ساعة فهد

ساعة فهد
قدم الرفيق كريم أحمد وفي لحظات مؤثرة ساعة الرفيق الخالد فهد الى المؤتمر الحادي عشر أثناء أنعقاده يوم أمس .وبكلمات معبرة قرأت رسالة الرفيق كريم أحمد التي أشار فيها بأن هذه الساعة سلمها الرفيق فهد قبل أعدامه الى أحد السجناء ومنه وصلت للرفيق كريم احمد ليحتفظ بها منذ عام 1953 ولحد الساعة ويسلمها للمؤتمر.
*لاشك بأنها ذكرى ذات قيمة معنوية كبيرة ويشكر الرفيق كريم احمد وزوجته على الحفاظ على هذه الأمانة طيلة هذه السنين ،لكن هل يراد أختزال قيمة فهد بهذا المؤتمر المهم بحياة الحزب العصيبة بهذه الساعة ؟
-فهد يريد أن يتذكر الرفاق قيمته الفكرية يوم عمل بظروف مجتمع متدني المعرفة والوعي ولكنه أستطاع أن يكون تنظيم سياسي يقارع به الأستعمار والحكومات الملكية ويصبح رقمأ تهابه الدولة وليس مثلما يعيشه الحزب من أنحدار في العمل نتيجة ضياع البوصلة الحقيقية لسياسة الحزب ونبرر ذلك بتخلف مجتمعنا..
-فهد يريد أن يتذكره الرفاق يوم عمل على لم شمل المثقفين والماركسيين المتناثرين بحلقات مختلفة وجمعهم مع العمال والبسطاء وكون منهم مزيج سياسي يشار له بالبنان وليس مثلما نراه اليوم حيث الحزب وقيادته هم عنصر طارد للمثقفين والرفاق المخلصين للحزب وقيمه النبيلة.
-فهد بامكانيات الحزب البسيطة ولكن بعزيمة رجاله وحسهم الطبقي العالي صارع على جبهتين .جبهة مقارعة المستعمر البريطاني المحتل لأرضنا وجبهة الحكومات الملكية الخادمة لهذا المستعمروليس مثلما نراه اليوم حيث مهادنة السلطة الفاسدة والمشاركة معها بالحكم وكذلك العمل تحت وصاية المحتل في مجلي الحكم أو قبول أتفاقية التعاون الأمريكية العراقية وكذلك قبول وجوده في بلدنا ونحن نعلم كل أعماله السيئة .
-فهد يريد ان يتذكر الرفاق شجاعته يوم وقف بوجه الحاكم وقت محاكمته وقال أنا سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وأتحمل كامل المسؤولية عن الحزب ،فهد يوم ذهب للأعدام وهتف الشيوعية أقوى من الموت واعلى من أعواد المشانق ،فهد بأمثولته هذه وغيرها ضرب مثلأ عظيمأ بالشجاعة تتغنى بها الأجيال وليس مثلما نراه اليوم حيث تكرس قيادة الحزب الضعف والخوف في سياستها وتعطي رسالة واضحة لطبيعة شخصيتها وبالتالي لا غرابة بمواقف الحزب الهزيلة التي لا تتلائم وما يحتاج الوضع بالعراق من مواقف سياسية شجاعة وواضحة.
-فهد يريد أن يتذكره الرفاق في مواقف الحزب وبياناته الواضحة والصريحة والمعبرة بقوة عن نبض الشارع.فهد يوم دخل على الجواهري في مكتبه بالجريدة التي يراسها وقدم للجواهري مقالة يود فهد ان تنشر بجريدة الجواهري.الجواهري حالأ نادى على عامل المطبعة وبلغه بان تنزل المقالة في عدد اليوم ،عندها قال فهد للجواهري ألا تراجع المقالة ؟اجاب الجواهري من بعدك لا يصح أن يراجع أحد مقالة أنت كاتبها.أين قادة اليوم بخطابهم السياسي واحاديثهم التي يلفون ويدورون حول الحقائق حتى أصبحوا لا يعول على كلامهم بل ولا يرغب الكثر في متابعتهم لأنهم يفتقرون لحجة الأقناع وحصافة اللغة .
