المشتركات بين المذهب الجعفري والمذاهب الاربعة في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة) (الشهادة)

الدكتور فاضل حسن شريف

الشهادتان الاولى ان (لا اله الا الله) و الثانية بان (محمدا رسول الله). عندما يلفظ الشخص بهما ايمانا وعلما فانه يدخل الاسلام “فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ” (الاعراف 158)، مصدقا به “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” (الحجرات 15)، بقلبه لا نفاقا “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ” (المنافقون 1)، لا يعصي الله ورسوله “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا” (الأحزاب 36).
جاء في الحديث الشريف (فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّه) و (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار) و (فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِه).
واشير الى شهادة محمد رسول الله في آيات من القرآن الكريم “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ” (الفتح 29) و “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ” (ال عمران 81). و شهادة لا اله الا الله اشير لها في آيات عديدة “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (ال عمران 18) وان الرسول محمد خاتم النبيين “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” (الأحزاب 40).
على المسلم اطاعة الله ورسوله “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ” (محمد 33) و “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ” (المائدة 92)، وعدم الاستهزاء بهما والعياذ بالله “قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ” (التوبة 65)، وتنفيذ أوامر الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر 7)، وعدم التفرقة بين الله ورسله “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ” (النساء 150) و “وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ” (التوبة 29). قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: بني الإسلام على خمس أولها شهادة ان لا اله الا الله وثانيهما وأن محمدا رسول الله. وفي الحديث النبوي (اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله).
الشهادة بالله الواحد الاحد يعني الإنابة والاستسلام له “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ” (الزمر 54) و “وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ” (لقمان 22). وقال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به).
اذا الشهادة بأن لا اله إلا الله وشهادة ان محمدا رسول الله يشترك بها أتباع المذهب الجعفري مع اتباع المذاهب الاخرى اتباعا بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here