قاسم حسين صالح وعبد الحسين شعبان وعلي الوردي مع حفظ الألقاب (2)

ختمت الأولى بوعد طرح الشعار الذي رفعه الدكتور قاسم والذي ختم به منشوره وهو: [من اليوم على المفكرين والكتّاب العراقيين الذين تحدّوا طغاة الطائفية ولم يغادروا الوطن.. رفع شعار: (اذا لم ينصفك الآخرون عن حق.. فانصف نفسك جهارا)] انتهى

*تعليق: لم استغرب من ان يُطرح هذا الطرح من قبل من طرحه لأنه كما يبدو لم يسأل نفسه هل يحتاج الأنسان بالعموم الى ان ينتظر حتى يُنصفه الغير لكي ينتفض لينصف نفسه جهاراً؟؟… أليس من واجب الانسان أن ينصف نفسه قبل أن يُطالب او يتوسل أن ينصفه الآخر؟ هل لحد اليوم المفكرين والكتاب العراقيين لم ينصفوا انفسهم وينتظرون من دكتور قاسم ان يُعَّلمهم كيف ينصفون انفسهم؟

الا يعلم من طرح هذا الشعار …أن طرحه بهذه الصيغة وفي أساس هذا المنشور هو إهانة للنفس و لمن اُعجب به وصفق له وتبناه ودليل على عدم التعود او العمل على إنصاف النفس التي لا ينصفها إلا صاحبها و إنصاف النفس هو طريق الإنصاف للنفس وللغير. ومن لا ينصف نفسه لا ينتظر ان ينصفه أحد؟ واعظم وسام هو ان لا ينصفني ظالم ولا حاقد ولا سخيف ولا عميل ولا دنيء ولا منحرف ولا جبان و لا خائن و لا مرتزق ولا سمسير…بتقريب القول: [إذا اتتك مذمتي من ناقصٍ…]

لقد صدمني / هزني تأييد شاعر مثل الشاعر كريم الاسدي لهذا “الشعار” في تعليق له على المنشور هذا نصه:[ هذا الشعار الجميل المعبِّر المنصِف ( اذا لم ينصفك الآخرون عن حق .. فانصف نفسك جهاراً ) يجب ان يرفعه كل انسان صاحب حق في داخل العراق وخارجه ، الآن وغداً ، فهو يصلح لكل زمان ومكان ، وليس فيه أنانية أو نرجسية أو تكبر أو غرور ، بل ان فيه ما يكفي للرد على الظلم والغبن والجحود والاستهتار والسخف والدونية وظلم ذوي القربى وتقصير الأصدقاء ومقاصد الأعداء] انتهى

وقد حوله الشاعر كريم الاسدي كما يبدو الى “بوست على الفيسبوك” وأضاف له عبارة لم تكن في التعليق وهي: “في منشور الدكتور قاسم حسين صالح” و اعتقد ان الغرض من هذا وهو التشهير [ أتوقع ان من عمل ذلك ونشره ليس الشاعر كريم الاسدي…لكني اطرحه بهذه الصيغة لأن اسمه تصدر “البوست” ولتوقعي ان ذلك تم بدون علمه]( التفضل بمقارنة نص التعليق ونص “البوست”).

كريم الأسدي – المثقف ،استراليا

هذا الشعار الجميل المعبِّر المنصِف ( اذا لم ينصفك الآخرون عن حق .. فانصف نفسك جهاراً )، في منشور الدكتور قاسم حسين صالح.. يجب ان يرفعه كل انسان صاحب حق في داخل العراق وخارجه ، الآن وغداً ، فهو يصلح لكل زمان ومكان ، وليس فيه أنانية أو نرجسية أو تكبر أو غرور ، بل ان فيه ما يكفي للردّ على الظلم والغبن، والجحود والاستهتار والسخف والدونية، وظلم ذوي القربى وتقصيرالأصدقاء ومقاصد الأعداء.

وهنا اسأل الشاعر كريم الاسدي هل يهمك إنصاف هؤلاء لك؟ الا تعتبر عدم إنصاف هؤلاء لك هو وسام شرف لك او هو اعلى مراتب الإنصاف؟ هل نبرة الألم و الحزن و الحدة في طرحك هذا لأن حثالة القوم لم ينصفوك؟ …عجبي؟؟؟؟!!!!

اود ان اعلمك ان أي شخص يستطيع بكل يُسر ان يحصل على إنصاف هؤلاء وطريق ذلك بسيط وسهل وهو ان يسلك مسالكهم ويرتضي إذلالهم ويتعمد بأخلاقهم وهو طريق سالك، و مزدحم من كثرة سالكيه أي انه ليس طريق بن أبي طالب الموحش. من قلة سالكيه.

