تبرعات ام “خاوة “

تبرعات ام “خاوة ”

ماجد زيدان

كان الرجل حانقا وعصبيا هدء من حالته الركاب وتبين انه كان في احدى المدارس في حي الوحدة ببغداد قريبة على ساحة الواثق مشكلته ان المدرسة ترفض الموافقة على نقل ابنته اليها ما لم يتبرع ب ( سبلت ) او ثمنه الى الادارة وخلص من النقاش ان هذه الحالة معروفة ولا تقتصر على مدرسة واحدة , وانما ظاهرة عامة , حتى ان احدهم قال لو جمعنا ما تم تبريع او بالاحرى ” الخاوة ” المفروضة على الاهالي لفاقت السبالت عدد الصفوف عدة مرات و” والبردات ” غطت شبابيك شوارع باكملها …

هناك من قال ان مديريات التربية ليست غافلة عن الموضع وتعرفه الا انها تغض النظر عنه , ويذهب البعض الى ابعد من ذلك ويصرح علنا عن استفادة مشتركة تتعدى ادارات المدارس .

اجبار الطلبة على دفع مبالغ وجمعها تحت اي ذريعة كانت امر مخالف للقانون , وحين تذكر بذلك يأتيك الجواب سريعا ليس لدينا نثرية تخصصها وزارة التربية مثلما كانت تفعل ايام زمان الذي يعتبر كل جمع للمال فيه من الطلبة فسادا , الا انه اليوم ينعت من يمارسه بالشطارة والحسم , وانه مستندا الى دعم يغطي فساده و” سلبطته ” على ذوي الطلاب . وللاسف بعض الاهالي يشجعون ذلك كي تقدم لابنائهم الخدمات وينالون ما لا يستحقون من الدرجات اساسا .

والتبرعات حسب الرقعة الجغرافية التي فيها المدرسة , فهناك فرقا بين مدرسة في الكرادة وبين مدرسة في المعامل على سبيل المثال , والشهادة لله حسب ما يقال يراعون الفوارق الطبقية بين الناس , حتى ان التكليف بادارة اي منها يختلف عن الاخرى في متطلباته وما يترتب عليه من التزامات اتجاه الجهة التي تامر بالتكليف , عند الاستيضاح قالوا حسب الاوضاع الاقتصادية , فهناك مدارس تطلب من طلابها الدفع لاجل اصلاح الزجاج المكسور او علبة مسامير للرحلات او مكانس للتنظيف .. يعني خردة , وهناك من يضغط للتبرع بمئات الاف .

في ظل الاوضاع الاقتصادية المتدهورة اصبحت هذه التبرعات تشكل عبئا يثقل كاهل الاسر ويدفعها نحو اللامبالاة عند ترك ابنائها للمدرسة وتشجعهم على الانخراط في سوق العمل ..

ان الحل الامثل يكمن في اسناد الادارات على اساس الضوابط التربوية والتخلص من من الادارات التي تنتهك القانون والتدوير في المناصب والتجديد فيها وتحميل المشرفين التربويين مسؤوليتهم ومساءلتهم للادارات على ما يرون ويسمعون .. والاهم من ذلك تحريم التبرعات ” الخاوة ” مهما كان مقدارها واحالة مرتكيبها الى هيئة النزاهة ..

وطبعا قبل ذلك تخصيص نثرية لكل مدرسة من مديريات التربية للانفاق على المسائل اليومية وتلبية المستلزمات الضرورية لتجنب الوقوع تحت ضغط الحاجة المؤدية للخطيئة وضعف الحصانة . فنزاهة التعليم وكرامته بالقائمين عليه , فلا يمكن تربية جيل على الفضيلة ونقدم له انموجا سيئا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here