ابحاث الأهوار الذي نظمته جامعة ذي قار مؤخرا الى تشكيل مجلس اعلى لإدارة الموارد المائية، وفيما حذروا من تداعيات ازمة المياه التي يواجهها العراق، شددوا على دعم بحوث معالجة المياه وتحلية مياه شط العرب واستحداث بنك جيني لتسجيل بصمات أشكال الحياة تحسبا لاحتمالية انقراضها.

وشارك في المؤتمر الذي عقد تحت شعار “الحفاظ على المسطحات المائية من تأثير المتغيرات البيئية والتدخلات البشرية”، باحثون من الولايات المتحدة وروسيا وايران والبحرين وسوريا ومصر فضلاً عن باحثين ومختصين من مختلف الجامعات العراقية.

وقال مدير مركز أبحاث الاهوار الدكتور علي عبد الخبير الياسري في بيان صحفي صدر عقب اختتام فعاليات المؤتمر وتابعته (المدى) ان “اعمال المؤتمر التي تواصلت على مدى يومين طرحت عدة بحوث ودراسات متنوعة سلطت الضوء على واقع الاهوار والتحديات التي تواجهه”، مبينا ان “البحوث اشتملت على عدة محاور علمية وفي مجالات مختلفة من بينها التنوع الاحيائي والحفاظ على بيئة الاهوار ومعالجة المياه والمخلفات الصناعية والبيئة المستدامة وادارة الموارد المائية والاستشعار عن بعد وتأثير التغيرات البيئية على الصحة وعلم الارض والرسوبيات، ناهيك عن محور فروع الكيمياء المختلفة”.

واكد الياسري “ضرورة اعتماد الدراسات العلمية للارتقاء في بيئة الاهوار، وإيجاد الحلول المناسبة لاستثمارها كرافد اقتصادي للبلد”، لافتا الى “اهمية الاهوار الكبرى في تحسين البيئة وعوامل المناخ، ناهيك عن الحفاظ على الارث الحضاري”.

وتتداول وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة اشهر صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديوية تظهر جفاف مساحات كبيرة من مناطق الاهوار وانحسار مياه نهري دجلة والفرات وانخفاض مناسيبهما بصورة مقلقة اذ اظهرت المشاهد مساحات جافة وواسعة من حوض النهرين مع تحذيرات من موجة جفاف قادمة.

وفي ختام اعمال مؤتمر مركز أبحاث الاهوار طرح المشاركون عدة توصيات من ابرزها:

1- ان يقام المؤتمر بشكل دوري مع امكانية عقد شراكات علمية حقيقية مع المراكز البحثية المحلية والاجنبية وبما يحقق اهداف انعقاد مثل هذه المؤتمرات.

2- دعم بحوث الاستدامة البيئية وطرق معالجة المياه وتدويرها والاستفادة من مصادرها لغرض تعويض الشحة في مصادر المياه التي طرأت مؤخرا لغرض الحفاظ على اكبر قدر ممكن من التوازن البيئي وما يتعلق به من شؤون الحياة.

3- دعم بحوث معالجة المياه الصناعية ومياه الصرف الصحي وتحلية مياه شط العرب والخليج العربي لغرض مواجهة ازمة شحة المياه الراهنة ومنها التقنيات الاحيائية الحديثة.

4- ضرورة رفع مستويات التخصيص المالي للبحث العلمي من الميزانية العامة للبلاد وميزانية الوزارة وخاصة للمراكز البحثية ذات العلاقة وتشجيع البحث العلمي المشترك واستقدام الخبرات الخارجية وتنظيم دورات تدريب خارجية على التقنيات الحديثة لغرض تطوير مهارات ملاكات تلك المراكز.

5- تسليط الضوء على المشاكل البيئية التي نشأت جراء تجفيف الاهوار وما لحقه من ازمة شحة المياه بعد عملية إعادة الغمر ابان مطلع القرن الحادي والعشرين وطرق معالجتها.

6- تشجيع بحوث الرصد البيئي للتغيرات الاحيائية التي طرأت بعد انحسار مياه نهري دجلة والفرات وتقلص مساحات الاهوار ابان ازمة المياه القائمة في العقد الأخير من هذا القرن وتسجيل البصمات الجينية لأشكال الحياة المتبقية مع استحداث بنك جيني وبنك عينات تحسبا لاحتمالية انقراضها.

7- اشراك الجامعات القريبة ضمن الرقعة الجغرافية في أية مشاريع تخطيط واستكشاف ورصد ميداني وعن بعد كجهة استشارية وكشف كافة البيانات الرصدية والبحثية لباحثي وخبراء الجامعة لغرض اجراء الأبحاث العلمية المشتركة او الاكاديمية لغرض اثراء العملية البحثية وتوفير تصورات علمية ادق لمواجهة أية ازمة تطرأ مستقبلا.

8- حث دوائر الدولة ووسائل الاعلام على زيادة برامج التوعية والزيارات الميدانية الخاصة بأهمية الحفاظ على البيئة والتنوع الاحيائي وطرق تخفيض التلوث والترشيد في استخدام المياه لأغراض السقي ومشاريع الثروة الحيوانية والمشاريع الأخرى. ٩- انشاء مجلس اعلى لإدارة الموارد المائية في العراق مكون من متخصصين يمثلون المناطق التي شحت المياه فيها خصوصا مناطق الاهوار.

وكانت منظمات بيئية معنية بالمياه وبيئة الاهوار توقعت في(الرابع والعشرين من ايار 2021) انخفاض مناسيب مياه الاهوار الى اكثـر من النصف خلال اشهر الصيف، وحذرت من استنزاف الخزين المائي نتيجة السياسة المائية التي تعتمدها الوزارة في ادارة ملف المياه، فيما اكد وزير الموارد المائية في حينها تأمين الحصص المائية للموسم الزراعي القادم، واصفاً ما يطلق من تصريحات حول شحة المياه بانها ازمة مفتعلة تطلقها اصوات نشاز لإشاعة الرعب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here