-فهد يريد أن يتذكر الرفاق كيف كان يعمل بين الناس ووقع أول بيان شيوعي بأسم عامل .كيف كان يعمل بأماكن مختلفة ليس للعمل فقط بل يريد أن يعرف حياة الناس وخاصة الكادحين منهم لكي يصوغ افكار وسياسة الحزب على ضوء هذه الرؤية للمجتمع .قادة اليوم يعيشون بالمكاتب ولا يعرفون شيئأ كثيرأ عن حياة الناس ومعاناتهم حيث المكاتب المبردة والسيارات التي تنقلهم باعمالهم وبالتالي كبف يتسنى لهم فهم حوائج الناس ومعاناتهم (بالذمة أسالوهم هل يعرفون كيلو الخبز بيش؟).
-فهد يريد أن يتذكره الرفاق يوم سارع للعودة للوطن بعد دراسته في الأتحاد السوفيتي وترك زوجة وطفلة ولم يفضل البقاء هناك وهو يعلم جيدأ ما تنتظره من ظروف غاية في الخطورة والتعقيد السياسي داخل الحزب وخارجه .اين منه قادة اليوم الذين عدد غير قليل منهم عاش اغلب حياته بالخارج ولم يعد الأ بعد أن حصل على الكارت الأخضر بحصوله على وظيفة دسمة بالحكومة (وزير ،وكيل وزير ،مدير عام …..)أو مركز قيادي بالحزب.
-فهد يريد الرفاق أن يتكروه كيف عمل على تقوية الحزب وبم صفوفه وحل مشاكله بالحكمة والأقناع ولهذا صاغ مقولة (قووا تنظيم قووا تنظيم الحركة الوطنية) فكان البناء الحزبي أهم أهدافه وبزمنه رغم شحة الأمكانيات بنى أقوى حزب وتعاون مع القوى الوطنية على أهدف محددة .اين من هذا قادة اليوم حيث هم قوة طرد لرفاقهم والأصدقاء بسبب سلوكهم الغير مقبول بشتى القضايا .أين قادة اليوم وهم يركضون من تحالف سيء الى أسوء بعيدأ عن قيم الحزب الوطنية وأهدافه السياسية .
-فهد يريد أن يتذكره الرفاقي بوصيته للرفبق (كن صادقأ مع حزبك وشعبك …….الخ).أين من هذا قادة اليوم حيث يكذبون على رفاقهم وشعبهم (مثال الدخول بتحالف سائرون من خلال الكذب على الرفاق والغش بأستفتاء كانت غايته منتهية قبل حدوثه)كيف يريدون أن يقنعون رفاقهم وشعبهم بأنهم سيكونون أمناء على الأمانة .
-فهد يريد أن يتذكره الرفاق كيف استشهد وهو لم يملك غير تلك الساعة لأنه كرس كل حياته لخدمة الوطن والحزب ولم يستغل منصبه الحزبي لأغراضه الخاصة لأنه يعلم بأن كل أمتياز له سيدفع هو والحزب ثمنه غاليأ.اين من هذا قادة اليوم حيث الركض واللهث وراء الحصول على الأمتيازات ولهذا لاحظوهم وأسألوهم بما لديهم من أمتيازات حصلوا عليها بعد 2003.
*هذا ما يريده فهد من رفاقه هذه الأيام حين يجتمعون ليقرروا مصير حزبهم.المسؤولية التاريخية امام الجميع سواء الشجعان منهم والذين يرفعون صوتهم عاليأ بأروقة المؤتمر أو المترددين منهم الذين يمكنهم عند الأنتخابات التصويت للرفاق الشجعان ورفض المجربين الذين ساروا يالحزب نحو أضعف سنواته ،قادة أكثروا من المبررات التي تضعف الحزب.
-*هذا ما يريده فهد أن تتذكروه منه ألعبر والتضحية ونظافة الفكر واليد وورجاحة العقل وسعة الصدر والحرص والأمانة امام الحزب والشعب ووضع الشخص المناسب بالمكان المناسب .
*رفاق المؤتمر هل ستتذكرون هذه القيم النبيلة التي لا تختزلها الساعة أم مثلما يراد منكم أن تكونوا شهود زور على تطور واستقرار وضع الحزب وانتم ونحن رفاقكم خارج المؤتمر والناس أجمع يعرفون أن الحقيقة غير ذلك ؟.

مازن الحسوني 2021-11-26

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here