هل أنصف هؤلاء الراحل نيلسون مانديلا أم هو من أنصف نفسه؟ ستقول وهذا هو الذي اُريده…اُجيبك ب: كلا و لا…والسبب ان رفع هذا الشعار في ذلك المنشور الذي بُنِيَّ على باطل وزيف وكذب من خلال اتهام انسان بقول لم يصدر منه و المفروض بمن رفع هذا الشعار كان على علم تام بأن القول الذي بًنى عليه ثورته هذه هو قول غير صحيح. ويمكن لي ان أقول انك بنفس الاتجاه كنت على علم “انا واثق انك لا تعلم” بأن هناك تلفيق وعدم دقة والدليل هو انك لم تطلب من الكاتب ما يؤيد ما طرح…وليس هناك أي عذر او تبرير يمكن قبوله لأن ثورة تعليقك تدفع الى ذلك. إنصاف النفس واجب لكن لا إنصاف بالا صدق والادقة و الانزاهة.

ومع ذلك أسألك: ماهي الطريقة التي ستتبعها أنت شخصياً لإنصاف نفسك جهاراً حتى يتعلم منها البعض حيث ان طارح الشعار الدكتور قاسم

اكيد يريد بهذا الشعار تعميم تجربته فيه…وأكيد هو أنصف نفسه جهاراً ويريد تعميم الفائدة وربما في سبيل ذلك سيؤسس جمعية تحت عنوان: [جمعية انصف نفسك جهاراً] وأكيد سيُنتخب رئيساً لها…وهو صاحب خبرة في تأسيس و ترأُس الجمعيات.

هل هناك ذو عقل يطمح بإن ينصفه هؤلاء (الذين وردت اوصافهم واصنافهم في تعليقك)؟ او ألا تعتقد ان إنصاف هؤلاء لك و لغيرك هو إهانة وانتقاص؟ أو هل أنت بحاجة الى إنصاف هؤلاء؟ عند من ينصف نفسه ان إنصاف هؤلاء الأنصاف له إهانة كبيرة وانتقاص؟

اليك “نظرية نفسية جديدة” اهديها لمن ينصف نفسه جهاراً :[ إنصاف غير المنصف لا إنصاف].

فماذا يعني الطرح : ( من اليوم على المفكرين,,,الخ) هل هو امر عسكري او حزبي او ديني او سياسي مليشياوي/شللي؟…لماذا هذه الصيغة في محاولة غير مبررة لاصطناع ظلم والتحشيد له؟ …لا اعرف ماذا سيكون الحُكم على من يخالف هذا النداء/الامر هل عقوبته “”دورة تأديبية في الرضوانية”” ؟ ام “”زيان صفر””؟ أم “”ألف جلدة “” هذا الشعار/الامر هذه الأيام فكيف لو كان الحال قبل ربع قرن او اكثر؟

هذا المنشور وصيغته والشعار الناري الذي اطلقه دكتور قاسم في ختامه ذَكَّرني بما ورد في ص 55 من كتاب علي الوردي و المشروع العراقي/ 2010 تأليف نخبة من الكتاب و المختصين بينهم الكاتب قاسم حسين صالح حيث شارك بموضوعين و المفروض انه اطلع على الكتاب و قرأ ما نُشِرَ فيه لأسباب منها انه مشارك فيه وانه من محبي وأصدقاء الراحل الوردي وانه ربما أكثر من الاستعارة منه… ورد في تلك الصفحة تحت عنوان [خواطر مع الدكتور الوردي]الكاتب محمد علي محيي الدين العبارة التالية:

{ولو عاش الوردي هذه الأيام واُفسح له في المجال بما تهيأ من وسائل حديثة للنشر لا تحدها رقابة ولا يصدها منع لكان في أفكاره ما يؤدي الى تفجير قنبلة تثير الدنيا ولا تقعدها الى يوم يبعثون، واحتاج العالم في تامين حمايته لبناء صومعة على سطح القمر او المريخ خشية على حياته من الناقمين والمخالفين لما في افكاره من التطرف المنهجي الذي يناقض الكثير من المسلمات التي تصالح عليها الاخرين واعتمدوها بديهيات لا تقبل النقض و التأويل} انتهى

لا اعتقد ان ما نُسب الى دكتور عبد الحسين شعبان أو حتى لو قاله، يُقارن بما ورد في هذه العبارة لا من قريب و لا من بعيد فهي بعيدة عنها بُعد كردستان عن القمر او المريخ “”وردت كردستان هنا لأن علم العراق اُهين في ملاعبها قبل أيام وما رافق ذلك ولم يبادر احد للإشارة الى خطورة ذلك). يبدو لي أو هكذا ان الدكتور قاسم لم يقرأ هذه المشاركة كما غيرها او لم يخبرهُ به مُخبر وهي واقعة منذ حوالي (11) سنة…اليوم اعرضها عليه واطلب منه مقارنتها بالعبارة التي نسبها للدكتور عبد الحسين شعبان وأرغب بسماع رأيه الذي اكيد سيكون عبارة عن شعار نووي وليس ناري.

