الأقلية في القرآن الكريم (الحلقة الخامسة)

الأقلية في القرآن الكريم (الحلقة الخامسة)

الدكتور فاضل حسن شريف

ان العنصريين هم الذين يقفون امام الاقليات لاسباب عنصرية الذين يتبعون مؤسس العنصرية ابليس والذين يميزون انفسهم على الاخرين كما اراد ابليس المتكبر ان يميز نفسه تعاليا على آدم عليه السلام “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ” (البقرة 34). ومن اسباب العنصرية الحسد فالعنصريون اشرار “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” (الفلق 5). وهؤلاء يريدون علوا في الدنيا وما لهم نصيب في الاخرة “تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” (القصص 83) ولديهم حب الاستيلاء على الاخرين “قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا” (الاسراء 62) كما طلب ابليس من ربه ان يحتنكن اي يستولي على ذرية آدم ويجعلهم تحت طاعته.
والعنصري ابليسي الهوى فالابيض يقول انا افضل من الاسود او بالعكس كما قال ابليس خلقتني من نار وخلقته من طين “إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ” (ص 71-77). وهكذا العربي يقول انا افضل من الاعجمي متناسيا الحديث النبوي الشريف (لا فضل لعربي على اعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
ومن صفات العنصري انه يريد استعباد الاخرين لانه يعتقد انه كبير القوم فيجب الوقوف امامه لانه يريد ان يضل سبيل الاقليات المستضعفة “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا” (الاحزاب 67).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here