يا شعار النضال , كم سببت من مآسي وآلام؟ا

يا شعار النضال , كم سببت من مآسي وآلام؟ا

لقمان الشيخ
[email protected]

خطيب الثورة الفرنسية ميرابو , أطلق عبارته الشهيرة عندما وجد ألآثار الكارثية التي أحدثتها الثورة الفرنسية , قائلا ( أيتها الثورة كم ارتكبت باسمك الآثام ) وذلك بعد صدورأحكام الإعدام بحق رجال الثورة ,وبدأت المقصلة تحزرؤوسهم عل التوالي , روبسبير ,ودانتون ومارات , وسجل الفنان الفرنسي ديكروا قتل مارات بسكين شارلوت كورداي خلال وجودة في حوض الحمام , هذه نتيجة الثورة الفرنسية , وحين ينشد المناضلون العراقيون بنشيد ( يا أمي لا تبكي عليا أنا المناضل يا هنيا ) كم أم بكت وزوجة ثكلت وأطفال تيتموا نتيجة موت قريبهم في مهمة النضال , هذه نتيجة مؤسفة لكونهم أضاعوا سنين حياتهم في قضية كانت نتائجها مأساوية , واستنزاف طاقات بشرية شبابية,بدلا من المشاركة في المشاريع الحيوية ,حينما كانت الحكومة العراقية تعمروتبني,على انقاض الدولة العثمانية ,التي حكمت لمدة خمسة قرون,وتركت شعب العراق في حالة مأساوية من الجهل والفقر والأوبئة التي فقد خلالها الشعب العراقي الآف الضحايا ,وكلها تحت حجة الحكم بأسم الخلافة الاسلامية,بينما كان يحارب العرب واللغة العربية التي هي لغة القران,وحتى انه حاول ان يحول القران اللغة التركية,لكنه فشل لصعوبة ترجمته,بسبب بلاغة لغة القران

منذ سنين أعيش في بلغاريا,حيث عاش الشعب ايضا خمسة قرون تحت السلطة العثمانية ,لكنه طيلة تلك الحقبة الزمنية الطويلة,لم يهدأ ويستكين,وسجل مناضليه سطورامن التضحية والفداء,واليوم الشعب يشيد النصب التي تخلد ذكرى أبناءه الذين سقطوا وهم ينتفضون ضد ألاحتلال العثماني , بينما لا نجد ذكرى ضحايا تصدوا للحكم العثماني طول فترة حكمه الذي أذل وحكم ونهب قوت الشعب العراقي , ودفع رجاله في سوح الحروب وهو يستغل جهل المواطنين بشعار الجهاد بعد أستلاءه على قوته لتموين جيشه في حروبه ,ليترك مجاعة يموت على آثارها الآف المواطنين , كل هذا لم نقرأ خبر مقاومة وتصدي لذاك الحكم الجائر ,بل خنوع ومذلة ,

لكن حال قيام الحكم الوطني , بعد زوال الحكم العثماني ,قام شيوخ العشائر بما سمى بثورة العشرين ,قادها الذين كانوا مستفيدين خلال حكمه , ليدفعوا جموع الفلاحين في معركة غير متكافئة , بشعار (الطوب احسن لو مكواري ) ومع رجال كانوا ضمن نظام حكمه هم أيضا شاركوا في الحملة المعادية للحكم الوطني , وبعد تشكيل الأحزاب في العراق , أخذ كل حزب شعاره الذي تغذيه أطراف خارجيه التي لها مصلحة للهيمنة على موارد العراق , بلد الرافدين وخيراته , اندفعت تلك الأحزاب دون وعي ودراية ,ترفع شعارات لمصلحة تلك الدول الطامعة , الشيوعيون دعوا للنظام الشيوعي وإثارة الشغب و تعكير صفو الأمن حتى يصلوا إلى تحقيق أهدافهم , بالوقت

الذي كانت الحكومات الوطنية تبني صرح العراق الجديد , وكانت النتيجة ضياع الفرصة في تطورالاقتصاد ورفاه الشعب العراقي , الشعار الذي نادوا لتحقيقه فشل في كل الدول التي جربته ,وأدى إلى الفشل وسقوط أنظمة حكمها , أما الأحزاب التي تبنت بشعار القومية العربية ونااضلت لتحقيقه , فشلت أيضا في أول تجربة لها بعد أنفصال الوحدة بين جمهورية مصر والحكم في سوريا , لتنتهي بحكم حزب البعث في العراق,وما أفرده من ديكتاتورية و قمع وحروب , سقط أثرها ألآف الضحايا , ودمر الاقتصاد العراقي, وما يحدث في العراق من تدهور وسقوط تحت حكم الأحزاب الدينية التي سرقت قوت الشعب العراقي ونهبت ثرواته , كلها نتيجة الأحزاب التي تبنت شعار النضال , فأوصلتنا إلى هذا الحال المزري , وكانت كارثة أنقلاب 14 تموز الدموي السبب في ضياع كل الجهود الخيرة التي كانت تبذل في بناء وطن جديد مزدهر يسعد فيه الشعب العراقيوالفرصة ليحتل المرتبة الأولى لما لديه من مقومات الرقي والتطور .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here