خلافات السياسيين ومصلحة العراق؟

علاء كرم الله

شهدت الساحة العراقية الكثير من الخلافات بين قادة الأحزاب والكتل السياسية منذ تشكيل أول حكومة بالعراق بعد أنتخابات عام 2005 ولكن سرعان ما كانت تنتهي تلك الخلافات وتذوب بعد أن يتفقوا على تقسيم ما أصطلح عليه ( بكعكة العراق)!، هذه لك وتلك لي ، ثم يصار الى تشكيل حكومة توافقية ترضي جميع الأطراف والفرقاء السياسيين ، وليذهب الوطن والشعب الى الجحيم! وهذا ما عرفه الشعب وتعود عليه! وأستمر الحال على هذا المنوال في كل الأنتخابات التي جرت0 ألا أن الأنتخابات الأخيرة التي جرت في 10/10/2021والتي فاز بها التيار الصدري بأكبر عدد من المقاعد (73) مقعد ، أتخذت منحا آخر جديد وذلك بالأعلان المفاجيء لزعيم التيار السيد الصدر، بأن الحكومة القادمة ستكون حكومة الأغلبية السياسية ، وليست حكومة توافقية كما أعتادت عليه العملية السياسية! ، ولم يكتفي بذلك بل زاد من المفاجأة عشية فوزه بالأنتخابات بخطاب ثوري قوي وحازم كان أشبه ببرنامج الحكومة الصدرية القادمة! ، معاهدا فيه العراقيين بأعادة بناء العراق وذلك بالقضاء على الفساد والفاسدين وأعادة هيبة الدولة والقانون والنظام وجمع السلاح والقضاء على كل المظاهر المسلحة! ، وبقدر ما أثلج خطاب السيد الصدر قلوب العراقيين وزرع فيهم الأمل بأن القادم سيكون خيرا ، ألا أن خطابه بنفس الوقت لم يرضي فرقائه وخصومه المعترضين على نتائج الأنتخابات ولا حتى شركائه السياسيين! 0 ورغم المحاولات التي تجري علنا وبالخفاء! لثني السيد الصدر بالتراجع عما يريد الذهاب أليه ، والعودة به الى ما سارت عليه العملية السياسية بالتوافق والتراضي ووضع المصالح السياسية والحزبية والشخصية أولا وأخيرا بعيدا عن مصلحة الوطن والشعب!، ألا أن السيد الصدر لا زال مصرا ومتحديا الجميع وذلك بالرد على كل خصومه ومن يختلفون مع طروحاته بقوله، ((أما أن أشكل حكومة بأغلبية سياسية وتكونوا أنتم في المعارضة ، أو أن تشكلوا أنتم الحكومة وأنا سأكون بالمعارضة !)) ، غالقا بذلك كل الأبواب بالعودة الى تشكيل حكومة توافقية كما جرت عليه العملية السياسية من قبل!0 ومن وجهة نظري كمراقب للأحداث أرى أن السيد الصدر برغبته وأصراره على تشكيل حكومة الأغلبية السياسية ، وضع جميع السياسيين الشركاء منهم والفرقاء أمام مسؤولياتهم التاريخية والوطنية بما فيهم تياره نفسه! ، عندما قال وفي أكثر من لقاء وتغريدة ((كافي 18 سنة بوك ونهب وفساد وخراب ودمار وتدخلات، خلي نبني العراق))! ، ولم يستثني أحدا في كلامه بما فيهم تياره! ، وهذه شجاعة وجرأة كبيرة تحسب للسيد

الصدر! ، وكأنه يقول للعالم أجمع (( أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي)) ، فهو أراد أن يقول لكل شركائه السياسيين، دعونا نبدأ من جديد ، حتى وأن تأخرنا في ذلك ، فهو خير من أن نستمر بالسكوت والرضا على خراب العراق ودماره ونهبه والفساد الذي ينهش فيه! 0 أرى ومن وجهة نظري كملراقب للأحداث0أننا أمام حالة سياسية وطرح وخطاب سياسي جديد وجريء لم نألفه من قبل! يحمل للوطن وللشعب بشائر الخير والأمل بأن القادم سيكون خيرا 0 فالسيد الصدربطرحه السياسي وأعلانه تشكيل حكومة الأغلبية السياسية يكون قد وضع نفسه وكل الشركاء السياسيين في مواجهة واضحة وصريحة أمام الشعب وكأنه يقول للجميع ((أما أن نكون أو لا نكون)) ، والأهم في ذلك أن السيد الصدر وضع نفسه قبل أن يضع بقية قادة الأحزاب والكتل السياسية أمام تحدي ناريخي وخطير يصعب عليه التنصل أو التراجع عنه! ، لأن ذلك لا يعني أنتحاره سياسيا فحسب بل ولربما حتى نهاية زعامته الدينية ! لا سامح الله 0 ولا شك أنه وفي كلا الحالتين، ((أن كانت حكومة أغلبية ، أم معارضة حقيقية داخل البرلمان تراقب عمل الحكومة بشكل واضح وصادق بلا أية مجاملات ومحابات)) ، فأن ذلك سيصب في مصلحة العراق وشعبه بالخير والنماء والأزدهار والتقدم0 ولننتظر ونرى ما ستحمله قادم الأيام للعراق وشعبه0

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here