منظمة دولية: موصليون يعانون النزوح ونقص الخدمات بعد 4 سنوات على تحرير مدينتهم

ترجمة / حامد احمد

ذكرت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في تقرير جديد لها انه بعد مرور اكثـر من اربعة اعوام على تحرير الموصل من قبضة داعش، فان آثار الحرب المدمرة لم تبق فقط واضحة للعيان، ولكنها بقيت في مشاعر اهالي محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل،

حيث ما يزال الكثير من أبنائها يعيش حالة نزوح، والامراض النفسية والصدمات التي يعاني منها الاهالي ما تزال من دون معالجة، وان كثيرا من المنشآت الصحية والبنى التحتية الاساسية المتضررة في المحافظة لم يتم تأهيلها وإصلاحها بعد.

ويذكر المتطوع، عبد الرحمن ذنون، الذي كان يعمل في مستشفى مؤقت لمنظمة اطباء بلا حدود في حي نابلس في الجانب الغربي من الموصل قرب الخطوط الأمامية لجبهات القتال كيف ان اعدادا كثيرة من الجرحى كانت تصل كل ساعة الى موقع المستشفى.

وما بين العام 2016 و2017 شنت القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي هجوما عسكريا لاسترجاع الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي بقي مسيطرا على المدينة لمدة ثلاث سنوات ونصف.

ويستذكر ذنون كيف ان الوضع كان مربكا في ذلك اليوم عندما استقبلوا طفلا جريحا بعمر 6 سنوات وكان بحاجة لمساعدة طبية، مشيرا الى انه كان من بين مدنيين كثيرين عانوا من آثار الحرب، وتعرضوا لاطلاق نار وشظايا بينما كانوا يحاولون الفرار بعيدا عن مناطق القتال.

ويقول ذنون الذي بقي في مدينة الموصل منذ ان اقتحمها داعش عام 2014 لحين انتهاء الحرب، انه من الصعب جدا وصف الوضع، وكأنما يعاني الشخص العذاب من الداخل مع شعور بانه ليس هناك مستقبل او أمل. وكانت المصاعب التي عايشها الاهالي لها وقع كبير على نفسيتهم، ورغم ان الحرب قد انتهت واصبحت المدينة اكثر أمانا، فان هناك شعورا بالألم واليأس يظهر على اعين كثير من اهالي الموصل.

ويضيف المتطوع ذنون قوله “اهالي الموصل يريدون المضي قدما في حياتهم، الكثير منهم يقولون انهم فرحون، ولكن في الواقع انهم عايشوا كثيرا من المآسي ويعانون منها. وكما هو الحال مع اهلها فان مدينة الموصل تكافح من اجل الوقوف على قدميها من جديد. آثار الحرب ما تزال ترسم معالم المدينة، ولكن محاولات اعادة الاعمار تشهد بعض التقدم”. ويحاول فريق اطباء بلا حدود معالجة الجراح البدنية والنفسية لمتضرري الحرب من اهالي الموصل خلال تسهيل حصولهم على اكبر رعاية صحية مطلوبة. وتدير المنظمة مستشفى مؤقت في حي نابلس في الجانب الغربي من نهر دجلة توفر فيه علاجا مجانيا لحديثي الولادة والأمومة.

وتذكر المنظمة انه تم انشاء مشروع مشابه الى الشرق من مدينة الموصل في حي النهروان الذي يعتبر من اكثر احياء الموصل فقرا، وتشير الى ان الموقعين يشهدان ولادة ما يقارب من 1,000 طفل كل شهر مع ضرورة توفير الرعاية لهم. وفي شرق الموصل تقوم المنظمة بتوفير خدمات عمليات الجراحة الترقيعية للمصابين من الجرحى الذين تعرضوا لتشوهات خلال حوادث التفجيرات ويعانون من حالات نفسية صعبة.

وخلال الفترة الممتدة من كانون الثاني الى تشرين الاول 2021 تم توفير 1,029 عملية تداخل جراحي وتقديم مشورة طبية وعلاج لـ4,494 نزيلا من المرضى ورعاية صحية لـ1,351 مراجعا. وتتوفر لدى الموقعين خدمات مشورة طبية للصحة النفسية ايضا.

ويقول مدير منظمة اطباء بلا حدود في العراق، ايسذر فان دير وردت، “الناس يعتقدون انه عندما تنتهي المعركة، فان الامور جميعها ترجع لطبيعتها بشكل اعتيادي. ولكن الحقيقة هي ان عملية التعافي تستغرق سنوات ان لم تكن عقودا من السنين”. ويضيف، فان دير وردت، قائلا “كثير من البني التحتية الأساسية قد تدمرت او تضررت خلال المعارك، وكثير منها ما تزال بحاجة لإعادة إعمار وإعادة تأهيل. منشآت الرعاية الصحية في الموصل تعاني الكثير من اجل تغطية الاحتياجات، وقسم من الناس ليس لديه ما يكفي من مال للعلاج، اما لانهم فقدوا كل شيء اثناء الحرب، او لانهم بالكاد يستطيعون توفير ما يحتاجونه للمعيشة. في هذه الحالة فان الرعاية الصحية المجانية التي نقدمها تعتبر حيوية بالنسبة لهم”.

وبالاضافة الى ما توفره المنظمة من خدمات رعاية صحية، فانها تقوم بمساعدة المنظومة الصحية للمدينة التي تسعى الى ان تقف على قدميها من جديد مع تجهيزها بالدعم المطلوب لتتمكن من مواكبة ومعالجة الحالات الجديدة الطارئة. في عام 2019 شيدت المنظمة مستشفى في شرق الموصل مخصصا لعلاج الأمراض الانتقالية، وذلك لتسهيل الامر على ابناء الموصل في الحصول على رعاية صحية.

وللفترة الممتدة ما بين آذار الى كانون الاول 2020 ساندت المنظمة النظام الصحي في الموصل للتعامل مع إصابات مرض وباء كورونا، وذلك بتحوير مستشفى في شرق المدينة خاص بالمنظمة يحوي 62 سريرا الى مستشفى عزل مخصص لمعالجة اصابات كورونا. ووفرت المستشفى رعاية لما يقارب من 975 مصابا بمرض كورونا.

• عن أطباء بلا حدود

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here