اليهودي منير حداد.. حاقد بقوة 39 صاروخاً

فهد الدليمي

تهادن إسرائيل عدوها، وتطبِّع معه، من دون أن تنسى ثأرها ولو أفل الزمان… فهي تصنع كركترات.. شخصية، وتطلقها تحت مبدأ “وداوني بالتي كانت هي الداء”.

تطمئن الناس الى عداء إسرائيل، في الوقت الذي ترسخ مصالح بني صهيون في أرض عدوهم التاريخي.. العرب المسلمين.

والقاضي منير حداد.. الذي لا يعرف المالكي كيف خلت الساحة من أيما سلطة قضائية، ولم يجد أمامه سوى منير حداد؛ كي ينفذ حكم الاعدام بصدام حسين، في الوقت الضائع قبل أن يفلت الضحية من الفخ.

حرصت إسرائيل على ألا يتملص صدام حسين، من التنفيذ، بحلول عيد الاضحى وبلوغه السبعين وهي سن تسقط حكم الإعدام في القانون العالمي.. والعراق ضمنه، فضلا عن تسرب أخبار مؤكدة عن نية القوات الامريكية المعتقلة لصدام، على التواطئ مع شركة أمنية سبق أن هربت أيهم السامرائي ونمير دهام، وكان في النية الإختلاء بصدام حسين خلال عطلة العيد التي يتمتع بها العراقيون ويؤول الأمر الى الأمريكان، فيستجيبون للشركة التي إستأجرها معمر القذافي بمليار دولار لتهريب صدام من السجن خلال عيد الاضحى.. السبت 30 كانون الأول 2006.

ولأن الجميع أبعد أو إستبعد؛ فقد خلت ساحة التنفيذ للقاضي منير حداد.. وحده؛ كي يعدم صدام بيد يهودية؛ نكاية بالعراقيين ورداً على 39 صاروخاً سبق أن أطلقها صدام عليهم.

لا أظنني أضيف جديدا، حين أعلن أن والد منير حداد، القادم من بين يهود أصفهان الى شارع فلسطين.. عاش مدعياً الاسلام ومات متمسكاً بيهوديته!

والامر ينسحب على منير حداد، الذي يجوب دول أوربا.. وإسرائيل سراً.. بجواز مجهول المصدر، لم تطلع عليه حتى زوجته، ورجحت جهات أمنية أنه جواز من بلغاريا لمواطن يهودي ذي جذور إسرائيلية، أصلها ثابت وفرعها في تل أبيب.

ليلة إعدام صدام، إنفرط الجميع.. أين الناس؟ أين قضاة المحكمة الجنائية؟ أين وزير العدل ورئيس الجمهورية؟ اين مفتي الديار؟ تبخر الجميع، وتركت الساحة لليهودي منير حداد، يلقن صدام حسين، الذي مهما كان الرأي به.. فهو مسلم ومنير يهودي!

جمع منير بدائل عمن غيبوا من المسؤولين الواجب حضورهم الاعدام والمصادقة عليه قانونياً؛ فجاء بالغيث إشفاقاً من المطر.. خلاف مقتضيات الدستور.. رئيس الوزراء نوري المالكي، وقع بدل رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني، الذي إختفى ولم يعرف له أثر.. لا في بغداد ولا السليمانية! ووزير العدل سافر، فإستبدله المالكي بوزير التربية! وعمم رجلاً لم يدرس شريعة في حياته، وفرضه بديلاً عن رئيس الوقف السني، وساعدته إسرائيل على تحقيق معجزة تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين فجر عيد الاضحى.. مع صلاة الصبح وقبل تكبيرة العيد بدقائق.

وضعت المالكي بين فكي كماشة هروب صدام او إعدامه الليلة، فبداهة يختار الإعدام الفوري للتخلص من عار هربه الذي لن يسامحه التاريخ ولا الشعب العراقي بشأنه، وحين قرر الشروع بالإعدام، وجد خرزات المسبحة تنفرط، والكل من حوله أخلوا مكاتبهم وأقفلوا تلفوناتهم وإختفوا.. من أوعز لهم بذلك؟ العلم عند الله وإسرائيل ومنير حداد، في ليلة كان فيها المالكي أسير الكرامة بين يدي حداد!

كل هذا صنعته إسرائيل؛ كي تثأر لـ 39 صاروخاً أطلقها صدام حسين، على تل أبيب في العام 1991 وصولاً الى زلخة الذي “تعلق بالحبل على إعناد أمريكا” نهاية الستينيات وكان صدام نائب رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر، وقاد من موقعه مهمة تنظيف العراق من شبكات الجاسوسية المعشوشبة العراق مثل العناكب.

إذن القاضي اليهودي منير حداد، أداة نافذة بيد إسرائيل، أطلقته في العراق وفتحت أمامه أبواب الشهرة، بدءاً من إناطة إعدام صدام به مروراً بإختياره محامياً دولياً للقضايا الكبرى وليس إنتهاءً بحسم دعاواه في المحاكم العراقية بنجاح، إن حضر المرافعة وإن غاب، فهو العميل السري.. جيمس بوند القضاء الواقف في العراق، بإختيار إسرائيل لإبنها البار.. راعي شؤونها في بلاد الرافدين و… وريث المعجزة التوراتية “شعب الله المختار”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here