((صومعه للوردي على القمر او المريخ وتتركون من تحدى ويتحدى طغاة الطائفية والذين لم يغادروا العراق…هذا ليس انصاف. فعلى كل المفكرين والكتاب العراقيين ان ينصفوا انفسهم جهاراً وذلك بإجبار الطغاة و الظلمة والجاحدين و المستهترين و الدونية على الإعلان عن مقاولة لبناء صوامع لهم على سطح زُحل لينافسوا الوردي الذي احتل القمر و المريخ))

لو تعلم واعتقد انك لا تعلم ان هذا الشعار وبهذه الصيغة هو تزكية للطائفية والطائفيين وتبرئة لهم من “الطغيان” لأنها ولأنهم لليوم يسمحون بتواجد من تحداهم ويتحداهم داخل الوطن ولم يضطروهم الى الهرب خارج العراق كما كان يحصل في زمن “القائد الضرورة “…لو طَّبق طغاة الطائفية إجراءات يوم واحد من اجراءات “الطاغية” لما تحداهم أحد لا من المفكرين و لا من الكُّتاب لا كبيرهم ولا صغيرهم… من يدعون تحدي طغاة طائفية اليوم، يدخلون ويخرجون من مطار بغداد وهم مزهوين رافعي الرأس جوبون الكرة الأرضية ويشاركون بندوات ومهرجانات ويلقون كلمات ويتهجمون على طغاة الطائفية دون رقابة او محاسبة او حتى استفسار او منع من السفر…وهم يعلمون لو قاموا ب (1) من مليون مما يقومون به الان في وقت النظام السابق لعرفوا معنى “تحدي طغاة الطائفية”!!!!!

انا محتار” كيف تتحقق” فانصف نفسك جهاراً”؟ هل يتفضل علينا دكتور قاسم كاتب المنشور او الشاعر كريم الاسدي كاتب التعليق وناشر “البوست” الذي وزعه كاتب المنشور بالخطوات التي يجب ان تُتبع لانتزاع إنصاف النفس جهاراً؟ وإذا كانت هناك خطط متعددة او طرق متعددة أتمنى ان تسعفونا بها…او تعكفوا على انجاز دراسة تتوصلون بها الى خارطة طريق نقوم باتباعها بدقة لتحقيق ذلك وستكون هذه نظرية سيكولوجية جديدة تتبع ما سبقها في سجل بحوث علم النفس…ويكون عنوانه: [ ضد الأنصاف في انتزاع الإنصاف].

اعتقد ان إنصاف النفس جهاراً لا يتحقق بالكتابة المنافقة مقابل بعض أوراق من العملة الرخيصة و بتزييف الحقائق أو تشويه سمعة شعب و مجتمع من خلال العمل كمطبل في جمعيات و مجموعات أو الوقوف في الشارع والتوسل “يرحم والديك تعال انصفني”… ان إنصاف النفس لا يحتاج الى شعار؟ ان إنصاف النفس يتم بالدقة والصدق و الحرص و الإخلاص والوفاء واحترام النفس و الكلمة والغير وعدم التحريف والكف عن التلفيق والتهريج و الكف عن إعادة نشر المليئات بالأخطاء بالتلاعب بالعناوين؟

على من طرح هذا الشعار و من صفق أي من يريد إنصاف نفسه جهاراً عليه أولاً ان ينصف نفسه منه من خلال إنصاف زميله وذلك بعدم تحريف القول وقذفه بالكذب و التجني عليه أي طرح الصحيح ونقل الحقيقة التي تزكي النفس وتنصفها قبل ان يزكيها الغير و ينصفها.

من يبحث عن إنصاف نفسه جهاراً عليه بالصدق و الدقة و الاعتراف بالذنب إن أذنب و الخطأ إن أخطأ و تطبيق قول الفاروق: (رحم الله امري اهداني عيوبي) وعليه بعدم التحريف والتزييف والتشويه وعليه بكبح الأ (انا) المتنمرة فيه والكف عن التزوير والسرقة.

عبد الرضا حمد جاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here