ضرب وبرد وتمنيات بالموت.. قصص معاناة عراقيين عائدين من بيلاروس

وصل نحو 430 مهاجرا، معظمهم من أكراد العراق، إلى أربيل

بعد أسابيع من التوترات المتزايدة بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي، عاد مئات العراقيين الذين لم يفلحوا في الدخول إلى الكتلة الأوروبية من بيلاروس، إلى بلادهم، الخميس، محملين بقصص معاناة وسوء معاملة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أوارا عباس (30 عاما) الذي نزل من الطائرة في أربيل في إقليم كردستان بشمال العراق، بعد أن أنفق 5500 دولار في محاولة فاشلة لمغادرة بلد لا يرى فيه مستقبلا اقتصاديا، قوله: “أتمنى لو كنت قد مت وأعادوا جثتي”.

قام عباس بثماني محاولات للعبور من بيلاروس إلى بولندا، وعندما تمكن من ذلك أخيرا، ألقت القوات البولندية القبض عليه وعاد إلى بيلاروس.

يقول “من الآن وحتى أنفاسي الأخيرة، سأحاول الوصول إلى أوروبا عبر تركيا أو إيران أو أي طريق آخر”.

وقد وصل نحو 430 مهاجرا، معظمهم من أكراد العراق، إلى أربيل في منطقة كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي على متن طائرة قادمة من منسك. وقالت وزارة الخارجية إن الطائرة أقلعت مرة أخرى متجهة إلى بغداد، حاملة عائدين آخرين.

ومثل العراقيون، وبخاصة الأكراد منهم، نسبة كبيرة من بين مهاجرين يقدر عددهم بنحو أربعة آلاف انتظروا في غابات بيلاروس شديدة البرودة، وحاولوا عبور الحدود إلى ليتوانيا أو لاتفيا أو بولندا.

ويقول أشتي يونس (29 عاما) الذي وصل أربيل لنيويورك تايمز إن السلطات البيلاروسية خدعته وأجبرته على العودة.

وأوضح قائلا إن أفرادا من الشرطة جاؤوا إلى الفندق الذي يقيم فيه صباح الخميس، وقالوا إنهم سيصطحبوه لتجديد تأشيرته، لكن بدلا من ذلك نقلوه إلى المطار.

وأضاف “قلت لهم إذا كان بإمكاني إحضار أشيائي؟ قالوا لي لا. كل شيء على ما يرام، لذا تركت حقيبتي في الفندق. لم يكن لديهم أي إنسانية. لقد كذبوا علينا وجعلونا نعود بالقوة”.

أما أرشد حسن (32 عاما) الذي عاد إلى بغداد، فقال للصحيفة إنه سافر مع مجموعة من الأصدقاء إلى بيلاروس في الثامن من نوفمبر، وعندما وصلوا إلى الحدود البولندية، وعدوهم الجنود البيلاروسيون بمساعدتهم على العبور.

غير أن الجنود طلبوا منهم جوازات سفرهم وهواتفهم وسجائرهم، واحتجزوهم لمدة أربعة أيام، ثم اقتادوهم إلى الحدود الليتوانية، على حد قوله.

وأضاف “أعادوا لنا هواتفنا المحمولة وجوازات سفرنا لكنهم احتفظوا برقائق الهاتف المحمول. أرادوا لنا أن نموت. تركونا في غابة بلا وسائل اتصال”.

وتابع “لقد عانينا الكثير. ضربونا. كان هناك نساء وأطفال وكبار السن يعانون من البرد. أخذونا إلى النهر الذي يفصل بين البلدين وإن لم ننزل إلى النهر يضربوننا”.

ورغم ذلك قال حسن إنه لن يتخلى عن محاولة الوصول إلى أوروبا، مضيفا: “العراق ليس له مستقبل”.

وعلى مدى شهور اتهمت دول الاتحاد الأوروبي رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو بتدبير أزمة مهاجرين، ردا على العقوبات التي فرضت على بلاده بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2020 وتصدي السلطات للاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت ضده.

وقالت هذه الدول إن بيلاروس سهلت للمهاجرين من الشرق الأوسط الطيران إلى منسك ومحاولة دخول التكتل، وهو الاتهام الذي ينفيه لوكاشنكو.

والآن يعود مئات المهاجرين إلى وطنهم بعد فشلهم في عبور الحدود شديدة الحراسة. ويصف بعضهم الظروف القاسية للحياة في الغابة خلال الشتاء، خاصة مع وجود أطفال، وتعرضهم للضرب من حرس الحدود.

 

 

 

 

 

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here