قصة قصيرة/ الجنة تحت أقدام الأمهات

قصة قصيرة/ الجنة تحت أقدام الأمهات
د. حسن كاظم محمد
قصة قصيرة جرت أحداثها في أربعينيات القرن الماضي، أم في منتصف العمر ولها خمسة أولاد وبنت واحدة وفقدت زوجها مبكرا. تعبت عليهم كثيراً وبعد تهيئة الأمور الاجتماعية والمالية تمت فكرة زواج أحدهم على المألوف من بنت الحارة وسعت الوالدة بهذا الحدث الجميل وفرحت فرحة أم حنون. بعد فترة قصيرة بدأت المشاكسات والمشاغبات بين الأم والعروس وأصبحت ظروف البيت لا تطاق وتغيرت أخلاقية الولد مع والدته على حساب زوجته (الچَنّة). وبعد فترة قرر الابن وزوجته العنيدة ترك البيت ليعيشا منفردين في منطقة أخرى. رضت الأم بواقع الحال تجنباً للمشاكل وأملا بأن تقوم بزيارات متتالية لولدها غير الوفي.
لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، الچَنّة منعت الزيارة للبيت ولا حتى لولدها. مع الألم وكسران القلب والخاطر حاولت الأم زيارته في مركز محله متخفية عن بعد، وحتى هذا الحال كان لا يرضي زوجة الولد لكثرة الخبث والنفس الأمارة بالسوء. وبين يأسها وإحباطها رفعت الأم رأسها وفتحت صدرها داعيةً ربها وتقول وتعيد (بالولد وبالولد يا رب) أي لا يرزقهما ولدا. وفعلا تعرضت الزوجة لإسقاط حملها مرات عديدة ثم رزقا أخيراً ببنت واحدة.
وأخيراً وبعد أن قضت الأم وقتاً عسيرا لتربية أولادها وتهيئة مستلزماتهم، تفرقوا عنها وانهمكوا في حياتهم الخاصة، ومنهم من غادر العراق، وبقت وحيدة متألمة في دارها تعاني الوحدة وشظف العيش، تؤجر بعض غرف البيت مع مساعدة الخيرين لها. ثم تركت الحياة وحيدة في دارها وبدون متابعة، وسُمع أحد أولادها عند الوفاة باكيا ومتأسفا يقول أمام الجنازة، آخ آخ أمي أمي، فقدتها ولم أزرها منذ أكثر من سنتين.
الأبوذية:
شِجانه شْصار بِينه جِبنه چَـنّـه
رِدِتْهه گلوب طيبه هيچ چِـنّه
دِرَيت الأم تَحَـت عِـتْبتهه جَنَّه؟
حَـقِ الأُم فَـرِض ربِّ الْـبَـريّه
*****
كافي قَـلق يُـمَّه وْبَعـَد كُـفِّي
صِرْت چْبير رِزْقي بيد كَفِّي
هِسَّه الْحَگ عَلَيْ رايد أَكَفّي
بْحَـياتِچ لو حِـلِم بَعْـدِ الْمـنيّه
وإلى اللقاء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here